لبنان.. لاءات دبلوماسيّة وعسكريّة تطوّق حزب الله

  • 6/6/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يبدو حزب الله مصراً على جر لبنان دائرة الصراع لمصلحة إيران وتنفيذ أجندتها التخريبية في المنطقة، إلّا أنّ كثيراً من المواقف اللبنانية والدولية وغيرها المندّدة بهذا التوجّه برزت داعية إلى استقرار لبنان وإبعاده عن دائرة الاستقطاب التي ينوي حزب الله إدخاله فيه. وكانت القمم الثلاث في مكة المكرمة، قد أطلقت جرس الإنذار من التدخّل الإيراني المتمادي في الشؤون الداخلية للبلدان العربية، ومنها لبنان، ومن مخاطر استخدام الأدوات الداخلية في تخريب السلام الوطني لتلك البلدان، فيما تفاعلت سلباً تصريحات الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، وتحديداً لجهة ما يخصّ اعتراضه على ‏موقف رئيس الحكومة سعد الحريري في قمّم مكّة. وأثار خطاب نصرالله بما تضمّنه من مواقف عالية عرّت نواياه لتصنيع وبث الفوضى في لبنان والمنطقة، امتعاضاً كبيراً لدى أصدقاء لبنان، إذ أعرب عدد من السفراء والملحقين العسكريين المعتمدين في لبنان عن قلقهم من هذا الخطاب الذي لا يتوافق مع الوعود التي قطعها رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، بشأن التزام الدولة اللبنانية بالقرارات الدولية ونأيها عن التدخل في أيّ نزاع قد يندلع في المنطقة، مشيرين إلى أنّ هذه الازدواجية تضعف الموقف اللبناني في هذا الظرف الدقيق وتعرّض أمنه للخطر. وأعرب مصدر دبلوماسي رفيع لـ«البيان»، عن أسفه لعدم صدور بيان واضح ورسمي عن الحكومة اللبنانية، رداً على تهديدات نصرالله، واعتبر أنّ المجتمع الدولي، لاسيما الدول الأعضاء في مجلس الأمن، يحتاج إلى موقف علني رسمي لبناني لمواجهة إسرائيل في حال اعتدائها على لبنان، إذ يستطيع مجلس الأمن حينئذ أن يبلغ إسرائيل بوجود تمايز رسمي بين الدولة اللبنانية وحزب الله، ويدعوها إلى تحييد لبنان. تشاور كما علمت «البيان» أنّ عدداً من السفراء والملحقين العسكريين المعتمدين في لبنان، يتشاورون في مدى جدوى التواصل مجدّداً مع المرجعيات اللبنانية للتشاور في المستجدّات الأخيرة، لاسيّما في ظل التوتّر بين واشنطن وإيران. ووسط هذه الأجواء، لفت الانتباه اجتماع لرؤساء الحكومات السابقين نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة وتمام سلام، صدر على إثره بيان أعرب عن الدهشة والأسف للمواقف التي عبّر عنها حسن نصر الله والمعترضة والنازعة عن رئيس الحكومة اللبنانية حقّه في الإعلان عن موقف لبنان في مؤتمري القمتين العربية والإسلامية، لجهة التضامن مع الأشقاء العرب، لاسيّما أنّ رئيس الحكومة هو الذي أولاه الدستور الصلاحية في تمثيل الحكومة والتكلّم باسمها. ترقّب إلى ذلك، وبعد المواقف الأمريكية، وقمم مكة الثلاث، أجمعت قراءات لبنانية متعدّدة على ضرورة ترقب ما ستحمله الأيام القليلة المقبلة، لرؤية كيفية تعاطي إيران مع الإجماع العربي والأمريكي الحازم في محاربتها وتطويق نفوذها إقليمياً، إذ إنّ العيون الدولية ستكون مفتوحة عليها لرصد تفاعلها معه. ورأت المصادر، أنّ أيّ خطوة ناقصة من قبل إيران، بعد القمّة، لن يتعاطى معها العرب بتساهل، بل سيردون عليها بالخطوات الملائمة. وفي انتظار تجلّي معالم المرحلة المقبلة، برز قلق استثنائي حيال تداعيات ما سيخلقه حزب الله وتبعيه لإيران بالنسبة للبنان الذي دخل في مرحلة ترقب لما سيكون عليه الوضع من انعكاسات وتداعيات عليه، وذلك في خضمّ الأجندة الأمريكية المعلنة، الهادفة من جهة لبناء الأسس مع الدول الحليفة حول كيفية مواجهة الخطر الإيراني ووقف تمدّد نفوذ إيران في المنطقة، والضاغطة من جهة ثانية على حزب الله الذي أعلنت الإدارة الأمريكية أنّها تُحضّر لمزيد من العقوبات عليه، في سياق الخطة الأمريكية الهادفة إلى التضييق عليه وخنقه سياسياً ومالياً. تحذير في السياق، ترددت معلومات مفادها أنّ نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي، دايفيد ساترفيلد، نقل إلى المسؤولين اللبنانيين كلاماً واضحاً بدعم بلاده استقرار وسيادة لبنان، محذّراً في الوقت نفسه أي عمل طائش على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، أو ضدّ المصالح ‏الأمريكية، سواء جاء من حزب الله أو من الفصائل الفلسطينية التي تدور في الفلك الإيراني.‎كلمات دالة: حزب الله ، لبنان ، إيرانطباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App

مشاركة :