التنويم المغناطيسي.. يسكِّن الألم ويهدئ القلق!

  • 6/3/2019
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

جلسة التنويم المغناطيسي إن غشية التنويم ليست بأمر صعب، إذ يبقى الشخص في حالة تنويم إلى أن يتلقى إشارة من منومه، كأن يعد المنوم حتى خمسة، أو يوحي إلى المنوم بالإيقاظ بصورة غير مباشرة، أو يصدر عنه صوت، وأحياناً ينهي الشخص التجربة بنفسه حتى لو لم يتلق أي إشارة، لكن قد يواجه المنوم صعوبة أحياناً بين إنهاء الجلسة، وهذا أحد الأسباب التي تدعو إلى قصر ممارسة التنويم على المحترفين. الظواهر بعد الاستيقاظ من النوم المغناطيسي كل ظاهرة نفسية حدثت أثناء النوم المغناطيسي يستمر مفعولها داخل اليقظة بعد انتهاء النوم، وعلى هذه الحقيقة أسست المعالجة بالتنويم المغناطيسي، ففي النوم يعطي الطبيب النائم إيحاءات شفهية يتحقق مضمونها في اليقظة بعد النوم، وفي قدرة الطبيب على أن يؤقت تحقيق الإيحاء بأن يجعله فور الاستيقاظ مباشرة أو بعد ذلك بساعات أو أيام أو أسابيع أو أشهر، ويسمى الإيحاء في الحالات الأخيرة الإيحاء المؤجل التنفيذ. وجوه استخدام التنويم المغناطيسي ساعدت وسائل التنويم المغناطيسي الحديثة العلماء على زيادة فهمهم لعقل الإنسان وجسمه، أو التمييز بين السلوك العادي والسلوك الشاذ، ويستخدم التنويم اليوم في الأبحاث والطب، ولا سيما الجراحة، وطب الأسنان، والعلاج النفسي، ويستخدم أحيانا في القضايا القانونية. وكان التنويم المغناطيسي موضوعاً للبحث وأداة لعدة دراسات، وصيغت اختبارات لقياس تجربة الشخص التنويمية، وأجريت بحوث حول قابلية الناس للتنويم، دلت على أن تنويم الأطفال أسهل عادة من تنويم الكبار، وأنه من الممكن تنويم الذكور والإناث على حد سواء. يستخدم بعض الأطباء التنويم المغناطيسي مسكناً لتهدئة قلق المريض، إذا كان عصبي المزاج أو شاعراً بألم، ويهبط إحساس بعض المرضى بالألم بعد التنويم، أو ينعدم تماماً، كما يستخدم بعض الأطباء التنويم العميق مخدراً حتى لا يحس المرضى بالألم خلال عملية جراحية، أو عملية توليد، كما يستخدمونه لتخفيف قلق المرضى في دور نقاهتهم في عملية جراحية أو طبية أخرى. استغل الأطباء أيضاً قدرة الشخص المنوم على البقاء في الوضع نفسه مدة طويلة من الزمن. ففي إحدى العمليات استوجب على الأطباء ترقيع الجلد في قدم أصيبت بأذى بالغ، فقد وقعت ذراع الشخص بجلد مستمد من بطنه، ثم نقلت الرقعة إلى قدمه، أثناء التنويم، أبقى المريض ذراعه في وضع محكم فوق بطنه ثلاثة أسابيع، ثم فوق قدمه أربعة أسابيع أخرى، ولم يشعر المريض بانزعاج رغم أن هذين الوضعين غير عاديين. يستخدم بعض أطباء الأسنان التنويم المغناطيسي مخدراً، فبعد تنويم المريض، يحفر الطبيب السن ثم يعبئ التجويف، ويظل المريض مسترخياً ومرتاحاً طوال العملية. ومن المحترفين المتخصصين بالعلل العقلية، الذين يستخدمون التنويم المغناطيسي أحياناً أطباء النفس، وعلماء النفس، والمتخصصون الاجتماعيون الطبيون. وقد يكون التنويم المغناطيسي العلاج الرئيس، أو مجرد جزء من العلاج، ويمكن استخدامه لتهدئة أعصاب المرضى المنزعجين، إذ يصبح هؤلاء أكثر إحساساً بمشاعرهم، فيغيرهم سلوكهم، ويتعلمون طرقاً جديدة من التفكير وحل المشكلات. ومن الحالات النفسية التي عولجت بالتنويم القلق والكآبة والإجهاد. يمكن للتنويم المغناطيسي أن يكون أداة فعالة للسيطرة على بعض المشكلات العضوية المتصلة بعوامل نفسية. ومن هذه المشكلات النفسية العضوية بعض الحالات في الجهاز العصبي، وكذلك بعض علل القلب والمعدة والرئتين. وساعد التنويم المغناطيسي أحياناً على معالجة المرضى الذين يشكون أمراضاً مزمنة، مثل: داء التهاب المفاصل، والسرطان، والتصلب المتعدد، والألم، والجلطة الدماغية. واستخدام التنويم المغناطيسي أحياناً لاستعادة ذاكرة شهود العيان، وضحايا الجرائم، فقد يتذكر الناس بعد تنويمهم أشياء مهمة، كهيئة المجرم أو غيرها من التفاصيل، التي قد تساعد على معلومات مستقلة؛ لأن بعض الناس يلجأون إلى الكذب، ويرتكبون الأخطاء خلال تنويمهم، وليس في قدرة التنويم على حمل المرء على إفشاء سر. الدراسات العلمية كان أول من استخدم مصطلح التنويم المغناطيسي جيمسس بريد، وهو طبيب بريطاني، درس الإيحاء وحالة التنويم المغناطيسي منتصف القرن التاسع عشر الميلادي. أوضح هذا الطبيب أن هذه الحالة مغايرة للنوم، وأن التنويم المغناطيسي مجرد استجابة جديدة لا وليدة قوى جبرية، وربما كانت أهم إسهاماته محاولته تعريف التنويم المغناطيسي بأنه ظاهرة يمكن دراستها علمياً. وفي الفترة نفسها بدأ جيمسس إسدايل، وهو طبيب أسكتلندي كان يعمل في الهند، باستخدام التنويم المغناطيسي مخدراً في العمليات الجراحية الرئيسة بما فيها عمليات بتر الساق. وقد أجرى زهاء 200 عملية باستخدام التنويم. وفي أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، أجرى طبيب الأمراض العصبية الفرنسي جان مارتن شاركوا تجارب تعد حدثاً في تاريخ استعمال التنويم المغناطيسي, ووجد أن التنويم يلطف كثيراً من حدة الحالات العصبية، وقد انتشرت سمعة عيادته لعلاج الأمراض العصبية بين علماء زمانه، ومنهم عالم النفس الفرنسي ألفرد بينيه والطبيب النمساوي سجموند فرويد، وفي أواخر القرن التاسع عشر درس الطبيبان الفرنسيان هيبوليت بيرنهايم وأوجست ليبو، الدور الذي يقوم به الإيحاء في إحداث حالة التنويم. كما استخدما التنويم لمعالجة أكثر من 1200 حالة. وفي أوائل القرن العشرين، حاول العالم الفسيولوجي وعالم النفس الروسي إيفان بافلوف اكتشاف سبب عضوي للتنويم المغناطيسي، إذ اعتقد أن حالة التنويم تقوم على أساس التثبيط أو الاختصار لاندفاعات عصبية بين الدماغ. وشاع استخدام التنويم المغناطيسي على يد الأطباء وعلماء النفس خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، إذ استخدم التنويم المغناطيسي لمعالجة الإعياء في أعقاب المعارك والاضطرابات الذهنية الناجمة عن الحرب. وبعد الحربين وجد العلماء استخدامات إضافية للتنويم في العلاج الطبي. أخطار التنويم المغناطيسي، لا خطر في التنويم المغناطيسي إلا إذا أسيء استعماله، لذا لا يجوز لغير المتخصص المؤهل ممارسته. وبإمكان كثير من الناس تعلم التنويم، لكن هذه المهارة لن تغني عن التدريب في علم النفس والطب، ويحتاج ممارسو التنويم إلى ما يكفي من العلم والخبرة قبل أن يصبحوا أهلاً لتحليل حالة ما والتأكد من صلاحية التنويم لعلاجها وتقييم النتائج. يعجز الشخص المفتقر إلى التدريب عن مواجهة المضاعفات التي قد تنشأ عن سوء استعمال التنويم، مثلاً قد يعالج المنوم غير المؤهل حالة تشخيصها خاطئ، أو قد يغفل عن تفاصيل مهمة، وقد يطمس إيحاء غير ملائم حقيقة مرض أو أعراضه، وقد يؤدي استخدام وسيلة أو طريقة خاطئة من التنويم إلى إرجاع الأمراض إلى مرض مغاير تماماً. وقد لا تكتشف الأعراض فلا يكتسب المريض المهارات اللازمة لحل المشكلة الحقيقية. وفوق ذلك قد تهمل وسائل علاج بديلة أو قد تستخدم لكن بصورة غير فعالة. يستخدم بعض الناس ما يسمى التنويم الذاتي، لكن لا يجوز استخدامه، إلا إذا قرر الخبير أنه العلاج الملائم لمشكلة معينة، كما ينبغي لمن يرغب في تعلم هذا النوع من التنويم أن يتلقى علمه على أيدي متخصصين مؤهلين، إذ قد تنجم مضاعفات عن إساءة استعمال التنويم الذاتي. تجربة قد يشعر معها الشخص بتغييرات في درجة وعيه

مشاركة :