أجواء إيمانية مفعمة بروحانية الزمان والمكان في"ليلة الختم" بالحرم النبوي

  • 6/3/2019
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

اكتظت أروقة المسجد النبوي الشريف وساحاته ليلة أمس بأكثر من نصف مليون مصل من المواطنين والمقيمين والزوار من داخل وخارج المدينة المنورة الذين حرصوا على أن يشهدوا ليلة ختم القرآن الكريم وسط أجواء روحانية وإيمانية، وذلك تمشيًا مع توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- اللذين يحرصان كل الحرص على تحقيق كل ما يمكّن قاصدي هذه الديار المقدسة من أداء نسكهم في جو يسوده الأمن والأمان والراحة والاستقرار والطمأنينة. واستنفرت جميع الأجهزة الحكومية المختلفة باهتمام وإشراف مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة لتقديم خدماتها وتوفير جلّ طاقاتها البشرية والآلية لكي يؤدي المسلمون عباداتهم في أجواء روحانية إيمانية يسودها الخشوع والراحة والطمأنينة في ظل رعاية شاملة ومنظومة خدمات متكاملة لتحقيق أقصى درجات النجاح للخطط التشغيلية التي وضعتها تلك الجهات المنتشرة داخل وخارج المسجد النبوي والساحات المحيطة به والطرقات المؤدية إليه. وكثفت وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي خدماتها المباشرة لمواكبة كثافة المصلين الذين توافدوا مبكرًا إلى المسجد النبوي فضلاً عن آلاف المعتكفين الذين يقضون ليلتهم ما قبل الأخيرة في رحابه وذلك امتدادًا لخطتها التشغيلية للعشر الأواخر من الشهر. وكثّفت شرطة منطقة المدينة المنورة الدوريات الأمنية ورجال الأمن وتأمين المعدات والآليات والأجهزة الحديثة التي من شأنها تحقيق الأمن والأمان للمواطنين والزوار وتجهيز المواقف الخاصة بالسيارات وتنظيم الطرقات والشوارع التي تؤدي إلى المسجد النبوي وتفعيل النقاط الأمنية على مدار الساعة، فيما تتابع قوة أمن المسجد النبوي أمن وطمأنينة وراحة واستقرار زوار المسجد النبوي من خلال انتشار ضباط وأفراد القوة في جميع أنحاء المسجد النبوي والساحات المحيطة به إضافة إلى تسهيل وتنظيم عملية دخول وخروج المصلين من وإلى المسجد النبوي. بدورها تقدم إدارة مرور المدينة المنورة أفضل الخدمات للزوار خاصة حول المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد النبوي والساحات الملحقة به من خلال وجود القوى البشرية من ضباط وأفراد وآليات لاتخاذ جميع التدابير الأمنية والمرورية على حد سواء والعمل على الاستفادة القصوى من تلك الآليات، في حين تنظم قوة الطوارئ الخاصة - لما تمتلكه من خبرة تراكمية في إدارة الحشود من خلال الإمكانات البشرية ذات الكفاءة العالية - إدارة الحشود الموكل إلى القوة المرتكزة عند باب الملك فهد وباب الملك عبدالعزيز والاهتمام بتفويج الزوار والمعتمرين وفق عمل عالٍ منظم يضمن سلامة الزوار. وفيما يخص مشروع "النقل الترددي" فقد أسهم المشروع في ضبط حركة السير وتقليص ازدحام المركبات من خلال عشرات الحافلات التي نقلت آلاف المصلين من الأفراد والعائلات من خلال المواقع المحددة إلى المسجد النبوي بشكل مباشر في احتواء حالات الازدحام التي كانت تشهدها المنطقة المركزية ليلة ختم القرآن، في حين نشرت فرق إدارة الدفاع المدني بالمدينة المنورة أفرادها وآلياتها لتنفيذ خطة القطاع لليلة ختم القرآن الكريم من خلال تسخير تجهيزاتها في مختلف المراكز الموسمية والمساندة للتعامل مع الطوارئ لتحقيق أعلى درجات الفاعلية والاستجابة للأخطار إلى جانب انتشار وحداتها في أماكن الازدحام في المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد النبوي الشريف. أما الهلال الأحمر السعودي بالمدينة المنورة فقد قام بتوزيع آلياته وفرقه الطبية الإسعافية في ساحات المسجد النبوي لتقديم الخدمات الطبية والعلاجية للزائرين والمصلين، إضافة إلى نقل الحالات الطارئة للمستشفيات والمراكز الصحية الموسمية بواسطة سيارات الإسعاف المجهزة بالأجهزة الطبية اللازمة والعربات المخصصة لنقل المرضى وذلك في إطار خطة ترتكز على تكثيف الخدمات الصحية والعلاجية، كما يشارك أفراد جمعية الكشافة بالمدينة المنورة بفاعلية كبيرة في تقديم خدمات الإرشاد للزوار ومساندة الجهات المعنية في تنظيم وصول المصلين إلى ساحات المسجد النبوي ومساعدة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة والمرضى في الانتقال من وإلى المسجد النبوي بكل راحة واطمئنان. وفي مجال الصحة تقدم المديرية العامة للشؤون الصحية بالمدينة المنورة أفضل الخدمات الطبية والعلاجية لزوار المسجد النبوي في المستشفيات والمراكز الصحية وتوفير الأجهزة الطبية والمستلزمات الصحية والأدوية مدعمة بكوادر طبية وفنية وإداريين مجندين لتقديم أفضل وأسرع الخدمات الصحية اللازمة على مختلف المستويات الوقائية والتشخيصية والعلاجية والإسعافية والتوعوية، كما تتولى عشرة مستشفيات إلى جانب خمسة مراكز للرعاية الصحية الأولية تقديم الخدمات الصحية وثلاثة مراكز للمراقبة في مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة إضافة إلى تهيئة المراكز الصحية الموسمية لخدمة الزائرين وتدعيم المراكز الواقعة في محيط سكن المعتمرين والزوار بالكوادر الطبية التي تتضمَّن مركز صحي قباء ومركز صحي الأنصار ومركز صحي أحد للرعاية الصحية الأولية وكذلك المراكز الصحية الموسمية بالطرق المحورية المؤدية من وإلى المدينة المنورة التي تتضمَّن مركز صحي اليتمة على طريق الهجرة. من جهته يقوم فرع وزارة التجارة والاستثمار بالمدينة المنورة بتكثيف جهوده بالتركيز على الجولات الميدانية على الأسواق للتأكد من توفر المواد الغذائية بالأسواق والالتزام بالأسعار المحددة إضافة إلى القيام بجولات على الأسواق لمكافحة الغش التجاري وجولات أخرى على الفنادق والدور السكنية والشقق المفروشة للتأكد من مستوى النظافة والالتزام بالتسعيرة المحددة، بدورها تقوم أمانة منطقة المدينة المنورة بحشد الأفراد والآليات وتوزيع العمل، والمراقبين والفرق الميدانية على مدار الساعة لمراقبة مناطق تجمع المواطنين والزوار في الأسواق والساحات المنتشرة بالمدينة المنورة للتأكد من سلامة الشروط الصحية في المطاعم وأماكن بيع المواد الغذائية والتموينية وسلامة مساكن الزوار وتأمين الحاويات لجمع المخلفات وانتشار عمال النظافة في مختلف المواقع حفاظًا على الصحة العامة وحرصًا للمظهر العام لمدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم. وأشاد المصلون من معتمرين وزوار بالدور البارز الذي يقوم به رجال الأمن ووجودهم داخل المسجد النبوي الشريف وفي الساحات المحيطة به لبسط الأمن والأمان والطمأنينة في نفوسهم وتيسير دخولهم وخروجهم من وإلى المسجد النبوي إلى جانب مختلف الخدمات الرائعة التي لمسوها من جميع المسؤولين منذ وصولهم لهذه الأراضي المقدسة المباركة وحرصهم على تقديم كل المساعدات والتسهيلات وعلى وجوههم ابتسامة كبيرة تُسعد جميع الزوار القادمين لمملكة الخير، مؤكدين أن الخدمات التي وفرتها المملكة وما نفذته من مشروعات لخدمة قاصدي بيت الله الحرام يفوق الوصف ويجسد اهتمام قادة هذه الدولة بالحرمين الشريفين وحرصهم على توفير وتحقيق كل ما يمكّن وفود الرحمن من أداء عبادتهم في جو تسوده الراحة والطمأنينة. ورصدت "المدينة" جهود عدد من الشباب الذي يحملون شعار هيئه تطوير المدينة وجهودهم المسانده للجهات الخدمية الأخرى حيث بلغ عددهم 300 متطوع ومتطوعة في خدمة الزوار، كما رصدت انسيابية تامة لحركة المرور بالمنطفة المركزية والتي حققت نجاحًا باهرًا من حيث التنظيم داخل المنطقة المركزية حيث بدت الشوارع المحيطة خالية من المركبات مما سهل حركة المشاة.

مشاركة :