المشهد السوداني يزداد تعقيدا بين المجلس العسكري والمعارضة

  • 6/5/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بعد إعلان نائب رئيس المجلس العسكري السوداني الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) بدء التحقيق في أحداث فض اعتصام الخرطوم، وتأكيدات رئيس المجلس الفريق أول عبد الفتاح البرهان بشأن فتح باب التفاوض دون قيد، جاء رد الفعل قاطعا من جانب قوى إعلان الحرية والتغيير. وقالت قوى الحرية والتغيير إنها لن تتحاور مع اللجنة الأمنية للمجلس العسكري بقيادة البرهان وحميدتي، مطالبة بتكوين لجنة تحقيق دولية تكونها الأمم المتحدة للتحقيق في سقوط قتلى أثناء مواجهات في الخرطوم. وجددت القوى المعارضة دعوتها لجماهير الشعب السوداني إلي مواصلة العصيان المدني بكافة قطاعاته، داعية القوات المسلحة إلى حماية المدنيين ممن أسمتهم “ميليشيات” ونزع أسلحتهم وإرجاعهم ثكناتهم خشية انزلاق البلاد إلي الهاوية. وقد أكدت قوى إعلان الحرية والتغيير على توحدها جميعا خلف هذه الأهداف.     ويقول المحلل السياسي طارق عثمان إن “إعلان رئيس المجلس العسكري بالتحقيق في فض الاعتصام لن يخدم القضية، لا سيما أن تاريخ السودانيين مع فرق التحقيق غير مبشر، فكثير من التحقيقات بدأت ولم تسفر عن شئ”. وأوضح المحلل السياسي أن الشارع السوداني يلاحظ ارتباكا في أداء المجلس العسكري، بعد فض الاعتصام ومواجهة المعتصمين بالعنف المفرط، رغم الوعود بعدم التعرض للمحتجين. وأشار المحلل السياسي إلى أن رئيس المجلس العسكري قد رفض في البداية مواصلة التفاوض مع قوى الحرية والتغيير، ثم أعلن عن انتخابات مبكرة في مدة لا تتجاوز 9 شهور، ثم عاد اليوم للتحدث عن فتح باب التفاوض بلا شروط. وقال طارق عثمان “كل هذا يعكس حالة الارتباك التي يعيشها المجلس العسكري”.   وبدت ساحة الاعتصام اليوم خاوية تماما بعد فض الاعتصام، الإثنين الماضي، الذي أقامته قوى المعارضة السودانية وأسفر بحسب ما ذكرته لجنة أطباء السودان المركزية المرتبطة بالمعارضة عن مقتل 60 شخصا. غير أن المتحدث باسم المجلس العسكري في السودان، الفريق شمس الدين كباشي، قال إن القوات السودانية “لم تفض الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالقوة”، مشيرا إلى أنها استهدفت منطقة مجاورة له باتت تشكل خطرا على أمن المواطنين. وبعد فض الاعتصام، تعهد المحتجون بمواصلة حملتهم، وتعليق المحادثات مع المجلس العسكري والدعوة لإضراب عام وعصيان مدني. ودعا الجيش السوداني، اليوم الأربعاء، المواطنين إلى الابتعاد عن المناطق والمواقع العسكرية، ما يشير إلى صعوبة الاعتصام مجددا أمام مقر القيادة المركزية للقوات المسلحة في الخرطوم.     وأشار مراسل الغد من الخرطوم إلى حالة الحزن التي تخيم على الشارع السوداني في أول أيام عيد الفطر وسط التطورات السياسية الراهنة. وأفاد بانطلاق مسيرات متقطعة، اليوم، في بعض الأحياء تعبيرا عن الغضب بعد مقتل العشرات مؤخرا. وبينما تغيب مظاهر الفرح عن الشوارع السودانية، يتأهب محتجون لإعادة التظاهر مجددا والدعوة لإضراب عام في كافة القطاعات.

مشاركة :