أكد مسؤولون بشركات تطوير عقاري وخبراء أن العائد الاستثماري بالقطاع العقاري في أبوظبي لا يزال مرتفعاً حيث يتراوح بين 7 و9%، لاسيما بالمشاريع الجديدة، ما يجعله ضمن الأعلى عالمياً. وقال هؤلاء لـ «الاتحاد» إن العائد الاستثماري بالمشاريع العقارية الجديدة في أبوظبي جيد، لاسيما مع انخفاض تكلفة الاستثمار بهذه المشاريع، مع توسع الشركات في تقديم المزيد من التسهيلات، وإعفاء المشترين من رسوم الخدمات والتسجيل، فضلاً عن طرح وحدات بأسعار مناسبة. وخلال العامين الماضيين شهد السوق العقاري طرح وحدات سكنية بمشاريع جديدة بأسعار تنافسية بدأت من 290 ألف درهم للأستوديو، ببعض المشاريع مثل «الغدير»، وأراضٍ بدأت من 700 ألف في «الريمان»، كما تسابقت شركات لتقديم تخفيضات في الأسعار بنسبة تراوحت بين 10% و15%، مع تقديم تسهيلات في السداد تمتد لـ 5 سنوات بعد التسليم، فيما طرحت شركات عروضاً تشمل إلغاء دفعة الحجز الأولى، وتحمل رسوم التسجيل العقاري، والإعفاء من رسوم سداد الخدمات. وقال مسعود العور، الرئيس التنفيذي لشركة «ميداليان أسوشيت» الاستثمارية، إن العائد الاستثماري يعني الأموال المستثمرة التي يتم استردادها بعد خصم التكاليف المرتبطة بهذا الاستثمار، ومن ثم فإن انخفاض التكاليف المرتبطة بالاستثمار العقاري من تكلفة صيانة ورسوم خدمات وتسجيل يسهم في زيادة العائد الاستثماري. وأضاف أن الشركات العقارية حرصت على طرح مشاريع جديدة بأسعار تنافسية ومغرية للشراء، مقارنة بالمشاريع التي كان يتم طرحها في السابق، فضلاً عن اهتمام المطورين بخفض أو تحمل التكاليف المتعلقة برسوم الصيانة والخدمات والتسجيل، وهو ما يعزز من العائد الاستثماري على هذه المشاريع. وتابع أن توفر عقارات بأسعار منخفضة يغري العملاء على الشراء، في ظل إدراكهم أن الأسعار وصلت إلى القاع تقريباً، ما يعزز توقعات زيادة الأسعار مستقبلاً، ومن ثم تحقيق المستثمرين لعوائد ربحية جيدة. وقال العور: «فيما يتعلق بالمشاريع العقارية القائمة والتي تم تسليمها منذ عدة سنوات، فإن العائد بها لا يزال جيداً، رغم انخفاض الأسعار، وذلك مقارنة بالأسواق العالمية، حيث لا يزيد العائد على العقارات في لندن على سبيل المثال على 3%، بينما لا يقل في أبوظبي بالمشاريع القديمة عن 5%». زيادة المعروض وقال علي عيد المهيري، المدير التنفيذي لوحدة مبادلة للعقارات والبنية التحتية التابعة لشركة «مبادلة للاستثمار»، إن العائد الاستثماري في أبوظبي لا يزال مرتفعاً؛ إذ يتراوح بين 7 و9%، مقارنة بـ12 إلى 13% سابقاً، حيث ساهمت زيادة المعروض في تراجع العائد. وأوضح المهيري أن العميل حالياً لا يهتم فقط بالسعر، ولكن أيضاً بمواصفات ومزايا السكن، وهو ما يسهم في استقطاب المشترين للمشاريع الجديدة والنوعية والتي توفر خدمات غير تقليدية للمشترين. وأضاف أن أسعار الإيجارات تراجعت خلال العامين الماضيين بنسب متباينة حسب المناطق، حيث يمكن القول إن الأسعار اقتربت من القاع، حيث يتوقع معاودة الأسعار للارتفاع بنهاية 2020، وهو ما يعزز من النظرة المستقبلية للاستثمار العقاري في الإمارة. وخلال معرض سيتي سكيب أبوظبي، أبريل الماضي، طرحت مبادلة للعقارات والبنية التحتية، وحدة الأعمال التابعة لشركة «مبادلة للاستثمار» 4 مشاريع توفر نحو ألف وحدة سكنية، بيد أن معظمها تم إنجازها خلال العاميين الماضيين، حيث طرحت وحدات للبيع أو الإيجار بمشروع لامار بشاطئ الراحة، والذي يوفر نحو 435 شقة و24 تاون هاوس، كما طرحت «ذا ويف» والذي يضم 229 وحدة سكنية في جزيرة الريم، ومشروع «الدرة» في «مارينا سكوير» بالريم، والذي يضيف 185 شقة، وكذلك «ذا فيوز في سرايا» الذي يتكوّن من برجين يوفران 122 وحدة بكورنيش أبوظبي. سعر العقار بدوره، أوضح وليد الهندي، الرئيس التنفيذي لشركة إمكان العقارية، أن سعر العقار لا يعد السؤال الصحيح عند شراء وحدة جديدة، ولكن السؤال الأصح يجب أن يكون عن العائد الاستثماري، مشيراً إلى أن العميل يجب أن يهتم بالعائد قبل السعر. وأضاف: على سبيل المثال، فإن العميل قد يفضل شراء شقة في جزيرة الريم بسعر 800 درهم للقدم المربعة، مقارنة بشقة أخرى بقيمة 1200 درهم للقدم، بيد أنه يكتشف بعد ذلك عدم قدرته على تأجير الشقة لمدة 6 أشهر، نتيجة عدم تلبية الوحدة لمتطلبات المستأجرين من خدمات ومرافق متميزة، ما يعني فقدان 50% من العائد الاستثماري السنوي المتوقع، وربما لا يتمكن من تأجيرها في العام التالي، بينما قد يستطيع تأجير الشقة التي تقدر قيمتها بـ 1200 درهم للقدم بعد شهر واحد من استلامها. وقال الهندي إن توفر الخدمات المتميزة وغير التقليدية يعزز من العائد الاستثماري للمشترين بالمشاريع الجديدة، موضحاً أن «إمكان» طرحت مؤخراً مجمع «بيكسل» ضمن مشروع «ميكرز ديستركت» في جزيرة الريم، حيث يتوفر بالمشروع نحو 26 مرفقاً وخدمة من ملاعب وصالة رياضية كبيرة وعيادات وحمامات سباحة وغيرها الكثير، ما يعزز من الطلب على المشروع. ويضم مجمع «بيكسل» 525 وحدة سكنية في 7 أبراج متعددة الاستخدامات، ويوفر أستوديوهات تبدأ من 45 متراً، وشققاً ذات 3 غرف، و«بنتهاوس» بمساحات تصل إلى 200 متر، حيث تبدأ الأسعار من 619 ألف درهم، مع توفير خطة سداد مرنة تمتد لنحو 5 سنوات، مشيراً إلى العائد الاستثماري المرتفع بالمشروع. تكلفة الاستثمار بدوره، قال سامح مهتدي، الرئيس التنفيذي لشركة بلووم العقارية، إن العائد الاستثماري على العقارات في أبوظبي لا يزال جيداً يتراوح في الشقق بين 7 و10%، وفي الفلل بين 3.5 و5.5%، موضحاً أن انخفاض تكلفة الاستثمار ينعكس بالإيجاب على العوائد الربحية للمشترين. وأوضح مهتدي أن العائد الاستثماري في أبوظبي يعد الأفضل مقارنة بالعديد من الأسواق، سواء بالمنطقة أو بالعديد من دول العالم، والتي يتراوح العائد الاستثماري بها بين 1 و5%. وقال مهتدي إن المشاريع العقارية الجديدة توفر فرصاً استثمارية جيدة، موضحاً أن «بلووم» تباشر قريباً تسليم أكثر من 750 شقة سكنية وفندقية، ضمن مشروعي «بارك فيو» و«سوهو سكوير» بجزيرة السعديات في أبوظبي، حيث يوفر «بارك فيو» 234 شقة سكنية، و217 شقة فندقية، فيما يوفر «سوهو سكوير» نحو 302 وحدة سكنية. ولفت إلى أن مشروعي «بارك فيو» و«سوهو سكوير» يوفران فرصاً استثمارية متميزة، لاسيما في ظل توافر خطط سداد ميسرة للوحدات الجاهزة، حيث يمكن للمشترين تأجير الوحدات فور الاستلام، للحصول على عوائد استثمارية جيدة. مقومات نمو من جهته، أكد خلدون صالح، المدير العام لشركة واحة الزاوية، أن السوق العقاري في أبوظبي يرتكز إلى العديد من المقومات التي تدعم نمو القطاع، وفي مقدمتها الاستقرار الاقتصادي والدعم الحكومي المتواصل وتنفيذ العديد من مشاريع البنية التحتية، وهو ما يعزز من ثقة المستثمرين من حيث العائد الاستثماري على عقاراتهم، حتى في حالة تذبذب الأسعار خلال بعض الفترات. وأشار إلى أن شركة واحة الزاوية للاستثمار والتطوير العقاري طرحت مؤخراً أراضي مشروع «ديونز» الواقع ضمن مشروع واحة الزاوية المخصص للمواطنين في منطقة الفقع بإمارة أبوظبي، بعائد استثماري 8% مضمون لمدة 5 سنوات، حيث سيتمكن المشترون من تحقيق عوائد على شرائهم واستثمارهم في قطع أراضي المشروع بنسبة 8% سنوياً، ولمدة 5 سنوات بكفالة مصرفية من مصرف عجمان. ويعد مشروع «ديونز» بمثابة المرحلة الثالثة من مشروع واحة الزاوية، حيث يوفر «ديونز» 300 قطعة بمساحات متنوعة تتراوح بين 15 و60 ألف قدم مربعة، وأسعار تتراوح بين 1.2 و9 ملايين درهم. وأوضح أنه على المستثمرين من المواطنين دفع كامل قيمة الأرض في مشروع ديونز للتمكن من تحقيق عوائد مجزية على استثمارهم، حيث سيتمكن المشترون من تحصيل عوائد استثمارهم من السنة الأولى لشراء الأرض، موضحاً أن قيمة الأرض تتضمن رسوم التسجيل لدى البلدية البالغة نسبتها 2% من قيمة الأرض. أسواق عالمية من جانبه، قال أحمد سليط مدير القطاع التجاري في شركة بني ياس للاستثمار والتطوير، إن نسبة العائد الاستثماري في أبوظبي تتراوح بين 6 و8%، موضحاً أن هذه النسبة تعد مرتفعة مقارنة بالسوق العقاري عالمياً، والتي تتراوح بين 5 و6%. وذكر سليط أن شركة بني ياس للاستثمار والتطوير طرحت مؤخراً وحدات جاهزة ضمن مشروع «بوابة الشرق» تحقق عائداً استثمارياً جيداً، يتراوح بين 6 و8%. وباشرت الشركة تسليم 1072 وحدة سكنية بالمشروع، بواقع 734 شقة و238 فيلا بمشروع بوابة الشرق حتى الآن، فيما تخطط لطرح فلل المرحلة الخامسة من المشروع، والمكونة من 36 فيلا، حيث يتوقع أن تتراوح الأسعار بين 3 و4 ملايين درهم. وأوضح سليط أن الشركة توفر العديد من الوحدات السكنية الفاخرة والجاهزة للتسليم ومن دون دفعة أولى، موضحاً أن الشقق المتوافرة بالمشروع الذي يضم مركز التسوق «بوابة الشرق مول» ومدرسة دولية، توفر فرصاً استثمارية متميزة للعملاء.