أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الثلاثاء، على أهمية العلاقات بين كييف وكلّ من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، في اليوم الأول من أول جولة خارجية يقوم بها منذ توليه مهام الرئاسة، وتتركز على الوضع الأمني في شرق أوكرانيا. وتم تنصيب زيلينسكي، وهو ممثل كوميدي سابق لم يشغل من قبل أي منصب سياسي، الشهر الماضي بعد أن اكتسح منافسه بيترو بوروشينكو في جولة الإعادة، بحوالى 75% من الأصوات. وتعهد زيلينسكي خلال حملته الانتخابية بمواصلة السعي لنيل عضوية الاتحاد الأوروبي وحلف "الناتو"، كأهداف طويلة الأجل لأوكرانيا. وبعد اجتماع زيلينسكي مع رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونيكر، أكدت الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي على دعمها "لجهود الإصلاح التي تقوم بها أوكرانيا في الاقتصاد، وشؤون الدولة والمجتمع". وأضافت المفوضية أن "الاتحاد الأوروبي سيواصل دعم وحدة أراضي أوكرانيا ومسارها نحو السلام والرخاء والديموقراطية". وفي تغريدة على موقع "تويتر"، توجه زيلينسكي بـ "الشكر إلى الاتحاد الأوروبي على الدور الخاص الذي يضطلع به في التصدي للعدوان الروسي". والتقى زيلينسكي في وقت لاحق مع سكرتير عام حلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرج، الذي سلّط الضوء خلال مؤتمر صحفي على الخطوات التي اتخذت أخيراً لتعزيز العلاقات الأمنية بين أوكرانيا والناتو. وذكر ستولتنبرج، أن هذه الخطوات تتضمن تدريب خفر السواحل والقوات المسلحة الأوكرانية، فضلاً عن تعهدات بتقديم أربعين مليون يورو (44.8 مليون دولار) لتوفير الدعم في مجالات مثل القيادة والسيطرة. وقال زيلينسكي: "لابد أن نكون قادرين على حماية أنفسنا، وأن نصبح أقوى من النواحي الاقتصادية والسياسية والعسكرية"، وأعرب عن "امتنانه" للدعم الذي تحصل عليه أوكرانيا. وأضاف: "إنني حريص على إعطاء زخم جديد لانخراطنا مع حلف الناتو"، مشيراً إلى أن "الاعتداء العسكري الروسي الجاري حالياً مازال يمثل تحدياً رئيسياً للأمن الأوروبي والأطلسي". ومن المقرر أن يلتقي زيلينسكي في ثاني أيام جولته الخارجية مع رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك. وفي سياق مرتبط، اتهمت أوكرانيا روسيا الثلاثاء، بعدم التحرك لمنع ما وصفته بـ "الأعمال الإرهابية" التي يرتكبها الإنفصاليون الموالون لموسكو في شرق أوكرانيا، بما فيها إسقاط الطائرة التابعة للخطوط الماليزية في 2014. وجاء ذلك في إفادة لنائب وزير خارجية أوكرانيا أولينا زيركال أمام القضاة في محكمة العدل الدولية في لاهاي، في اليوم الثاني من المرافعات في القضية التي رفعتها كييف ضد موسكو. والإثنين، قالت روسيا إن أوكرانيا لم تقدم أي أدلة ضدها، ودعت المحكمة إلى رفض القضية. وردت زيركال الثلاثاء بالقاء اللوم على روسيا في الإخفاق في وقف العنف الدموي في أوكرانيا. وقالت: "هل أوقفت تمويل الإرهاب في أوكرانيا؟ لا. هل ساعدتنا في العثور على مدبري الأعمال الإرهابية؟ لا"، مضيفة: "والنتيجة؟ تم إسقاط الطائرة الماليزية الرحلة ام.اتش.17. ووقعت هجمات تفجيرية، وسقطت الصواريخ على مناطق سكنية. وقتل وجرح المئات، وتعرض الآلاف للمضايقات". وقتل جميع ركاب الطائرة الماليزية وعددهم 298 راكباً. ورفعت أوكرانيا قضية ضد روسيا في 2017، بموجب القانون الدولي لمكافحة تمويل الإرهاب. وتسعى إلى الحصول على تعويضات عن الأضرار التي تسببت بها هجمات على المدنيين، قالت إن الإنفصاليين نفذوها في شرق أوكرانيا، بما في ذلك إسقاط الطائرة الماليزية. وتتهم كييف موسكو بتزويد الإنفصاليين بنظام صواريخ "بوك" أرض - جو، التي استخدمت في اسقاط الطائرة، وهو ما نفته روسيا مراراً. والإثنين، قالت روسيا إن المحكمة ليس لها صلاحيات النظر في هذه القضية.
مشاركة :