على مدار أكثر من عشرة مواسم منصرمة ما زال قطبا المدينة أحد والأنصار يعانيان تردي أوضاعهما الإدارية والفنية وسط تخبطات لا حصر له بسبب سيطرة أصحاب الأموال لإبراز أسمائهم ودخول الحياة الاجتماعية والبحث عن الشهرة دون أن يكلفوا أنفسهم دفع أموال كبيرة وإثبات ذلك، فيأتي لنا بصورة جلية أنهم أول عمل قاموا به هو إخفاء وإقصاء أبناء الأندية سواء أحد أو الأنصار. وأي متابع لأندية المدينة يجد أنها أصبحت أندية تعتمد على رجيع الأندية الأخرى بلاعبين محليين متقدمين في العمر أو أصحاب مستويات هزيلة، إضافة إلى ذلك التعاقد مع أسماء أجنبية لا قيمة فنية لها؛ لذا نجد اختياراتهم فاشلة، إضافة إلى اعتمادهم على سماسرة يقدمون لهم لقطات للاعب يشابه لاعبا آخر، وتشرب مقلبه لعدم إدراكك أصلا لما يجب أن يكون في اختيارات اللاعبين، كما حدث جليا للفريقين هذا الموسم في كأس دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين والأولى، فالأول هبط للأولى بجدارة واستحقاق، والآخر أفلت من العودة أدراجه للثانية في الرمق الأخير. المتابعون لأحوال الناديين أكدوا أن ما حدث للفريقين نتيجة فشل إداري كبير؛ لأن أغلب اهتمامهم لاستغلال بروزهم هذا لمصلحة أعمالهم الشخصية بمقابلة المسؤولين وتلميع أسمائهم، ما منحهم مكانة اجتماعية تساندهم في دعم بعضهم في دخول معترك الحياة العامة. هنا سؤال مهم: هل يدفعون أموالا وجهدا مقابل هذا؟ كلنا يعرف أن دخولهم بهذا الهدف لا عيب أو مثلبة به، ولكن يجب دفع مقابل له إلا بأندية المدينة، فأي ريال يدفع يسترجع من أول إيراد للنادي، وبذلك تجد الدخل ضعيفا والإنتاج أضعف. عشر سنوات لم نر ناديا من المدينة يقدم أسماء نجوم من فئاته السنية للفريق الأول، وإن قدم لاعبا أو اثنين تم بيع عقده فورا. نقطة أخيرة وختامية يواجهها إعلاميو المدينة الرياضية بأن أغلب ما قدموه للقطبين هو الاكتفاء بتحليل المباريات ونقل الأخبار والابتعاد عن دوره الحقيقي في نقد إدارات الأندية. الحل الوحيد الممكن حاليا هو أن يعود رجالات الأندية أصحاب الخبرة ودمج أصحاب الأموال من المحبين للكيان حتى يعودا لسابق عهدهم.
مشاركة :