في موسم 2002 كان أغلب لاعبي الهلال مع المنتخب في أكثر من ثلثي مباريات الدوري، ورغم ذلك كان صانع اللعب يوسف الثنيان يحمل الهم الهلالي على كتفيه، ويحقق مع الفريق الانتصارات رغم أن عمره قد اقترب من الأربعين عاماً.  مدرب الفريق الكولومبي ماتورانا كان يدرك قيمة لاعب الخبرة وأهمية تواجده خصوصاً في منطقة صناعة اللعب رغم أن العديد من الجماهير الرياضية كانت تطالبه بالاعتزال في حينها، وفي نهاية المطاف حقق الهلال الدوري وصعد كابتن الفريق يوسف الثنيان ليحمل ثمرة جهده هو وزملاؤه ويرفع كأس بطولة الدوري. أقول هذا الكلام وأنا أشاهد اليوم نفس الصورة تتكرر أمامي البعض يطالب أسطورة الهلال المعاصره محمد الشلهوب بالاعتزال بسبب تقدمه في السن «رياضياً» حيث إن الشلهوب شارك حتى الآن في 19 دورياً متتالياً. العواطف أحياناً قد تكون مُحبة في باطنها ولكنها قاسية في ظاهرها.. دعونا نستذكر هذا الموسم فقط بعيداً عن تاريخ الشلهوب البهي عندما تسمع إشادة من قامة كبيرة مثل القائد النصراوي محيسن الجمعان في الأستديو التحليلي المصاحب لإحدى مباريات الدوري تدرك أن الشلهوب مازال قادراً على العطاء.. عندما يكتب أحد أساطير البلاد رياضياً سامي الجابر في حسابه التويتري «الكورة سهلة.. ‏الكورة محمد الشلهوب» أو يصر عندما كان رئيساً للنادي وبرفقته مدرب عظيم كالبرتغالي خيسوس وهو المعروف بالصرامة وعدم المجاملة على التجديد مع الشلهوب ماذا نسمي ذلك!! جميعنا نتحدث عن صناع اللعب وهم كُثر ولكن إذا تعمقنا أكثر لن نجد «صانع الهدف» إلا في قلة قليلة جداً حالياً.. والفرق بينهما كبير فالشلهوب صاحب اللمسة ما قبل الأخيرة.. وأحياناً تكون الأخيرة وأسألوا شباك العين ليست مرة بل مرتين، وبالذات في المرة الأولى فتلك الطريقة في التسجيل والحرفنة والرقة لم نشاهدها منذ زمن ماردوانا. في هذا الموسم بالذات أهداف الهلال من كرات ثابته قليلة جداً برغم وجود المحترفين الأجانب رغم ذلك الشلهوب يسجل من كرة ثابتة هدفاً مهماً في شباك الاتفاق في مباراة خروج المغلوب بعيداً عن هذا أو ذاك عزيزي المتابع دعونا نسأل أنفسنا سؤالاً عريضاً: مع هذه التقلبات في أحوال الهلال.. هل يستطيع كائن من كان أن يقيم تجربة الشلهوب؟ بالتأكيد لا.. الشلهوب الذي صفق لهم جمهور الاتحاد والهلال معاً والذي إن حضر يضع البصمة في دقائق، وهدفه في شباك الرائد شاهد على ذلك، وتعامله مع تلك الكرة يثبت أنه لاعب لا يُعوض. من لم يقتنع بما أقول أحترم رأيه، ولكن أطلب منه أن يذهب لمشاهدة الهدف الثاني للمهاجم قوميز في مباراة الاتحاد السكندري من صناعة الشلهوب تلك الصناعة التي أعتقد لو جمعنا كل صناع اللعب في الدوري لن يستطيعوا التفكير بمثل ما فكر، وإن فكروا فلن يستطيعوا تنفيذها بهذه الحبكة الفنية الرفيعة، وكل ما عليكم هو أن تستمعوا لتصريح قوميز بعد تلك المباراة وحديثه عن قائد فريقه. في زمن الثمانية أجانب وضع بصمتك هذا كثير يا موهوب.. الشلهوب في أول موسم له حقق البطولة الآسيوية مع ناديه، وفي أول مباراة دولية مع المنتخب سجل هاتريك تاريخياً في كأس آسيا ..هل من المعقول الذي فعل كل ذلك في صباه.. نأتي لنحرم من إبداعه عندما جمع الخبرة والدهاء من أجل انتقادات غير فنية!! لا تتحدث إلا عن العمر فقط، وتتجاهل المستوى الفني. في النهاية ومن وجهة نظر خاصة: إن بقي الشلهوب لموسم قادم فهلاله هو أول الكاسبين من هذا القرار وبكرة نشوف. واللي مالوش كبير.. يشتري كبير..