كشفت تقارير صينية أن شركة هواوي توقفت عن إنتاج العديد من طرازات هواتفها الذكية بسبب التداعيات القاسية لإدراجها على اللائحة الأميركية السوداء، والذي يحرمها من المكونات والبرامج الأميركية رغم تأجيل الحظر لمدة 90 يوما. وأكدت صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست أمس أن توقف بعض طلبيات هواوي من شركة فوكسكون التايوانية، أدى إلى إيقاف عمليات إنتاج العديد من طرازات هواتف هواوي الذكية. ويبدو أن الحظر التجاري الأميركي أجبر هواوي على إعادة تقييم أهدافها وبضمنها السعي لصدارة مبيعات الهواتف الذكية في العالم بحلول العام المقبل، بعد أن أثار تساؤلات جدية حول قدرتها على الوصول إلى الخدمات الضرورية للمبيعات الدولية. وكان تشاو مينغ رئيس وحدة هونر، إحدى العلامات التجارية للهواتف الذكية من هواوي، قد أكد في مؤتمر صحافي في شنغهاي، أن هواوي تراقب الموقف عن كثب بعد أن منعت واشنطن الشركات الأميركية من تزويد هواوي بالمكونات والبرامج. وقال إنه في ظل الوضع الجديد، فإنه من السابق لأوانه القول ما إذا كانت هواوي قادرة على تحقيق هدف للتغلب على شركة سامسونغ لتصبح أكبر بائع للهواتف الذكية في العالم قبل نهاية عام 2020.وكانت مبيعات هواوي من الهواتف الذكية تسير عكس تراجع المبيعات قبل فرض الحظر الأميركي، وقد قفزت بأكثر من 50 بالمئة هذا العام مقارنة بتراجع حاد في مبيعات سامسونغ وأبل الأميركية. وتفوقت هواوي بفارق كبير على مبيعات هواتف أبل منذ العام الماضي لتحتل المرتبة الثانية عالميا في حجم المبيعات، وكانت تتجه لإزاحة سامسونغ عن صدارة المبيعات. ووضعت حكومة الولايات المتحدة في منتصف شهر مايو الماضي شركة هواوي والشركات التابعة لها ضمن قائمة تجارية سوداء تمنعها من شراء الخدمات وقطع الغيار من الشركات الأميركية دون موافقة واشنطن. وسارعت شركة غوغل إلى فرض قيود على قدرة الشركة الصينية على الوصول إلى التحديثات المستقبلية لنظام أندرويد، مما يحد من قدرتها على توفير تطبيقات غوغل على هواتفها المستقبلية. وأعلنت شركات اتصالات بريطانية ويابانية إلى إيقاف بيع هواتف هواوي لزبائنها الأمر الذي يقوض خطط الإنتاج. وترجح بعض التقديرات أن تتراجع مبيعات هواتف هواوي هذا العام بنحو 25 بالمئة. كما أبلغت شركات أميركية من بينها شركات تصنيع الرقائق الإلكترونية مثل إنتل وكوالكوم وبرودكوم موظفيها بأنها أوقفت تزويد هواوي حتى إشعار آخر. ويبدو أن تقييد حصول هواوي على برنامج تشغيل أندرويد وتطبيقات غوغل هو الحاسم في إيقاف الإنتاج، بسبب ترجيح عزوف الزبائن عن شرائها. كما أوقفت فوكسكون، الشركة التايوانية المصنعة للإلكترونيات، والتي تقوم بتجميع هواتف العديد من العلامات التجارية ومن ضمنها أبل، العديد من خطوط الإنتاج لهواتف هواوي في الأيام الأخيرة، بعد أن خفضت هواوي الطلبات على الهواتف الجديدة. وأوضح التقرير أن شركات تصنيع الهواتف الذكية تتمتع عادة بمرونة في جداولها للإنتاج ويمكنها زيادة أو تقليل الطلبات بحسب الظروف المتغيرة، وليس من الواضح ما إذا كان انخفاض الإنتاج مؤقتا أو أنه انخفاض طويل الأجل. في هذه الأثناء كشف إفصاح لشركة صينية أن هواوي تخطط لبيع أنشطة كابلات الاتصالات البحرية، في أول بيع كبير لأصول الشركة بعد فرض واشنطن لحظر تعامل الشركات الأميركية معها. وذكرت شركة هنغ تونغ أوبتيك إلكتريك، وهي شركة تنتج شبكات الاتصالات البصرية، في إشعار لبورصة شنغهاي أنها وقعت خطاب نوايا مع هواوي تك انفستمنت التابعة لهواوي في 31 مايو لشراء حصتها البالغة 51 بالمئة في هواوي مارين سيستمز للكابلات البحرية. أوقفت فوكسكون، الشركة التايوانية المصنعة للإلكترونيات، والتي تقوم بتجميع هواتف العديد من العلامات التجارية ومن ضمنها أبل، العديد من خطوط الإنتاج لهواتف هواوي في الأيام الأخيرة وأشار الإفصاح إلى أن الشركة سوف تسدد قيمة الصفقة نقدا ومن خلال إصدار أسهم، لكنه لم يكشف عن حجم المبلغ. وقالت وكالة رويترز إن هواوي رفضت التعليق على الفور على الصفقة، التي يبدو أنها ترتبط بالضغوط الأميركية على نشاط الشركة الرئيسي وهو إنتاج وبيع معدات شبكات الاتصالات والهواتف الذكية. وتتهم الإدارة الأميركية هواوي بالتعاون مع الحكومة الصينية في التجسس على الاتصالات في الدول الأخرى، واعتبرتها تهديدا للأمن القومي الأميركي. وتنفي هواوي تلك الاتهامات وتقول إنها لم تتعاون مع أي طلب للحكومة الصينية لوصول أنظمتها إلى أهداف مخابراتية. وكانت صحيفة وول ستريت جورنال قد نقلت في مارس الماضي عن مسؤولين أمنيين أميركيين تأكيدهم أن الخطر الأمني المتعلق بهواوي يمتد إلى الكابلات البحرية التي مدتها هواوي مارين، حيث تعتبر الكابلات البحرية العمود الفقري لاتصالات الإنترنت العالمية. ويظهر موقع هواوي مارين على الإنترنت أن الشركة شاركت في 90 مشروعا حول العالم وأنها مدت كابلات لمسافة تبلغ 50361 كيلومترا من بينها خط طوله ستة آلاف كيلومتر يربط لأول مرة بين أفريقيا وأميركا الشمالية في سبتمبر الماضي.
مشاركة :