يعتبر قصر الشناوي والذي يقع فى قلب مدينة المنصورة أحد أبرز العلامات التاريخية بالمدينة بعد دار بن لقمان والذي شهد أسر لويس التاسع ملك فرنسا إبان الحملة الصليبية على مصر وانتصار شعب المنصورة على الصليبيين.فالقصر الذي يعد باكورة فنية تضاهي القصور الملكية، ظل لأكثر من 90 عاما شامخا لم يفكر أصحابه فى هدمه وبناء أبراج كما حدث من قبل بعدة قصور ومواقع ذات أثر تاريخي بمدينة المنصورة بعد عملية تشويه متعمدة من قبل تجار العقارات بل قرر أصحابه بيعه لوزارة الآثار ليكون متحفا فنيا بالمدينة التى لم يوجد بها أي متاحف تكون بمثابة مزار سياحي يعبر عن حقبة تاريخية شهدتها المدينة."موسوليني شهد على أنه أجمل قصر بني خارج إيطاليا".. كانت تلك الكلمات التي عبرت بها ثريا الشناوي حفيدة محمد بك الشناوي، الذي كان واحدًا من أعيان المدينة، وأحد أعضاء مجلس الشيوخ وأحد أقرب المقربين لسعد باشا زغلول الذي حول القصر لـ"بيت أمة" على غرار منزل الزعيم الوفدي الكبير.وقالت ثريا إن القصر شهد كل الزيارات التاريخية للمدينة في تلك الحقبة، وزيارات زعماء الوفد بداية من سعد زغلول ومصطفى باشا النحاس، والأمير عبدالمنعم ابذي الذي كان أحد أفراد الأسرة الملكية.وأضافت أنه بعد وفاة الشناوي باشا ظل القصر بيتا للأمة وكان يستقبل الشخصيات التاريخية مثل محمود باشا النقراشي، وأحمد باشا ماهر رؤساء وزراء مصر السابقين، كما حضرت إليه أم كلثوم التى جاءت لإحياء حفل زفاف أحمد بك الشناوي أحد أبناء صاحب القصر.وأوضحت ثريا الشناوي أنها بعد غلق القصر من قبل العائلة قررت تسليمة لوزارة الثقافة أو الآثار لتحويله إلى متحف قومي وهو ما جرى فى عام 2005 ليظل المشروع عالقًا لتعود الوزارة البدء في تنفيذ المشروع.وأشارت إلى أنه بعد فترة من وضع السقالات وبدء أعمال التشييد وجدنا حالة من التباطؤ خاصة أنه كان من المقرر افتتاحه فى 30 يونيو 2018 لكن لم يحدث ذلك وتوقفت العمليات الإنشائية وتحول ساحة القصر إلى جراج للسيارات.وطالبت ثريا الشناوي، وزير الآثار بسرعة الانتهاء من التشطيبات وإعلان موعد رسمي لافتتاح القصر.من جهته نفى الكتور محمد طمان، مدير عام آثار سيناء والوجه البحري، ما تردد عن توقف الأعمال الإنشائية لمتحف المنصورة القومي بقصر الشناوي، مشيرا إلى أن ما يشاع حول ذلك الأمر عار تماما من الصحة.وأضاف طمان أن الوزارة مستمرة فى عمليات التطوير ولكن الشركة المنفذ للمشروع انسحبت ما أحدث حالة من الارتباك في تحديد موعد افتتاحه لذلك عملت الوزارة على إجراء عمليات الترميم الدقيقة للقصر من خلال خبرائها وجرى الانتهاء من الطابق العلوي بالكامل.واشار إلى أن القصر سيكون متحفا قوميا كبيرا يضم عددا من المقتنيات للشناوي بك فضلا عن جلب آثار تعود لعهد أسرة محمد علي والحقبة التي شهدت بناء القصر لتكون شاهدة على تلك الفترة.ورد الدكتور مهند فودة، "مدرس قسم الهندسة المعمارية بكلية الهندسة جامعة المنصورة وعضو مؤسس لمبادرة انقذوا المنصورة، قائلا: "إن التقدم في ترميم الدور الأول للقصر من الداخل يعتبر تقدما إيجابيا بخصوص حالته خاصة بعد مرور 9 سنوات على البدء في مشروع الترميم وتوقفه لسنوات طويلة حتى تم البدء في استكمال أعمال الترميم مرة أخرى من فترة قصيرة.وأضاف أن امتداد عمليات الترميم لفترة طويلة والتوقف يؤثر بالسلب خاصة أن أي زائر للقصر خلال العشر سنوات الماضية سيشعر أن هناك تدهورا في حالته.وأوضح أن بعض المصادر بوزارة الآثار أكدت أن التمويل المتوافر حاليًا لأعمال الترميم الدقيق إما أعمال الترميم من الخارج والإنشاءات بالحديقة فليس متوافر لها اعتمادات مالية، فبالتالي ممكن ننتظر سنوات طويلة أخرى حتى يتم استكمال الترميم للقصر بالكامل، وهذا يعرض القصر للخطر حتى الأجزاء المرممة حديثا ستحتاج ميزانية جديدة للصيانة وندور في حلقة مفرغة.وطالب فودة وزارة الآثار بتحديد موعد لافتتاح القصر وأن يجري العمل على قدم وساق لافتتاحه مثلما حدث في مشاريع الآثار الكبرى بالقاهرة والمتحف المصري الكبير، وأن يولي الوزير اهتماما في ميزانية العام المالي القادم لمشاريع الآثار خارج القاهرة الكبرى فهي أيضا تتمتع بقيم كبيرة وتستحق البقاء مثل آثار القاهرة.
مشاركة :