«الشليل» يناقش تنمية الموارد البشرية في المكتبات العامة

  • 3/31/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يعد المكوِّن البشري في المكتبات العامة، من أهم مكوِّنات العمل والإنتاجية، وركنًا أساسًا مهمًا، وأداةً فاعلة، لتحقيق أهدافها. ويمكن القول: مهما توافرت للمكتبات العامة أو غيرها المتخصصة من موارد مالية ومادية، وتقنية، وهياكل تنظيمية، فإنها ستظل خامات بِكر، لا بد أن يتوافر ذلك الكائن البشري، لتشكيلها واستثمارها، تحقيقًا لأهدافها، وخدمةً لتوجهاتها، لذلك ترتفع أسهم الاستثمار في الموارد البشرية عن غيرها من الموارد الأخرى بوصفها الجهة المعنية التي تشرف على عملية الاستثمار هذه، وذلك من خلال جهودها في تنمية الأداء الإنساني في المكتبات العامة وتطويره وتوجيهه والتأثير فيه. استثارت هذه القضية اهتمام الباحث الدكتور طارق بن إبراهيم الشليِّل، الذي حصل بموجبها على درجة الدكتوراه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، فأفرد فيها كتابًا، يُضاف إلى المكتبة العربية عامة وإلى المكتبة السعودية خاصة وإلى تخصصه الدقيق (المكتبات على وجه الخصوص)، حيث إن هذا الكتاب موجه، في الأساس، إلى المسؤولين عن إدارة المكتبات ومؤسسات المعلومات ذات العلاقة، والعاملين في مجال إدارات الجودة والتدريب والتطوير لاسيما في المكتبات العامة السعودية. وجابه الباحث صعوبات في هذا الخصوص، حيث تنبع أهمية إدارة التنمية البشرية في المكتبات العامة، من طبيعة عملها الذي يتصف بالصعوبة إلى حد ما، ذلك لأن محور أدائها، وعملها، وسياقها هو ذل المورد البشري، الذي يعد أكثر موارد الإنتاج تغيرًا وتقلُّبًا، وكذلك إبداعًا، وأصعبها كذلك تنبؤًا بسلوكياته المستقبلية. ويأتي هذا الكتاب، من بين الكتب والدراسات العلمية الرائدة التي اهتمت بهذه القضية، حيث يتناول بالبحث والتحليل والاستنتاج قضية تنمية الكفايات التقنية اللازمة للعاملين في المكتبات العامة بالمملكة. وقد تألف الكتاب من جانبين أساسيين: الإطار المفهومي الذي تحدث فيه المؤلف عن المفاهيم المختلفة للكفايات وأسسها وخصائصها ومصادر اشتقاقها، والمصطلحات والمفردات اللغوية المعبِّرة عنها، كما تناول أهمية تنمية الكفايات التقنية للعاملين في المكتبات العامة السعودية، والطرق والأساليب المتَّبعة في تنمية الكفايات في هذا الشأن، إضافة إلى إبراز الجهود المهنية الدولية والعربية في دعم برامج تطوير الكفايات للعاملين مع الإشارة إلى بعض قوائم الكفايات المتوافرة في هذا المجال. قدَّم للكتاب الأستاذ الدكتور سالم بن محمد السالم، أستاذ علم المعلومات بكلية علوم الحاسب الآلي والمعلومات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الذي أشاد بهذا العمل الأكاديمي، راجيًا أن تخرج التوصيات التي خرج بها هذا العمل إلى حيز التنفيذ، وأن تسهم في حل الإشكاليات التي يعانيها العاملون في هذا المرفق الحيوي، جنبًا إلى جنب مع رجائه للباحث أن يكون هذا الإنجاز العلمي منطلقًا له نحو المزيد من الإنتاج والإبداع الفكري الذي يضيف لبنة إلى صرح المعرفة البشرية. يتكون العمل من مقدمة وتمهيد وستة فصول بما فيها الخاتمة والتوصيات والمراجع. في التمهيد، تحدَّث المؤلف عن خلفية الكتاب وأهميته، مشيرًا إلى أن المهارات التقنية، أصبحت ضرورة لابد من توافرها لدى العاملين في قطاع المكتبات ومراكز المعلومات، وبرزت الحاجة الماسة إلى التعرف إلى واقع الكفايات لدى فئة المكتبيين، وذلك في خضم التغييرات المتسارعة التي نعيشها في عصر تقنية المعلومات، حيث إن هذه التقنيات تتطور باستمرار وبشكل متسارع، الأمر الذي يحتم على المكتبات ومراكز المعلومات مسايرة هذه التطورات عبر رفع قدرات ومهارات العاملين فيها للتعامل مع الأدوات الحديثة واستخدامها وتوظيفها بأقصى ما يمكن، مؤكدًا تركيز دراسته في الكفايات التقنية الأساسية اللازمة للعاملين في بيئة المكتبات العامة في الوقت الحاضر بشكل خاص للقيام بأداء العمل في هذا العصر التقني. في الفصل الأول الذي عنونه، بالمدخل إلى الدراسة، تناول فيه مشكلة الدراسة، والسبب، وأسباب اختيار موضوع الكتاب، وأسئلة الدراسة وأهدافها وأهميتها وحدودها ومصطلحاتها. بينما تناول الفصل الثاني، الإطار المفهومي والدراسات السابقة، الذي ضمَّ إطاره المفهومي، أربعة مباحث: الكفايات، قوائم الكفايات، تنمية الكفايات التقنية في المكتبات العامة والتعريف بمفهوم المكتبات العامة. كما يتناول الفصل ذاته الدراسات السابقة، وموقع الدراسة الحالية من هذه الدراسات. جاء الفصل الثالث، بعنوان: منهج البحث وإجراءات الدراسة، ومجتمعها، وأدواتها ومدى صدقها وثباتها وتطبيق قائمة الكفايات وأساليب تحليل البيانات، وتعريف بمجتمع الدراسة. وفيما تناول الفصل الرابع والخامس تحليل البيانات ونتائج الدراسة، والتصور للدليل المقترح بالكفايات التقنية اللازمة للعاملين في المكتبات العامة السعودية، اشتمل الفصل السادس على الخاتمة وتوصيات الدراسة، بناء على النتائج التي انتهت إليها الدراسة، وفي ضوء تحليل النتائج التي كشفت عن وجود نقص في الكفايات التقنية اللازمة للعاملين في المكتبات السعودية، ثم ذيَّل المؤلف كتابه بمقترحات للدراسات المستقبلية في هذا الخصوص: في ضوء النتائج التي أسفرت عنها الدراسة.

مشاركة :