التهاني وتبادل الزيارات.. أبرز طقوس العيد

  • 6/4/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

العيد فرحة تعلو بها النفوس، وتتصافى وتتآلف بها القلوب، فتتحول البيوت إلى محطات لاجتماع القريب والبعيد، لتبادل التهاني، والترحيب بحفاوة وكرم، فتغدوا المجالس متأهبة مشرعة أبوابها للرجال بعد صلاة العيد، وتعبق بالعود والبخور، لإعطاء هذه المناسبة الدينية الاجتماعية مكانتها وقيمتها في المجتمع المحلي، وتتجلى بكل صورها ومظاهرها وذروتها في العلاقات الاجتماعية، لتبقى التهاني والزيارات أحد أهم طقوس وشعائر العيد. موروث شعبي تشير الباحثة موزة عبدالله، قائلةً: تعتبر مراسم استقبال الضيوف في المجتمع المحلي ذات طابع فريد مستمد من الموروث الشعبي، الذي يعتبر النهج الذي يسير عليه الأفراد، وقد تميز العرب بكرم الضيافة، والمبالغة في الاهتمام بالضيف، ويظهر ذلك جلياً في العيد، حيث لا تكتمل منظومة العيد من غير الضيوف والمهنئين، فمن أسس العيد تبادل التهنئة والترحيب، وما يتخلله من بهجة اللقاء، فتبدأ الزيارات بعد صلاة العيد، بمعايدة الأقرب مكاناً وهم الجيران، وتبادل الزيارات فيما بينهم، فيخرج الرجال في مجموعات لدخول مجلس كل جار لتبادل التهنئة وتناول القليل من «فوالة العيد» المحضرة والمقدمة في المجالس، ثم تبدأ زيارة الأهل والأقارب لتهنئتهم بالعيد، حيث تتأهب مجالس الرجال لاستقبال المهنئين وسط رائحة العود والبخور التي تفوح في المكان، فيما تدور دلة القهوة بين الحضور وتقدم وفق طقوس معينة، بصب القهوة وتحلق الضيوف حول صينية الفوالة التي تزدان بالأطباق الشعبية. «فن السنع» وتؤكد موزة: «عادةً ما يقوم الوالد باستقبال الضيوف في المجالس، ويقوم بخدمتهم وتقديم واجب الضيافة لهم، وهي من الأمور التي اعتادت الأسر على تعليمه لأبنائهم، وهو ما يطلق عليه «فن السنع»، وهو مهارة استقبال الضيوف وتوجيبهم وفنون التعاطي معهم، فعادةً ما يشارك الأبناء آباءهم الجلوس مع الضيوف في المجالس، حتى يتعلموا الكثير من أمور الحياة التي يجهلونها، حيث يكتسب الأبناء احترام الكبار والمبادرة في السلام عليهم وتهنئتهم بالعيد، ويعايدون على أمهاتهم وآبائهم، بالتقبيل على الرأس واليدين، في صورة تعكس منظومة العيد في ترابط أفراد الأسر بعضهم البعض في المجتمع الواحد، وغرس فنون التواصل وتبادل الاحترام في العلاقات الاجتماعية. «العيدية» وتعد «العيدية» من أهم طقوس العيد، حيث تقول موزة: ما زال المجتمع المحلي والخليجي محافظاً على طقوس العيدية، فمن خلالها يفرح الأطفال بالعيد، وهذا الموروث الاجتماعي له إيقاعه في رسم معاني التكافل والترابط المجتمعي، وعندما نشاهد فرحة الأطفال، سرعان ما نستعيد ذكرياتنا ونحن صغار، عندما كنا نحصل على العيدية من الأهل والأقارب ونسعد بها، كما تسود روح المحبة والتآلف ويتجدد التواصل بين الناس، ويتصالح المتخاصمون وتتجدد العلاقات ويعود التواصل بين أفراد المجتمع بكل حب وصفاء نية.

مشاركة :