فلسطينيو 48 يحيون «يوم الأرض» بمسيرات ومهرجانات جماهيرية

  • 3/31/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أحيا المواطنون العرب في إسرائيل (فلسطينيو 48) الذكرى السنوية الـ39 ليوم الأرض، بعدد كبير من النشاطات الجماهيرية، التي انتشرت في طول البلاد وعرضها. غير أن تقريرا جديدا أورد معلومات حول منح حكومة بنيامين نتنياهو المواطن اليهودي 4 أضعاف ما تمنحه للمواطن العربي في مجال الإسكان، سيطر على أجواء المناسبة. ونشر مركز «عدالة» تحقيقا أجراه مؤخرا حول سياسات تخصيص الأراضي في إسرائيل، اتضح منه أن «دائرة أراضي إسرائيل» واصلت خلال عام 2014، سياسة التمييز ضد المواطنين العرب الفلسطينيين في إسرائيل في مختلف المجالات المتعلقة بالأراضي والمسكن، الأمر الذي يشكل انتهاكًا لحقوقهم الأساسيّة بالملكيّة، والمساواة، والسكن، والعمل. ويستخلص البحث الذي أجراه محمد بسام والمحامية ميسانة موراني من مركز عدالة، أن الدائرة نشرت مناقصات لـ38.261 وحدة سكنية في المدن اليهودية، في مقابل 1.844 بالقرى والمدن العربية. أي أن المواطنين العرب في إسرائيل، وهم يشكلون 20 في المائة من تعداد السكان، لا يحصلون إلا على 4.6 في المائة من الوحدات السكنية المعروضة للبيع. أما المناطق الصناعية، فقد كشف التحقيق أن دائرة أراضي إسرائيل خصصت 36 مناقصة لإقامة مناطق صناعية في البلدات اليهودية، ومن ضمنها 5 مستوطنات في الأراضي المحتلة عام 1967، لكنه خصص بالمقابل صفر مناقصات للقرى والمدن العربية. بين الأعوام 2009 و2014، خصصت دائرة أراضي إسرائيل 328 مناقصة لإقامة المناطق الصناعية في البلدات اليهودية، بينما لم تخصص إلا 13 مناقصة في القرى والمدن العربية. وقد دعا رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، النائب محمد بركة، في اليوم الأخير له في عضوية الكنيست، إلى الحفاظ على تراث يوم الأرض بأوسع مشاركة شعبية. وقال: «إن هذا اليوم الذي شكل حدثا مفصليا في تاريخ جماهيرنا الفلسطينية الباقية والمتجذرة في وطنها، يجب أن يبقى معلما أساسيا في كفاحنا ضد سياسة الحكومة، خصوصا في هذه المرحلة، التي تسارع فيها المؤسسة الحاكمة إلى تصعيد عنصريتها وقوننتها». وقال بركة: «إن يوم الأرض ارتكز على الأجواء الوطنية الثورية، الغاضبة والناقمة، على سياسة التنكيل والاضطهاد والتمييز القومي العنصري، الصادرة عن العقلية الصهيونية العنصرية. فقد رأى شعبنا في تلك الأيام أن مخططات مصادرة الأراضي التي باتت تقتطع باللحم الحي، وتقضي على البقية الزهيدة من الأراضي، هي مخططات لاقتلاع البقية الباقية من شعبنا في وطنه. وقرر يومها أنه لن يسمح بنكبة جديدة، فتمرد وتصدى، وجعل المؤسسة الحاكمة تدرك حقيقة وجودنا، كواقع راسخ لا يتزحزح. وإن تلك العقلية الحاكمة، هي ذات العقلية التي تحكم اليوم، وهي التي تسن القوانين على نفس مبدأ الاقتلاع من الوطن. فنحن نقرأ قانون ما يسمى (دولة القومية اليهودية)، ومخطط اقتلاع النقب، الذي يطبق يوميا على الأرض، ومخططات تضييق مناطق نفوذ بلداتنا، وتضييق مجالات حياتنا اليومية في العمل والتعليم والتطوير، على أساس أنها سياسة تهدف إلى اقتلاعنا، وهذا هو هدف الصهيونية العنصرية التاريخي». وكان المواطنون العرب قد استهلوا هذا اليوم بساعتين تعليميتين في المدارس حول يوم الأرض ومغزاه. ثم بدأت مسيرات محلية إلى أضرحة الشهداء في البلدات وزيارات إلى أهالي الشهداء، ثم أقيمت مسيرتان مركزيتان في كل من دير حنا في البطوف شمالا ورهط في النقب جنوبا. واختتمت كل مسيرة بمهرجان جماهيري كبير، جدد فيه المواطنون الالتزام بتقاليد يوم الأرض كيوم كفاحي. وتعود أحداث يوم الأرض بالأساس إلى شهر مارس (آذار) من عام 1976، حين قررت السلطات الإسرائيلية مصادرة 21 ألف دونم من الأراضي التي تعود ملكيتها للمواطنين العرب في إسرائيل في منطقة البطوف. وقد عم إضراب عام ومسيرات من الجليل في شمال إسرائيل حتى منطقة النقب في جنوبها، حاولت قوات كبيرة من الشرطة تفريقها بالقوة، واندلعت مواجهات أسفرت عن سقوط 6 عرب فلسطينيين وإصابة واعتقال المئات. ومنذ ذلك الحين، يعتبر يوم الأرض حدثا محوريا في الصراع على الأرض وفي علاقة المواطنين العرب بالهيئات السياسية الإسرائيلية، إذ كانت هذه هي المرة الأولى التي يُنظم المواطنون العرب في إسرائيل منذ عام 1948، احتجاجات بهذه الضخامة ردا على السياسات الإسرائيلية.

مشاركة :