أكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أمس، في سويسرا أن «الجهود الأمريكية لإنهاء الأنشطة الخبيثة لإيران ستتواصل»، مشيراً إلى أن واشنطن مستعدة لإجراء مباحثات، «عندما يثبت الإيرانيون أنهم يتصرفون كدولة عادية»، وهو ما قوبل باشتراطات إيرانية، في حين أكد الجيش الأمريكي، إجراءه مناورات في بحر العرب بمشاركة «بي - 52» وحاملة الطائرات أبراهام لينكولن تضمنت محاكاة شن هجمات. وصرح بومبيو في مؤتمر صحافي مع نظيره السويسري ايناسيو كاسيس، أن النظام الإيراني استخدم موارده لدعم حزب الله وتمويل الحرب في سوريا، متجاهلاً الاحتياجات الأساسية لشعبه. وأكد بومبيو، أن «واشنطن ستواصل الضغوط لتقويم السياسة الإيرانية»، لافتاً إلى أن «مشكلات الشعب الإيراني هي نتاج 40 سنة من الحكم الحالي، وليست بسبب العقوبات»، مشيراً إلى أن «واشنطن مستعدة لبدء مباحثات من دون شروط مسبقة مع إيران»، ولكنه أضاف أن «واشنطن بحاجة إلى أن ترى إيران تتصرف كدولة عادية». وعند سؤاله عن مشاركة أمريكا في وكالة الطاقة الدولية، أجاب بومبيو قائلاً: «نحن نتابع عن قرب خلاصة عمل الوكالة»، وأضاف: «نعم لقد قمنا بحث الوكالة على التأكد من أنها تعمل على جميع الأصعدة للتأكد من التزام إيران بالاتفاق النووي، ولكن بمعزل عن ذلك، نحن نقوم بعملنا لضمان عدم إتاحة المجال أمام طهران لامتلاك سلاح نووي»، على حد تعبيره. وفي المقابل اشترطت إيران، أن «تغير الولايات المتحدة سلوكها» في شكل ملحوظ للموافقة على التفاوض معها. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس الموسوي، إن «التغيير الشامل لسلوك الولايات المتحدة وأفعالها إزاء الأمة الإيرانية هو المعيار» الذي سيؤخذ في الاعتبار قبل أي تفاوض محتمل، معتبراً أن بومبيو «يلعب على الكلمات». وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني أشار، أول أمس (السبت)، إلى أن بلاده مستعدة للجلوس على طاولة الحوار «في إطار القواعد الدولية»، و«الاحترام الكامل»، و«ليس عبر إصدار أوامر المفاوضات»، وهو أول ردّ على إعلان الرئيس الأمريكي استعداده للتفاوض إن رغبت إيران. في هذا الإطار، أعلن قائد «الحرس الثوري» في طهران محمد رضا يزدي، أمس، عن نشر منظومات صواريخ أرض - جو في طهران استعداداً لـ«مواجهة تهديدات محتملة» في مراسم الذكرى الثلاثين لوفاة المرشد الإيراني الأول (الخميني). مناورات إلى ذلك أعلن الجيش الأمريكي، أن قاذفات أمريكية من طراز «بي - 52» (B - 52) وحاملة طائرات أبراهام لينكولن، قد أجرت مناورات مُشتركة في بحر العرب. وأوضح سلاح الجو الأمريكي في بيان صادر عنه، أمس، أن التدريبات الموسّعة شهدت اشتراك طائرات هليكوبتر مقاتلة من طراز «هورنت» (F-A - 18 Hornet)، وأخرى من نوعية «إم - إتش 60» «MH - 60»، متعددة الأغراض، الخاصة بالعمليات القتالية، وطائرات الإنذار المبكر، E - 2D، إلى جانب حاملة طائرات «يو إس إس أبراهام لينكولن». وذكر سلاح الجو الأمريكي أن الطائرة «قامت أيضاً بمحاكاة لعمليات الضربة» في التمرين الذي جرى السبت. وفي مايو الماضي، بدأت الولايات المتحدة الأمريكية استعداداتها لردع أي تهديدات إيرانية بمنطقة الشرق الأوسط بعدما علقت طهران بعض تعهداتها الخاصة بالاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015. استعدادات واشنطن تمثلت في إرسال حاملة الطائرات أبراهام لينكولن إلى مياه الخليج العربي، وقاذفات بي -52 إلى القواعد الأمريكية في المنطقة، ونشر جديد لصواريخ باتريوت في الشرق الأوسط. وتعد القاذفة بي 52 من الأسلحة التي تنتمي إلى عصر الحرب الباردة، إذ ترمز إلى القوة الأمريكية في مجال سلاح الجو بفضل حمولتها الكبيرة من القنابل والذخائر التي تبلغ 35 طناً. واستخدمت بكثافة أثناء العمليات الأمريكية في أفغانستان عام 2001، ولجأت إليها القوات الأمريكية في قتالها ضد تنظيم داعش الإرهابي في سوريا في الآونة الأخيرة. وحرصت الولايات المتحدة الأمريكية على نشر العشرات من بطاريات «الباتريوت» في المنطقة؛ وذلك لحماية حلفائها من الصواريخ الباليستية الإيرانية في حالة اندلاع أي حرب بينهما.طباعةEmailÙيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :