سيكون ملعب أفونسو هنريكيس الخميس المقبل شاهدا على قمة نارية في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية، وذلك عندما يصطدم المنتخب الإنكليزي بنظيره الهولندي. ويتطلع المنتخبان إلى مواصلة طفرتهما في الفترة الأخيرة، والتتويج بلقب النسخة الأولى من البطولة، وخاصة إنكلترا التي تألقت الصيف الماضي بالوصول إلى نصف نهائي كأس العالم للمرة الأولى منذ عام 1990. وتعاني إنكلترا تاريخيا في ترك بصمة في المسابقات الأوروبية التي تشارك بها مباشرة عقب التألق في كأس العالم. وتوج منتخب “الأسود الثلاثة” بلقب مونديال 1966 الذي استضافه على أرضه بعروض قوية، حيث تغلب على فرنسا والمكسيك في دور المجموعات، والأرجنتين والبرتغال في الأدوار الإقصائية قبل الفوز على ألمانيا الغربية في المباراة النهائية. وشاركت إنكلترا بعدها بعامين في يورو 1968 في إيطاليا، بمشاركة 4 منتخبات هي يوغوسلافيا والاتحاد السوفييتي إلى جانب الأسود الثلاثة والبلد المضيف.وكان نظام البطولة حينها يتضمن مباريات إقصائية مباشرة، وخسرت إنكلترا أمام يوغوسلافيا بهدف نظيف في مباراتها الأولى، قبل أن تحسم مباراة الثالث والرابع أمام الاتحاد السوفييتي بهدفين دون رد. وغابت شمس التألق الإنكليزية عن المونديال، حتى كأس العالم 1990 الذي استضافته إيطاليا، وتمكن الإنكليز خلاله من الوصول إلى نصف النهائي للمرة الثانية في تاريخهم، واحتلال المركز الرابع في البطولة. وشاركت إنكلترا بعدها بعامين في يورو 1992 بالسويد، وودعت البطولة من دور المجموعات دون تحقيق أي انتصار بالتعادل مع الدنمارك وفرنسا والخسارة أمام البلد المضيف. وتمكنت إنكلترا من الوصول إلى نصف نهائي كأس العالم للمرة الثالثة في تاريخها، في مونديال روسيا الماضي والذي احتلت فيه المركز الرابع، وتأمل في فك العقدة في المشاركة الأوروبية التالية والتي تأتي هذه المرة في دوري الأمم الأوروبية وليس في اليورو. كما يبحث الأسود الثلاثة عن التتويج بأول لقب أوروبي في تاريخهم، حيث حققت إنكلترا أفضل نتيجة طوال مشاركتها في منافسات اليورو باحتلال المركز الثالث في نسخة إيطاليا 1968، إلى جانب الوصول إلى نصف نهائي نسخة 1996 التي استضافتها على أرضها. وسيغيب ثنائي توتنهام، كيران تريبير وداني وينكس، وثنائي ساوثهامبتون، جيمس وارد-براوس وناثان ريدموند، عن تشكيلة منتخب إنكلترا. واختار غاريث ساوثغيت المدير الفني للمنتخب الإنكليزي هاري كين مهاجم توتنهام ضمن قائمة الفريق. وكان كين قد أكد أنه جاهز للمشاركة مع توتنهام، في نهائي دوري أبطال أوروبا، علما وأنه ابتعد عن الملاعب منذ أوائل أبريل الماضي، بسبب الإصابة. وقال ساوثغيت “كان لكيران تريبير دور مؤثر وكبير، وقدم أداء رائعا في كأس العالم.. كان عنصرا مهما للغاية في التشكيلة، وتميز بمواقف وتصرفات رائعة معنا”. وأضاف “كان يتمتع بشغف حقيقي للعب في صفوف منتخب إنكلترا، لكن ترينت (ألكسندر-أرنولد) وكايل (ووكر) أنهيا الموسم بقوة.. توجد منافسة شرسة على هذا المركز في تشكيلة المنتخب، كان هذا نوعا من القرارات الصعبة التي يتوجب اتخاذها”. وأوضح ساوثغيت “بعض اللاعبين ممن أنهوا الموسم بقوة، مثل جيمس وارد-براوس وناثان ريدموند، سيبقون معنا لفترة للتدريب”. وواصل “رغم أننا قلصنا التشكيلة إلى 23 لاعبا فقط، إلا أنه لا يزال أمامنا فترة أسبوعين، سنخوض خلالهما مباراتين قويتين.. لهذا، فإن بعض هذه الاختيارات تكون أكثر صعوبة من المعتاد”. وعلى الجانب الآخر يعيش منتخب هولندا انتعاشة كبيرة في الفترة الأخيرة تحت قيادة مديره الفني رونالد كومان. وفي مونديال 2014 بالبرازيل، توج المنتخب البرتقالي بالميدالية البرونزية تحت قيادة لويس فان غال، الذي انتقل بعدها إلى مانشستر يونايتد، ليغرق منتخب الطواحين لسنوات، ابتعد خلالها عن التأهل لكأس أمم أوروبا 2016 في فرنسا، ثم كأس العالم في روسيا. وخلال تلك السنوات تخبط الاتحاد الهولندي كثيرا في اختياراته لمدربي المنتخب، حيث استعان بجوس هيدنيك ثم داني بليند وديك أدفوكات قبل أن يلجأ إلى رونالد كومان في فبراير 2018. وأعاد كومان التوازن لمنتخب بلاده حيث قاده في 12 مباراة، فاز في 5 وتعادل 4 مرات مقابل 3 هزائم، وسجل الفريق تحت قيادته 22 هدفا مقابل 12 في شباكه.وبدأت الجماهير الهولندية في الحلم مجددا بالعودة إلى سنوات المجد تحت قيادة كومان، حيث تأهل الفريق إلى نصف نهائي دوري أمم أوروبا. وتأهل الطواحين لنصف نهائي دوري الأمم بعروض قوية حصد خلالها 7 نقاط من 4 مواجهات ضد ألمانيا وفرنسا بطلي آخر نسختين لكأس العالم. وما يضاعف من آمال جماهير هولندا وكومان، أن منتخب الطواحين يضم حاليا عناصر تعيش أفضل فتراتها الفنية مثل ثنائي ليفربول فينالدوم وفان ديك اللذين ساهما في فوز “الليفر” بدوري أبطال أوروبا وانضما للتشكيلة المثالية للبطولة. يتسلح كومان أيضا بشخصية البطل، حيث سبق له التتويج بألقاب قارية منها دوري الأبطال مرتين عامي 1988 بقميص آيندهوفن و1992 مع برشلونة، كما كان أحد أفراد الجيل الذهبي لمنتخب هولندا الفائز بآخر ألقابه كأس الأمم الأوروبية التي استضافتها ألمانيا الغربية قبل 31 عاما، فهل يكرر رونالد كومان مجد 1988 ويقود بلاده لمنصات التتويج هذه المرة من مقعد المدير الفني؟
مشاركة :