أزمة الممولين تدفع كتائب القسّام إلى طلب تبرعات عشوائية عبر الهواتف

  • 6/4/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تخلت حماس هذه المرة عن مكابرتها، وأعلنت أنها تستعد لحملة تبرعات تطلب فيها الدعم العربي والإسلامي ليس من الدول ولكن من الأفراد، في مشهد يكشف أن الحركة التي دأبت على استثمار علاقاتها السرية مع جهات مختلفة في تدبير الأموال لفائدة مشاريعها العسكرية والاجتماعية في قطاع غزة الذي تسيطر عليه بقوّة السلاح منذ اثنتي عشرة سنة، لم تعد تمتلك بدائل خاصة في ضوء الأزمة التي يعيشها الممولون التقليديون مثل إيران وتركيا وقطر. وأعلنت كتائب عزالدين القسّام، الجناح المسلح لحركة حماس، الاثنين، اعتزامها إرسال رسائل موجهة لهواتف الملايين من الأمتين العربية والإسلامية، بثماني لغات، بهدف تسهيل عملية دعمها بـ”المال”. وقال الناطق باسم القسام، أبوعبيدة، إن “الرسائل ستكون صحيحة وموثوقة وتهدف إلى تسهيل عملية دعم المقاومة والجهاد معها بالمال، فندعو إلى التعامل مع الرسائل وترويجها”. وأضاف “نشكر جماهير الأمة التي استجابت ولا زالت لندائنا بدعم المقاومة بالعملة الرقمية، إسنادا لمعركتنا المفتوحة مع العدو الإسرائيلي”. وكانت حماس ككل، وكتائب القسام بصفة خاصة، تدير الملف المالي بعيدا عن الأنظار خوفا من اكتشاف قنوات التمويل الملتوية التي تلجأ إليها في العادة، مثل الدعم المتأتي من قطر أو إيران وتركيا، وخاصة من امبراطورية سرية عابرة للقارات لشبكات المال الإخواني التي يديرها التنظيم الدولي للجماعة تحت عناوين مختلفة. وعزا مراقبون بيان القسام بشأن الحاجة إلى الأموال في مشاريع عسكرية أو اجتماعية تقوم بها إلى كونه اعترافا بأن الشبكات المالية القديمة لم تعد تحقق المطلوب خاصة أن التنظيم الدولي تعرض لضربات قوية. كما أنه قد يكون بادر إلى تجميد أنشطته تحسبا لموجة العقوبات الأميركية في حال تم حظر الجماعة ووضعها على القوائم السوداء للإرهاب.كما تعيش إيران، التي يعتقد أنها الممول الأكبر للقسام عبر حزب الله اللبناني، وضعا ماليا واقتصاديا صعبا بسبب العقوبات الأميركية الشديدة، فضلا عن نذر المواجهة مع واشنطن. وفيما تحصر تركيا دعمها لقطاع غزة، وحماس بالذات، في إطلاق الشعارات وتوظيف معاناة الفلسطينيين للرفع من “الرصيد النضالي” للرئيس رجب طيب أردوغان، فإن قطر التي لم تعلن تخليها عن فروع الإخوان تبدو في وضع صعب خوفا من عقوبات أميركية غربية عليها لو استمرت في تجهيز كتائب القسام ماليا ما يهدد بتوتير علاقتها بإسرائيل خاصة مع موجه إطلاق الصواريخ على المستوطنات. يشار إلى أن نداء الاستغاثة الذي صدر عن قيادة القسام لطلب الدعم جاء بعد يومين من لقاء جمع وفدا من حماس يضم كلا من خالد مشعل وموسى أبومرزوق ومحمد نزال وعزت الرشق وحسام بدران بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ما قد يؤشر إلى إعلان قطري بالعجز عن تمويل المشاريع العسكرية لحماس في الوقت الراهن لضغوط خارجية. ونهاية يناير الماضي، دعت “القسام” إلى دعم المقاومة الفلسطينية ماليا من خلال عملة بيتكوين الرقمية. وبيتكوين هي العملة الافتراضية المشفرة الأكثر شهرة بين المئات من العملات المشابهة، وتستحوذ على القيمة السوقية الأكبر حول العالم. وتعاني كتائب القسام من أزمة مالية يصفها محللون سياسيون بـ”الخانقة”، جراء الضغط الاقتصادي الممارس عليها وتجفيف منابع تمويلها وتقييد عمليات التحويل المالي لها، بعد إجراءات مصرية مشددة ضد الأنفاق.

مشاركة :