رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان إلى استئناف الحوار بشأن المرحلة الانتقالية، بعد يوم واحد من إلغاء كل الاتفاقات مع تحالف المعارضة الرئيسي. وتزامنت تصريحات الفريق أول عبد الفتاح البرهان مع ارتفاع عدد القتلى، بعد اقتحام قوات الأمن موقع اعتصام في الخرطوم الاثنين، إلى 60 قتيلا، بحسب ما ذكرته لجنة أطباء السودان المركزية المرتبطة بالمعارضة. وقالت اللجنة في وقت مبكر الأربعاء إن عدد الأشخاص الذين قتلوا منذ اقتحمت قوات الأمن مخيما للاحتجاج خارج مقر وزارة الدفاع في وسط الخرطوم الاثنين ارتفع إلى 60. وكانت آخر إحصائية للقتلى تشير إلى أن العدد 35 شخصا. وأشارت اللجنة في بيان نشر بموقع فيسبوك إلى أن "40 جثة لشهدائنا الكرام انتُشلت من النيل بالأمس ... ونقلت إلى جهة غير معلومة من قبل مليشيات الجنجويد". ماذا قال رئيس المجلس العسكري؟ وقال البرهان في رسالة بمناسبة عيد الفطر، أذاعها التلفزيون الرسمي: "نترحم على أرواح الشهداء ونتمنى للجرحى عاجل الشفاء"، في إشارة إلى من قتلوا أو أصيبوا في الاحتجاجات التي بدأت في ديسمبر/ كانون الأول وأسفرت عن إطاحة الجيش بالرئيس عمر البشير واعتقاله في أبريل/ نيسان. وقال البرهان إنه لا يزال مستعدا لتسليم السلطة لحكومة منتخبة، مضيفا "نحن في المجلس العسكري نفتح أيادينا لتفاوض لا قيد فيه إلا مصلحة الوطن". وطالب نائب رئيس المجلس العسكري، الفريق محمد حمدان دقلو، المحتجين بإزالة المتاريس من الطرقات العامة. وقال في خطاب أمام قواته في الخرطوم إن هذه المتاريس تسببت في أضرار بالغة للمواطنين.مصدر الصورةGetty ImagesImage caption سودانيون يحتجون أمام البرلمان الاسكتلندي وأشار إلى أن السلطات اعتقلت عددا كبيرا ممن ينصبون المتاريس. وقال إن قوات الدعم السريع التي يقودها تواجه استهدافا من جهات لم يسمها، مضيفا أن جهات تزعم أنها من قواته قامت بترويع المواطنين. وجاء قرار المجلس بإلغاء الاتفاقات مع المعارضة بعد أن اقتحمت قوات الأمن موقع الاعتصام أمام مقر وزارة الدفاع بوسط الخرطوم. وكان المجلس قد أعرب في بيان بموقع تويتر عن "أسفه" لتطوّر الأوضاع عقب فضّ الاعتصام. وقال "قامت قوّة مشتركة من القوّات المسلّحة والدّعم السريع وجهاز الأمن والمخابرات وقوّات الشرطة بإشراف وكلاء النيابة، بتنفيذ عمليّة مشتركة لنظافة بعض المواقع المتاخمة لشارع النيل والقبض على المتفلّتين ومعتادي الإجرام". ووصلت المحادثات بين المجلس العسكري والمعارضة إلى طريق مسدود في ظل خلافات عميقة بشأن من ينبغي أن يقود المرحلة الانتقالية نحو الديمقراطية، التي اتفق على أن تكون مدتها ثلاث سنوات. ما هو رد المعارضة؟ رفض تجمّع المهنيّين السودانيّين، وهو أبرز مكوّنات تحالف الحرّية والتغيير الذي يقود الحركة الاحتجاجيّة، الإعلان الذي أصدره المجلس العسكري. ودعت الحركة الاحتجاجيّة أنصارها إلى المشاركة في "عصيان مدني" في أرجاء البلاد للإطاحة بالمجلس العسكري الحاكم.مصدر الصورةGetty ImagesImage caption الشوارع بدت خالية من السيارات الثلاثاء ووصف تحالف "قوى إعلان الحرّية والتّغيير" ما تعرّض له "الثوّار المعتصمون" الاثنين بأنّه "مجزرة دمويّة". واتّهم أعضاء في لجنة أطباء السودان المركزية، خلال مؤتمر صحفي في لندن، القوّات الأمنيّة بمهاجمة مستشفيات في كلّ أنحاء البلاد طيلة الفترة الماضية. وتحدّثوا عن عمليّات اغتصاب في الخرطوم، دون تحديد مصدر المعلومات. وقال حسام المجمر عضو اللجنة "إنهم يُهاجمون المستشفيات منذ فترة طويلة، بعد وصولهم إلى السلطة، وذلك في أجزاء مختلفة من السودان، بما في ذلك دارفور وجبال النوبة وولاية النيل الأزرق".#مجزرة_القيادة_العامة: "ثورة مضادة" أم " تجنب للانزلاق"؟ ودعا تجمّع المهنيّين "أبناء الشعب السوداني" إلى إقامة صلاة عيد الفطر وصلاة الغائب على الشهداء الثلاثاء 4 يونيو/ حزيران، رغم إعلان السلطات المعنيّة أنّ العيد الأربعاء. وفي مدينة بورتسودان على البحر الأحمر، تظاهر محتجّون عقب صلاة العيد، بحسب ما ذكرته وكالة فرانس برس، مردّدين "يسقط المجلس العسكري" ومطالبين بـ"سلطةٍ مدنيّة"، وفق شاهد عيان. كيف يبدو الوضع في السودان؟ نقلت وكالة فرانس برس عن أحد سكّان منطقة شمبات قوله "تجمّعنا في ساحتنا، كما اعتَدنا سنويًا، وأدّينا صلاة العيد، ولكنّ قوّات من الدعم السريع والشرطة أطلقت علينا الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، وعقب الصلاة أغلق الشباب الشارع الرئيسي بوضع المتاريس". وبدت الشوارع المحيطة بوسط العاصمة شبه مهجورة الثلاثاء، إذ أغلق العديد من الأسواق والمتاجر أبوابها في غياب تام تقريبًا لأي سيارات في الشوارع.مصدر الصورةGetty ImagesImage caption السودانيون يحتفلون بعيد الفطر واشتكى كثير من سكّان العاصمة من أنّهم لم يتمكّنوا من الاتّصال بالإنترنت بعدما بدأت تظهر مشاكل في الشبكة منذ الاثنين. وشهدت حركة الملاحة الجوّية إلى الخرطوم اضطرابات، في وقت راقبت شركات الطيران التطوّرات على الأرض.في الغارديان: "المذبحة في السودان تظهر الوجه الحقيقي لنظام البشير" وقال متحدّث باسم شركة طيران الخليج البحرينيّة "لا تزال رحلاتنا إلى الخرطوم ملغاة، إذ إنّ مطار الخرطوم مغلق من جرّاء حالة عدم الاستقرار السياسي والمخاوف الأمنيّة". وألغت شركة مصر للطيران رحلات كانت مقرّرة إلى الخرطوم ليل الاثنين وصباح الثلاثاء. وأعلنت الخطوط التركيّة كذلك إلغاء رحلاتها إلى الخرطوم لأسباب أمنيّة. ردود فعل وكان الأمين العام للأمم المتّحدة، أنطونيو غوتيريش، أدان "الاستخدام المفرط" للقوّة بالسودان، داعيًا إلى تحقيق مستقلّ. ودعمت حكومات إفريقيّة وغربيّة المتظاهرين، إلا أنّ حكومات عربيّة، على رأسها السعودية، دعمت المجلس العسكري بقيادة البرهان. كما حضّ رئيس مفوّضية الاتّحاد الإفريقي، موسى فكي، على إجراء "تحقيق فوري وشفّاف لمحاسبة كلّ المسؤولين". لكنّ الحكومات العربيّة دعت إلى استئناف المحادثات بين المتظاهرين والجيش. وكان البرهان قد زار مصر والإمارات والسعوديّة قبيل الحملة الأمنيّة.
مشاركة :