كشفت تسريبات أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) تجسّس في العام 1978 على منزل سفير الكويت لدى الأمم المتحدة في نيويورك ليتنصّت على محادثات غير رسمية بين نظيره الأميركي من جهة ومسؤولين في منظمة التحرير الفلسطينية من جهة ثانية، وهي المحادثات التي كان السفير الكويتي آنذاك عبدالله يعقوب بشارة يستضيفها ويرعاها في إطار موقف الديبلوماسية الكويتية الداعم للقضية الفلسطينية.ووفقاً لما رشح من تسريبات نشرها موقع صحيفة «صانداياتا بوست» النيجيرية التي تمتلك مكاتب في واشنطن ولندن، فإن «الموساد» استطاع من خلال عملية التجسس تلك أن يعرف أن السفير بشارة كان يقوم بدور المضيف والوسيط بين الطرفين في منزله من منطلق حرص الكويت على مساندة النضال الفلسطيني في محافل المجتمع الدولي، حيث كان الطرف الأول في المحادثات هو مندوب الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة آنذاك أندرو يانغ بينما كان الطرف الثاني عدد من مسؤولي منظمة التحرير الفلسطينية وعلى رأسهم زهدي لبيب الطرزي الذي كان يحمل صفة مراقب لدى الأمم المتحدة ممثلاً عن منظمة التحرير الفلسطينية.وأوضحت المصادر التي سربت تفاصيل عن تلك العملية التجسسية - وفقاً لما نشرته الصحيفة - أن الموساد سارع آنذاك إلى نقل المعلومات إلى الدوائر السياسية الإسرائيلية التي احتجت بدورها لدى نظيراتها الأميركية على أساس أنه كان قد سبق لواشنطن أن تعهدت لإسرائيل بأنها لن تجري أي اتصالات مباشرة مع منظمة التحرير الفلسطينية قبل أن تعترف هذه الأخيرة بوجود الدولة العبرية وبحقها في الوجود. وعلى ذلك الأساس، اضطرت الإدارة الأميركية إلى إعفاء يانغ من منصبه لتستخدمه كبش فداء.التسريبات ذاتها كشفت النقاب أيضاً عن عمليات استخباراتية أخرى قام بها الموساد ضد دول وكيانات وشخصيات عربية، بما في ذلك على سبيل المثال أنه استخدم عميلاً فرنسياً قام بزرع جهاز متطور لبث الإشارات داخل مفاعل «تموز1» النووي العراقي، وهو الجهاز الذي استرشدت به الطائرات الإسرائيلية عندما قصفت ودمرت ذلك المفاعل في العام 1981. ومن المفارقات أن ذلك العميل الفرنسي ذاته مات مع آخرين داخل ذلك المفاعل عندما تم قصفه وذلك لأن الإسرائيليين لم يكترثوا به ولم يبلغوه بأن يغادر المكان في ذلك التوقيت خشية أن يسرب الخبر إلى العراقيين!
مشاركة :