روى مدير الإدارة العامة لتقنية المعلومات بالمديرية العامة للسجون اللواء الدكتور يحيى الغامدي كيف جاءت فكرة خدمة "فُرجت" بعد دراسة المراحل الطويلة التي تمر ليتم السداد عند المسجون، وعند السداد قد تطول أكثر حتى يغادر السجين، فجاءت الخدمة لاختصار الوقت والجهد انطلاقًا من تلمس معاناة الناس حتى أصبح هناك فريق عمل متكاملاً وشركاء من عدة قطاعات يخدمون المتبرع والسجين وبحرفية على مدار الساعة. وسرد اللواء "الغامدي" قصة شخص ما أوقف بسبب مبلغ مالي وسدد عنه أقاربه من يومها، وبسبب طول الإجراءات علم الجميع بقصته، وهو كان قد خبأ الأمر حتى عن أسرته. ووصف الغامدي وقفة المتبرعين في "تويتر": "بالشعب العظيم"، وقال: "أهل الخير كثيرون، لكن يحتاجون الموثوقية وبتوجيهات سمو وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف تم الأمر وعرضت علينا أفكار سننفذها لتوسيع الخدمة وستستمر حتى بعد رمضان", وأكد "الغامدي": "أن والد المغردة التي ناشدت بالسداد عنه خرج بعد ساعتين من اكتمال المبلغ، وهي الإجراءات التي قد تصل لأشهر حتى يخرج قبل ذلك". وقال الغامدي لـ"سبق": فكرة العمل تولدت من صعوبة الإجراءات الطويلة لمن يريد السداد، وأتذكر قصة أحدهم عمل حادثًا مروريًا، وبعد الكشف على بياناته اتضح أن عليه مبلغًا ماليًا يصل تقريبًا لسبعين ألف ريال فأوقف، وعندما علم ذووه سددوا عنه من لحظتها، لكن لم يخرج فورًا لطول الخطوات الورقية وذاع الأمر لمن حوله رغم تكتمه فتأثرت نفسيته، فكل هذه المعطيات، وهذه القصة شجعت فريق العمل لإيجاد فكرة تنبع من احتياجات ومعاناة وهاجس الناس رغم وجود الفكرة من قبل". وبيّن أن هناك أشخاصًا كثيرين وقفوا على هذا الخدمة حتى ظهرت بهذا الشكل، وهناك عمل تكاملي بين السجون والعدل والنقد ومركز المعلومات وتطبيق أبشر ووزارة العمل، وبإشراف مباشر من مدير عام السجون اللواء محمد الأسمري الذي لا يتردد بالاتصال لحظة بلحظة ويتابع كل التفاصيل حتى أن هناك عملية سداد خاطئة وقف هو بنفسه عليها ويتصل بنا كل وقت، والدولة لم تتأخر في تسخير التقنية لخدمة المواطنين". وعن بداية الفكرة كشف اللواء الغامدي أنه تم عرضها أمام وزير الداخلية ثم صدرت موافقته لتشكيل فريق عمل، وفريق العمل عمل عليها من تحليل وصياغة قواعد الخدمة ولم تكمل عامًا حتى نُفذت الفكرة، ولهذه الخدمة تعقيدات كبيرة جدًا جدًا ليست فقط ظهورها في أبشر وتمر بمراحل ونتأكد بأن لا يكون على الشخص المدين قضايا مالية أخرى". وأضاف: "ولدينا خدمات كثيرة بالسجون ومن ضمنها خدمة حجز موعد للزيارة عن طريق "أبشر"، فسابقًا كان يأتي الزائر من منطقة بعيدة وقد لا يشاهد قريبه الذي سيزوره بالسجن لعدة ظروف، لكن الآن بمجرد الحجز نقوم بعمل الإجراءات اللازمة ثم يأتي بنفس اليوم والزمن ويزور بكل سهولة". وأوضح: "منصة "فُرجت" أوجدت موثوقية والشخص المتبرع هو من يختار نحن لا نجبر أحدًا يختار "سعودي، أجنبي ذكر أنثى متزوج وأعزب"، وكذلك يختار منطقته، وقد يكون شخصًا من جنسية أخرى يريد السداد عن شخص من نفس جنسيته، والخدمة لا تفرق بين مسلم وغيره أو سعودي وغيره". وعن رجال الأمن الموقوفين خارج السجون وفي توقيف إدارتهم من الذين لا تظهر بياناتهم عبر منصة "فُرجت" أوضح بقوله: "بعد إجازة العيد سوف نعمل على الموقوفين من العسكريين بالقطاعات الأخرى وفي الإصدار الثاني من "أبشر" ستظهر بياناتهم، وكان هناك توجيه من وزير الداخلية على إظهار بياناتهم في المنصة، وسوف يظهرون بالمنصة وسنعمل عليها فورًا بعيد العيد".
مشاركة :