يقول الرائي عبدالله الخضيري لـ"سبق" إن مكوث الهلال ليس هو المحدد لرؤيته، بل عروض القمر هي المؤثرة في قضية أنه يُرى أو لا يرى. أما عن مدة مكث الهلال وفق البرامج الفلكية التي يُعتمد عليها، وتم تطبيقها على الواقع لجميع الأجرام، فالبرامج الفلكية بعضها لم يراعَ فيها بعض العناصر المهمة في حسابات الجرم، إضافة إلى نوع الجهاز والشخص الذي يتعامل معه؛ لذا نشاهد الفرق بين الفلك التطبيقي والفلك النظري. وتابع: وقد يحدث في بعض البلدان أن يختلفوا في دخول الشهر وخروجه؛ ليصل الفارق لثلاثة أيام في البلد الواحد؛ لذا أقول: إن ولي أمر بلادنا - وفقه الله - عيَّن جهات مسؤولة عن دخول الشهور وخروجها، وقد شكَّل لها لجانًا، تضم نخبة من المختصين في علم الفلك بمدينة الملك عبدالعزيز، وأعضاء من وزارة العدل، وعضوًا من المحكمة العليا، وخصوصًا دخول رمضان وخروجه، وكذلك أعضاء من محكمة حوطة سدير، على رأسهم فضيلة القاضي، وعضو من مركز إمارة حوطة سدير. وأكد: ولا شك أنه كلما زاد مُكث الهلال وبُعده كان أيسر وأسهل في الرؤية، والعكس صحيح. وأذكر في أحد الأعوام أن الهلال مكث 40 دقيقة، ولم نره إلا 8 دقائق؛ وذلك بسبب الجو، ولكن إذا كان الجو صافيًا تمامًا فتتم رؤيته في أقل من ذلك وإن كان مُكثه يسيرًا. ولفت الرائي عبدالله الخضيري إلى أن متابعة الهلال ليست أمرًا عاديًّا كما يظنه البعض، إنما هي علم يختص بحركة القمر اليومية والشهرية في الميكانيكا السماوية. ونعلم أن القمر يدور في مدار اهليجي حول الأرض، وله حركتان ظاهرتان، الأولى حركته من الشرق إلى الغرب كالشمس والنجوم وغيرها في السماء، والحركة الثانية هي بعد عملية الاقتران، وهي حركة تسمى الانفصال أو التراجع عن الشمس، أو انزياحه من الغرب إلى الشرق، إلى أن يصل إلى زاوية 90، ويكون قد أكمل أسبوعًا، ودخل مرحلة التربيع الأول، ويكون نصف وجه القمر مضيئًا، ويتراجع إلى الشرق من يوم إلى آخر؛ فيصل إلى درجة 145، أي متوسط المسافة من "السمت" إلى الشرق. وعن أهم الوسائل والطرق التي يستخدمها لمتابعة الهلال ومراقبة الأجرام السماوية؟ أجاب قائلاً: أنا لا أستعين بأجهزة بصرية ولا حاسوبية، لكني أقوم بالتسجيل اليومي حسب الظروف الجوية، وأقوم برسم حركة القمر. وقد قمت بعمل تقويم للمنازل والبروج، وكذلك حركة القمر في السماء ودورانه حول الأرض، ودوران الأرض حول الشمس؛ وذلك لتوضيح الأطوار التي يمر بها القمر خلال الشهر، وفق الوضع الهندسي. كذلك أقوم بدراسة زوايا ظل القمر خلال أطواره. وسوف يتوسع العمل - إن شاء الله - بالتعاون مع الإخوة الأكاديميين في المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية "مرصد حلوان" بجمهورية مصر العربية. كما أقوم بتطبيق حساباتي لشروق وغروب الشمس والقمر على أرض الواقع.
مشاركة :