الجيش السوداني قال المجلس العسكري الانتقالي السوداني إنه ألغى كل الاتفاقات السابقة مع تحالف المعارضة الرئيسي، ودعا إلى انتخابات مبكرة بعد أن تحركت قوات الأمن لتفريق مخيم الاعتصام الرئيسي خارج مقر وزارة الدفاع. وفي خطابه، قال الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان إن «القوى السياسية التي تحاور المجلس العسكري تتحمل ذات المسئولية في إطالة أمد التفاوض بمحاولة إقصاء القوي السياسية والقوى العسكرية والانفراد بحكم السودان لاستنساخ نظام شمولي آخر يُفرض فيه رأي واحد يفتقر للتوافق والتفويض الشعبي والرضاء العام». وذكر أن المجلس قرر إلغاء كل الاتفاقات مع جماعات المعارضة والدعوة لانتخابات خلال تسعة أشهر. وأضاف أن الانتخابات ستكون خاضعة لإشراف إقليمي ودولي. وأعلن أنه سيتم تشكيل حكومة على الفور لإدارة البلاد لحين إجراء الانتخابات. وفي الساعات الأولى من صباح يوم الإثنين، اقتحمت قوات الأمن مخيم الاعتصام في العاصمة، وقالت مجموعة من الأطباء مرتبطة بالمعارضة إن أكثر من 35 قتلوا في أسوأ أعمال عنف منذ الإطاحة بالرئيس عمر حسن البشير في أبريل. وقالت المجموعة في وقت سابق إن ما لا يقل عن 116 أصيبوا بجروح. وأبلغ المتحدث باسم المجلس الفريق شمس الدين كباشي بأن قوات الأمن استهدفت «متفلتين» فروا من موقع الاعتصام وأحدثوا فوضى. ووصلت المحادثات بين المجلس العسكري الانتقالي وتحالف قوى إعلان الحرية والتغيير إلى طريق مسدود رغم المفاوضات التي استمرت أسابيع. ولم يرد قادة الاحتجاج رسميًّا بعد على قرار البرهان. وكانوا قد نددوا في وقت سابق بالعنف وتعهدوا بتصعيد الاحتجاجات لإجبار الحكام العسكريين على تسليم السلطة للمدنيين. وأبدى البرهان أسفه للعنف الذي صاحب ما وصفه بأنه عملية لتطهير شارع النيل، وقال: إنه سيتم التحقيق في أعمال العنف. وقوبلت العملية بإدانة من أوروبا والولايات المتحدة والاتحاد الإفريقي. وطلبت ألمانيا وبريطانيا عقد جلسة خاصة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة؛ لمناقشة الأزمة في السودان، عقب تصاعد النزاع. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر دبلوماسية قولها، إنه من المقرر عقد جلسة مغلقة عقب ظهر اليوم الثلاثاء. وبحسب لجنة أطباء السودان المركزية المعارضة أمس، ارتفع عدد ضحايا عملية فض الاعتصام أمام القيادة العامة للقوات السودانية بالخرطوم إلى 30 قتيلًا. واتهمت المعارضة المجلس العسكري الانتقالي بفض الاعتصام بالقوة وباستخدام الرصاص الحي، لكن المتحدث باسم المجلس شمس الدين كباشي نفي هذا الاتهام. وأصدر المجلس العسكري الانتقالي في السودان بيانًا في ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء، أعلن فيه إيقاف التفاوض مع قوى المعارضة ممثلة في قوى الحرية والتغيير، ودعا إلى إجراء انتخابات عامة خلال 9 أشهر.
مشاركة :