قبل ساعات من هبوط طائرة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في مطار هيثرو الدولي غرب العاصمة البريطانية لندن، ليبدأ زيارة المملكة المتحدة لمدة ثلاثة أيام.. بادرت منظمات أهلية ودوائر سياسية ووسائل الإعلام البريطانية، باستقبال «ترامب» بوصفه «ضيفا غير مرحب به»، و«وجوده يشكل خطرا على سياستنا» بحسب افتتاحية صحيفة الغارديان صباح اليوم الإثنين. زيارة لا ضرورة لها وقالت الصحيفة، إن رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، التي هرعت مسبقاً لتكون من أول المهنئين لتولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه في واشنطن، اختارت اليوم استضافته في زيارة رسمية لا ضرورة لها، وذلك في آخر أيامها في منصبها، ومع نهاية فترة حكمها التي اتسمت بالفشل.. ووصفت الصحيفة دعوته لزيارة البلاد وسط الأوضاع السياسية التي تتخبط بها بريطانيا بأنه تصرف يعكس اللامسؤولية، مشيرة إلى أن هذا النوع من الزيارات يعتبر رمزياً للغاية..وتابعت الصحيفة إن ترامب يعتبر خطراً على السلام والديمقراطية ومناخ كوكبنا. 10 آلاف شرطي و31 مليون دولار.. تكلفة تأمين الزيارة من المتوقع أن يشارك مئات الآلاف باحتجاجات ومظاهرات مناوئة لترامب في العاصمة البريطانية، بينما تعهدت شرطة لندن باتخاذ إجراءات صارمة بحق المحتجين، حيث من المقرر أن تشمل عملية حماية دونالد ترامب نحو 10 آلاف شرطي، بالإضافة إلي 120 وحدة دعم، يتألف كل منها من 125 شرطيا مدربا على مكافحة الشغب، وسيتم اسنادهم بطائرات مروحية لتوفير الدعم من الجو، وهو ما يعني أن التكلفة المنتظرة لزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلي لندن، تبلغ أكثر من 31 مليون دولار، أي أن كل يوم من أيام زيارة ترامب الثلاثة إلى العاصمة البريطانية ستكلف خزينة الدولة حوالي 10 ملايين دولار.الزيارة تضفي شرعية على سياسته المدمرة وتشير الصحف البريطانية، إلى أنه لا يمكن إنكار أن وجود رئيس منتخب ديمقراطيا من قبل شعبه وأكبر الحلفاء المقربين لبريطانيا، أمر جيد، إلا أن دعوته لزيارة البلاد واستضافة الملكة له ولزوجته ولأبنائه الأربعة يضفي الشرعية على سياساته المدمرة، وميله إلى الاستبداد..وقالت صحيفة الغارديان: إن ترامب صرح قبيل الزيارة أنه يتوجب على «نايجل فاراج»، الزعيم السابق لحزب «استقلال المملكة المتحدة» اليميني المتشدد، المشاركة في مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي، كما أن الرئيس الأمريكي أعلن عن تأييده للخروج من الاتحاد الأوروبي من دون التوصل إلى اتفاق، وكذلك دعم بوريس جونسون ليتولى رئاسة حزب المحافظين، وجونسون حصل على تأييد أقوى رجل في العالم، والذي ضرب بالديمقراطية مرة أخرى عرض الحائط، وهو يتدخل في سياساتنا وشئوننا الداخلية. «تدخل بغيض» في السياسة البريطانية وحذر كبار السياسيين من جميع الأحزاب الرئيسية، الرئيس ترامب من «التدخل البغيض» في السياسة البريطانية خلال زيارة رسمية مثيرة للجدل، بالتزامن مع السباق الدائر على قيادة حزب المحافظين والنقاش حول سياسة الخروج البريطاني المستقبلية..واتُهم قادة الأحزاب والنواب، الرئيس ترامب، بكسر عرف طويل الأمد بعدم التدخل فى الشئون السياسية وذلك من خلال الثناء على بوريس جونسون ،وزير الخارجية البريطانى السابق والمرشح الأوفر حظا لخلافة تيريزا ماى، مدعيا أنه سيكون رئيس وزراء «ممتاز»..وقال السير مالكولم ريفكيند ، وكيل حزب المحافظين السابق للشئون الخارجية، إن تصريحات ترامب «النرجسية والأنانية» كانت «غير مسبوقة بالنسبة لرئيس الولايات المتحدة»..وفي نفس الوقت أدان جيريمي كوربين، زعيم حزب العمال والسير فينس كابل، زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار، تصريحات ترامب، واقترح أحد النواب أن تتراجع الملكة عن دعوة ترامب لإقامة مأدبة رسمية مساء غدا الثلاثاء. «ترامب» يريد البروتوكول والعظمة في الزيارة وترى صحيفة «الأوبزرفر» البريطانية، أن زيارة الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب إلى المملكة المتحدة يتم الترويج لها باعتبارها تتويجا لتحالف وثيق، إلا أنه يمكن وصف الزيارة على نحو أدق بأنها احتفالا بانتصار شخصي له، يتم تنفيذه إلى حد كبير على حساب مضيفيه، بعد أن نجا من الضربة الأخيرة للمحقق روبرت مولر، واعتبرت «الاوبزرفر» أن ترامب يريد الآن شن هجومًا مضادًا وقد يستخدم زيارته لتكرار ادعائه بأن المخابرات البريطانية ساعدت فى التجسس على حملته الانتخابية، وهو ما وصفته الأخيرة بأنه «مثير للسخرية تمامًا»..ومن جانبه يؤكد الخبير في معهد بروكينجز، توماس رايت، أن ما يريده ترامب هو الإعجاب والإشادة، إنه يريد البروتوكول والعظمة، وأن يكون في قلب كل ذلك، هكذا يرى الدبلوماسية العالمية، لهذا الغرض، فإن زيارة بريطانيا لا يمكن أن تكون أكثر كمالا، سوى باستقبال الملكة الرئيس ترامب في احتفالات قصر باكنجهام، وأن يتفقد حرس الشرف، ويتم إطلاق تحية مدفعية ملكية من جرين بارك وبرج لندن. عمدة لندن يرفض فرش السجادة الحمراء للرئيس ترامب وفى مقال له بصحيفة «الأوبزرفر»، رفض عمدة لندن، صادق خان، فرش السجادة الحمراء للرئيس الأمريكى وزوجته ميلانيا ومعاملتهما معاملة خاصة عندما تستضيفهما الملكة إليزابيث، ومن المتوقع أن تثير احتجاجات ضخمة فى العاصمة يوم الثلاثاء..وقال خان: الرئيس دونالد ترامب هو مجرد أحد أكثر الأمثلة فظاعة على التهديد العالمي المتزايد، فاليمين المتطرف آخذ فى الارتفاع فى جميع أنحاء العالم ، مما يهدد حقوقنا وحرياتنا التي تم كسبها بشق الأنفس والقيم التى حددت مجتمعاتنا الليبرالية والديمقراطية لأكثر من 70 عامًا.. وأضاف «خان» ، الذي كان لديه خلاف مع ترامب منذ أن أصبح رئيسًا للندن في عام 2016: هذا رجل حاول استغلال مخاوف سكان لندن فى أعقاب هجوم إرهابى مروع على مدينتنا، وعزز من خلال تغريداته على موقع «تويتر»، جماعة عنصرية يمينية متطرفة بريطانية، وندد مستعينا بالأخبار المزيفة بالأدلة العلمية القوية التي تحذر من مخاطر التغير المناخي ، ويحاول الآن التدخل دون خجل في سباق قيادة حزب المحافظين من خلال دعم بوريس جونسون لأنه يعتقد أنه سيمكنه من الحصول على حليف له في رئاسة الوزراء لتمرير جدول أعمال مثير للانقسام. بالون بيبى ترامب ومن ناحية أخرى، أوضحت الشرطة البريطانية، أن المتظاهرين يستعدون للإعراب عن غضبهم حيال ترامب وآرائه فى مختلف القضايا ومنها بريكست، لاسيما بعد أعلن دعمه لبوريس جونسون لخلافة رئيسة الوزراء تيريزا ماى..ومن المتوقع أن يشارك ما لا يقل عن 250 ألف شخص في تظاهرة حاشدة وسط لندن في الساعة 11 صباحًا غدا الثلاثاء، على طريق بين ميدان ترافلجار وساحة البرلمان، عندما يلتقى ترامب مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى فى داونينج ستريت، وأن يتم الاستعانة ببالون «الطفل ترامب» العملاق، الذى يصور الرئيس على أنه طفل رضيع يضع «حفاض». احتجاج ضد «الترامبية» وقالت إحدى منظمى حملة «أوروبا أخرى أمرا ممكنا»، ألينا إيفانوفا،إن احتجاجات غدا الثلاثاء، لن تكون فقط ضد ترامب، وإنما ضد «الترامبية»، أى سياسات التعصب والعنصرية. فترامب جزء من الطفرة القومية العالمية ، وبريكست والمدافعين عنه، هم الفرع البريطانى من هذا النهج، فمثل ترامب ، يشكل بريكست تهديدًا لحقوقنا وحرياتنا الأساسية، ويعد بمستقبل من الانقسام واليأس والاقتصاد اليمينى. ويزعم منظمو الاحتجاج أن المسئولين الأمريكيين ضغطوا على شرطة العاصمة لفرض «منطقة استبعاد» غير مسبوقة حول طريق ترامب لإبقائه على مسافة من الجمهور.
مشاركة :