الدوحة - قنا: أعربت دولة قطر عن إدانتها بأشدّ العبارات لاقتحام مئات المُستوطنين الإسرائيليين باحات المسجد الأقصى المبارك فجر أمس وإصابة عددٍ من المصلين والمُعتكفين بجروح مُتفاوتة جراء اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي عليهم. واعتبرت وزارة الخارجية، في بيان أمس، الاعتداءات الإسرائيلية تعدياً على الحق في العبادة وممارسة الشعائر الدينية وتمثل استفزازاً صريحاً لمشاعر المسلمين في العالم أجمع. وحذّرت من تداعيات تلك الإجراءات غير المشروعة على المنطقة والعالم بأسره. ودعا البيان المجتمع الدولي للقيام بمسؤولياته الأخلاقية والقانونية لوقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة على المسجد الأقصى والمقدسات الدينية في فلسطين، وتوفير الحماية اللازمة للمُصلين المُسلمين لمُمارسة حقّهم الطبيعي في العبادة بالمسجد الأقصى المُبارك. وكانت قد اندلعت مواجهات عنيفة بين المعتكفين في المسجد الأقصى المُبارك وشرطة الاحتلال الإسرائيلية، أمس جراء السماح لمئات المُستوطنين بانتهاك حرمة الدين والشهر المبارك واقتحام باحات الأقصى وتدنيسها بطقوس تتنافى مع حرمة المكان والشهر الكريم. وقال شهود إنّ شرطة الاحتلال سمحت للمستوطنين باقتحام الأقصى تسع مرات خلال ساعة واحدة، وأفاد مسؤول الإعلام بدائرة الأوقاف الإسلامية أن عدد المستوطنين الذين اقتحموا المسجد المبارك وصل 850. وقبيل السماح للمستوطنين باقتحام الأقصى، اقتحمت القوات الخاصة المصلى القبلي واعتدت على المصلين بإطلاق الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية، وأقدمت على إغلاقه بالسلاسل الحديدية بعد محاصرة المعتكفين داخله. وذكر شهود عيان أن قوات أمن الاحتلال دهمت المصلى القبلي وأغلقت أبوابه بالسلاسل، واعتدت على المصلين باستخدام قنابل الصوت وغاز الفلفل. من جهتها، قالت دائرة الأوقاف الإسلامية، في بيانات مقتضبة، إن الشرطة الإسرائيلية فتحت باب المغاربة في المسجد الأقصى، ونشرت عناصرها من القوات الخاصة المدججة بالسلاح حوله لتأمين الاقتحامات. وأفادت دائرة الأوقاف بوجود مئات المعتكفين والمصلين منذ ساعات الفجر في المسجد الأقصى الذين بدؤوا بالتكبير والتهليل عندما سمحت شرطة الاحتلال باقتحام المجموعة الأولى من المستوطنين. وأشارت إلى أن قوات الشرطة اعتدت على المُعتكفين بالضرب خلال وجودهم في الباحات وتصديهم للاقتحامات، مشيرة إلى أن قوات الاحتلال اعتدت على حارس المسجد الأقصى خليل الترهوني بالضرب المُبرح على رأسه، ولم تسمح للطواقم الطبية بإسعافه. يُذكر أن المتطرف يهودا غليك كان من بين المقتحمين للمسجد المبارك احتفالاً بيوم “توحيد القدس” الذي يعتبرونه عيداً وطنياً لإحياء ذكرى استكمال سيطرة الاحتلال على المدينة المقدسة واحتلال الجزء الشرقي منها، وعلى وجه الخصوص البلدة القديمة، وذلك خلال حرب عام 1967. وأمس دعا ناشطون مقدسيون إلى مُواصلة الاعتكاف بالمسجد الأقصى المبارك وباحاته، لصدّ اقتحامات دعت إليها منظمة “جبل الهيكل” الإسرائيلية.
مشاركة :