الحديث عن حقوق الإنسان هو حديث متجذر متجدد ويعد بلا منافس من أهم الموضوعات على الساحة المحلية والعربية والدولية، فلن تجد موضوعًا بارزًا إلا وتكون الحقوق من أولويات الطرح فيه وقد دأبت المملكة على إعطاء هذا الموضوع جل الاهتمام خاصة عندما يأتي الحديث عن الإعاقة بجميع أنماطها. والمملكة العربية السعودية أسست هيئة حقوق الإنسان فيها بتاريخ 8 - 8 - 1426هـ الموافق 19 - 9 - 2005م وكانت الإرهاصات الأولى لها بسيطة كأي هيئة في بداياتها ولكن مع تولي معالي الدكتور بندر بن محمد العيبان رئاسة للهيئة في 19- 2 - 1430هـ فقد أدارها باحترافية علمية وعملية حيث تخرج من أرقى الجامعات الأمريكية ويرأس مجلس إدارتها المؤهل تأهيلاً عاليًا في مجال حقوق الإنسان حيث يعد المجلس السلطة المهيمنة على شؤون الهيئة وتصريف أمورها ويتابع معاليه بحرص وحماس تطبيق الجهات الحكومية لكل أهداف الهيئة بما فيها الصكوك والاتفاقيات الدولية التي انضمت إليها المملكة ولذا حققت الهيئة خلال العشر سنوات من 1430 إلى 1440 في فترة رئاسته قفزات كبيرة جدًا وخطت خطوات متسارعة في مجال حقوق الإنسان في الداخل والخارج وعملت الهيئة على تطوير جميع جوانبها الإدارية والتنظيمية فقد أنشأت مجلة دورية تهتم بحقوق الإنسان وأخرى تهتم بحقوق الطفل ومجلة بشر كما تم تعديل تنظيم الهيئة وفق قرار مجلس الوزراء رقم 237 وتاريخ 5 - 9 - 1437هـ وعدلت بعض المواد ومن أهمها «تعديل المادة الأولى ليكون النص»ترتبط الهيئة مباشرة بالملك، وتهدف إلى حماية حقوق الإنسان وتعزيزه وفقا للمعايير الدولية في جميع المجالات». للهيئة نشاطات متعددة في الداخل والخارج اهتمت بشكل جذري بقضية التوعية والتثقيف عن حقوق الإنسان عامة حيث إن التوعية تعد من اهم أهدافها فعلى الصعيد المحلي قامت الهيئة بإنشاء عدد من فروع الهيئة في أغلب مدن المملكة ووضعت برامج متعددة منها على سبيل المثال لا الحصر برنامج نشر ثقافة حقوق الإنسان وهو برنامج إعلامي توعوي وكذلك برنامج «أعرف حقك» كما عملت عدد من الندوات والمؤتمرات وورش العمل ولعل من أبرز تلك الندوات الحديثة «ندوة حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة» التي عقدت في مدينة الرياض في 15 - 4 - 1440هـ الموافق 20 - 2 - 2019م بالتعاون مع مكتب هيئة الأمم المتحدة هذه الندوة تبين بما لا يدع مجالاً للشك أن جهود الهيئة واضحة للعيان في مجال الإعاقة حيث أكد معالي الدكتور العيبان رئيس الهيئة في كلمته أن حقوق ذوي الإعاقة تحظى باهتمام كبير من قيادة هذا الوطن لبلوغ أفضل المستويات في تعزيز حماية حقوقهم. ونوه معالي العيبان في تلك الندوة إلى صدور نظام رعاية المعاقين - كان لكاتبة هذه السطور الشرف الاشتراك في لجان وضعه- الذي يمثل إطارًا قانونيًا لحمايتهم وأشار أيضاً إلى ضرورة تمكين للأشخاص ذوي الإعاقة وفق رؤية 2030 الواعدة حسب توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهدة الأمين حفظهما الله وتمنى أن تحقق هيئة رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة «أهدافها بشكل فاعل وتحقق المزيد مما نصبو إليه جميعاً من تطلعات وطموحات في هذا المجال». كما عملت هيئة حماية حقوق الإنسان في المملكة على توقيع مذكرات تفاهم بينها وبين عدد من المؤسسات الوطنية والأهلية أما على المستوى الدولي فقد كان للهيئة وما زال حضورًا قويًا في جميع المحافل الدولية المهتمة بحقوق الإنسان في نيويورك وجنيف وغيرهما حيث تعد المملكة أول دولة عربية تصادق على النظام الأساسي للمحكمة العربية لحقوق الإنسان كما صادقت المملكة على عدد كبير من الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان مثل اتفاقية الحد الأدنى للسن وكذلك اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة واتفاقية المعاقين. ** ** - أستاذ التربية الخاصة
مشاركة :