امتلأت حجوزات المشاغل النسائية قبل العيد، رافضين استقبال طلبات «نقش الحناء» نظير الطلب الكبير والمتزايد، لما يحمله الحناء في الأحساء من تظاهرة جميلة للعيد عبر نقوشه المميزة والفريدة، فيما تسابقت العديد من الفتيات ممن امتهن نقش الحناء في استقبال الطلبات، متنقلين بين البيوتات في موسم يعتبر الأربح لهن قبل العيد. وتزيين الأيادي والأرجل بالحناء تراث خليجي قديم، إلا أن المجتمع الأحسائي لا يزال محافظا على تلك العادة التي توارثتها الأجيال، وتميزت بالعديد من النقوش الفريدة والزخارف الفنية التي تشكلها الحناء، حتى أصبحت تلك العادة الشعبية أمرا رئيسيا في الأعراس والمناسبات ومقاييس للفرح والزينة، حتى أصبحت فرحة العديد من النساء في العيد تكتمل بوضع الحناء، متنافسين في اختيار تلك النقوش الجذابة والجميلة والمميزة. في الوقت نفسه، ارتفعت مؤشرات ارتفاع أسعار الحناء قبل العيد، لتصل إلى الضعف، نظير الطلب الكبير، وخاصة بعد دخول أنواع جديدة من الحناء، حيث يجيدها عدد من «الحنيايات» متخذين من منصات التواصل الاجتماعية، وسيلة للتسويق واستقبال الحجوزات. وروت الحناية القديمة «أم عادل» التي امتهنت نقش الحناء على أيدي النساء، لأكثر من 30 عاما، تقول: «كان النساء قديما يجتمعن في منزل واحد، أو في إحدى المزارع الريفية، ليتبادلن رسم الحناء، أو يجلبن حناية من خارج الأسرة بالأجرة، ولا يقف الحناء على تخضيب الأيدي والأرجل، فتقوم كبيرات السن بوضع الحناء على شعر رؤوسهن بمثابة الصبغة وإخفاء شعر الشيب الأبيض، والذي يتم خلطه وصنعه بطريقة خاصة ليتناسب مع الشعر». وتقول الحناية الشابة فتحية ناصر: إن هناك العديد من أشكال وألوان الحناء، فلم تعد كالسابق باللون الأحمر فقط، بل دخلت عليها ألوان جديدة منها الأسود والبني والأصفر، كما يضاف له الكريستال وهذا خاص بالعرائس الجدد، وتفضل الفتيات الحناء الأسود برسوم ناعمة على جهة معينة من اليد، فيما تفضل السيدات النقوش العريضة على كلتا اليدين وبلون الحناء الأحمر الشعبي.
مشاركة :