تمسك عدد من الشباب السعوديين بحقهم في تطبيق قرار إجازة يومين، الذي سيمنح موظفي القطاع الخاص بمختلف قطاعاته إجازة يومين في الأسبوع على غرار زملائهم في القطاعات الحكومية، مشيرين إلى أهمية هذا القرار فيما يتعلق باستقطاب الشباب لسوق العمل وانخراطهم فى القطاع الخاص، الأمر الذي ينعكس بالإيجاب على بيئة العمل في القطاعات التي ستطبق القرار. وجاء تمسكهم خلافًا لرغبة بعض القطاعات لاسيما قطاع التصنيع والتجزئة، الذي عبر أصحابه عن قلقهم مع قرب تطبيق قرار إجازة يومين الذي يناقشه مجلس الشورى تمهيدًا لإقراره وفرضه على القطاع الخاص، مشيرين إلى أن هناك سلبيات يمكن أن تنشأ لاحقًا مع تطبيق هذا القرار أبرزها ارتفاع الأسعار. وأوضح الشاب محمد صالح أنه مرت ستة أيام مضنية من العمل لورديتين صباحية ومسائية قبل أن يلتقط أنفاسه بالحصول على يوم إجازته الأسبوعية فهو يعمل بمحل ملابس جاهزة في أحد المولات الكبيرة بمدينة جدة، والإجازة لا تعدو أكثر من استعداد سريع لأسبوع جديد من العمل بعد أن ألغى كل خططه كما يقول لزياراته العائلية ونزهته الترفيهية لشح الوقت، حاله يسرده هو ويردده كثير ممن هم على شاكلته من الشباب السعودي المنخرط في سوق العمل حديثًا، في سوق تنافسية بأوقات عمل للمحلات التجارية ممتدة حتى ثنايا الليل لا يجد فيها التاجر مبررا لإعطاء يومين يستريح بها العامل السعودي، فالوقت مهم للإنتاج وهناك من يسد الفراغ من العمالة غير السعودية بأقل أجر وأطول ساعات وأكثر جهد دون كلل وملل لتقف المرحلة على حال راحت تتقاذفه أنظمة وزارة العمل من جهة ومن جهة أخرى جشع بعض التجار على أمل وجود لبيئة تعطي الطرفين التوازن للإنتاج والاستمرار في السوق. وعلى بوابة أحد المولات التجارية جلس ثلاثة من الشباب السعودي لحراسة المول وعند سؤالهم عن عملهم في مجال الأمن والسلامة قالوا لـ(المدينة) إن المسألة هي مجرد وقت لا أكثر فساعات الدوام لا تتوافق مع ظروفهم العائلية والإجازات الأسبوعية غير كافية فهم يشعرون بضغط العمل المستمر، مما سيعجل في رحيلهم عنه. أما الشاب ناصر الحارثي، أحد موظفي البنوك، وصف عمله بكثرة التركيز والجهد، وهو مستريح لأنه يتمتع بإجازة يومين في الأسبوع، إضافة إلى راتبه الجيد والكافي في الحد الأدنى، ويرى العمل لستة أيام في الأسبوع أمرا صعبا أن يستمر معه الشاب السعودي نسبة للرواتب وضغط العمل وفترات الدوام، وأنه جرب ذلك في إحدى الشركات قبل أن يعمل بالبنك، وحاليًا يقول إنه أمضى ثلاث سنوات بالبنك وليس لديه نية المغادرة لعمل آخر فهو يحس بالاستقرار. وتوضح المستثمرة السعودية في مجال الدعاية والإعلان والعضو في اللجنة التجارية بجدة آلاء مظهر، أن منح الموظفين السعوديين إجازة يومين هو حق إنساني للعامل مشيرة إلى أنها تعطي إجازة ليومين لعامليها من قبل الحديث عن أي اتجاه لإقراره من قبل وزارة العمل، وتضيف أن أكثر العاملات لديها نساء لأن نشاطها نسائي مشيرة إلى أن هناك أعمالا أخرى في الدعاية والإعلان تعتمد على الرجال مثل تركيب اللوحات الإعلانية في أوقات مختلفة ومناسبة لعدم وجود زحام وهذه الأوقات تكون في منتصف الليل، وترى أن مثل هذه الأعمال ستتأثر حتما لو أعطي العامل يومين إجازة فالتنافس في المجال يعتمد على سرعة الإنجاز وأي تأخير في الوقت يمكن أن يجعل الخسارة كبيرة. وترى أن فرض القوانين بشكل ملزم بالنسبة للإجازة غير مفيد إذا لم يبادر صاحب العمل بتفهم الحاجات الإنسانية ومراعاتها، وتعويض العامل بعد إنتاجه بوقت يستعيد فيه حيويته ونشاطه. وفي حديث ذي صلة يقول المستثمر في مجال الملابس الجاهزة عضو اللجنة التجارية بجدة عبدالله سعيد باداود: إن إجازة يومين أمر مكلف بالنسبة لهم في مجال الملابس الجاهزة وهم يعملون بإعطاء إجازة ليوم واحد للسعودي وهو الجمعة والدوام لديهم يبدأ من الساعة الثامنة صباحا حتى بعد الظهر ومن الرابعة والنصف عصرا حتى التاسعة مساء ويرى أن هذه أوقات الدوام بالسوق ولتغطيتها أصبحت ساعات الدوام بهذا الشكل، مضيفا أن العاملين من غير السعوديين يقومون بتغطية العمل بشكل كامل ومتى ما فرضت إجازة اليومين سيقومون بإعطائها للسعودي، ولكن هم الآن لا يستطيعون المبادرة بإعطائها. ويختم باداود حديثه أن بقاء السعوديين في العمل لديه نادر فهم يبقون لستة أشهر ولثلاثة أشهر ويغادرون لأعمال أخرى وعن الرواتب قال إن راتب السعودي هو ثلاثة الآف ريال ويخصم منه التأمينات وفترتين دوام ويوم إجازة واحد في الأسبوع وهو الجمعة. ويقول تاجر الأواني المنزلية على مسفر الزهراني ان تأثير إعطاء يومين إجازة مفيد للتاجر من ناحية إجازة الجمعة والسبت فقد أعطت تواصلا خارجيا أكثر في مجال التجارة وللعامل متى ما حصل عليها هو مفيد، ولكن طبيعة العمل لديه هي ما تحدد من سيحصل على يوم إجازة ويومين والأمر يعود لصاحب العمل في نهاية المطاف، كما يقول إنه لم يفرض أي قرار بإجازة ليومين للسعوديين من قبل وزارة العمل. من جانبها تحدثت نائب رئيس لجنة الموارد البشرية بالغرفة التجارية الصناعية بجدة أمل شيرة، إلى أن إجازة اليومين هي عامل جذب واستقطاب وهناك كثير من الجهات والمنظمات بالقطاع الخاص مبادرة لإعطاء يومين إجازة لأنها رأت فيها تشجيعا على التوطين لأن السعودي له ظروف أسرية بعكس العامل غير السعودي فهو جاء متفرغًا تمامًا للعمل لفترة معينة، وتقول إنه في جميع دول العالم هناك ساعات محددة للعمل وللإجازات الأسبوعية تتلاءم مع قدرة الفرد على الإنتاج. وتشير نائبة رئيس الموارد البشرية إلى أن قطاع التصنيع وقطاع التجزئة أكثر القطاعات، التي تمانع في إعطاء إجازة ليومين لأنها تؤثر على الإنتاجية ولو تم إعطاء الإجازة ليومين ستزيد التكلفة، وتحمل بالتالي على المنتج ويزيد سعره في السوق على المستهلك في هذه القطاعات وترى ضرورة عمل توازن بمراعاة مصلحة التاجر بإعطاء الإجازة يومين ولكن ليس بشرط أن تكون الجمعة والسبت، إنما يمكن أن تكون من باقي أيام الأسبوع وأيضًا ألا يكون اليومان متتاليين بشكل إلزامي إنما يترك لصاحب العمل تحديدهما. وعن فرض وزارة العمل ليومين إجازة قالت إن وزارة العمل لا تستطيع ذلك لأن قانون العمل ينص في أحد بنوده على أن يعطى السعودي يوم الجمعة إجازة.
مشاركة :