من المفاجآت في الموسم الماضي 2018-2019 تراجع مستويات ونتائج فريق النويدرات لكرة السلة، إذ ابتعد عن فرق المقدمة بشكل كبير وفقد حظوظه مبكرا في المنافسة على التأهل للدورة السداسية، وشارك بعد ذلك في الدوري الفضي ولم يتمكن من المحافظة على لقبه للموسم الثاني على التوالي. تراجع فريق النويدرات في الموسم الماضي فتح المجال أمام فرق أخرى للمنافسة والتأهل للدورة السداسية؛ إذ نجح فريق الاتحاد في التأهل لأول مرة في تاريخه. وحول هذا التراجع والموسم المخيب الذي أنهاه فريق النويدرات في المركز الثامن نقف هذه الوقفة التحليلية من أجل معرفة الأسباب وراء ذلك. يُذكر أن فريق النويدرات كان من الفرق القوية والمنافسة على مدى أكثر من 5 مواسم متتالية، إذ كان قريبا من المقدمة ويقدم مستويات راقية ويحقق نتائج ايجابية، وتمكن فريق النويدرات من بلوغ نهائي بطولة كأس خليفة بن سلمان لكرة السلة في نسخته الأولى، كما تمكن من بلوغ المربع الذهبي من بطولة دوري زين. موسم مخيب كان الموسم المنصرم 2018-2019 مخيبا للآمال والطموحات بالنسبة إلى نادي النويدرات الذي قدم مستويات ضعيفة وتراجع كثيرا في سلم الترتيب ليجد نفسه في المركز الثامن في نهاية الموسم، بعد أن اعتاد اللعب بشخصية قوية وكانت الفرق تهابه إذ كان يهزم فرقا منافسة مثل الأهلي والمحرق والحالة والنجمة، وكان يخسر بصعوبة أمام المنامة، وكان هذا التراجع مفاجأة غير متوقعة للجميع بما فيهم إدارة النادي التي عاشت الموسم الماضي وكأنه كابوس مزعج لم تصدق أنه سينتهي. مدرب أجنبي بعد مواسم ناجحة مع المدرب الوطني أراد مجلس إدارة نادي النويدرات التغيير بغية تحقيق مزيد من النتائج الايجابية، إذ كان يقود الفريق سابقا مدربون وطنيون أكفاء مثل المرحوم أحمد سلمان وأحمد حمزة وعقيل ميلاد، ولكن قبل ثلاثة مواسم تعاقد فريق النويدرات مع المدرب الصربي دراغان الذي حقق مستويات ونتائج مميزة أبرزها التأهل لنهائي كأس خليفة بن سلمان في النسخة الأولى بموسم 2016-2017، وكاد فريق النويدرات يحقق اللقب لولا خبرة فريق المحرق في المباريات النهائية واستطاعته قلب النتيجة لصالحه في الشوط الثاني. واستمر المدرب الصربي دراغان موسمين متتالين مع الفريق، وفي الموسم الماضي تعاقد فريق النويدرات مع مدرب من البوسنة، وكانت بداية الفريق ضعيفة في دوري زين، وتدريجيا فقد النويدرات فرصته في المنافسة على التأهل للدورة السداسية، وسعت إدارة النادي إلى تدارك الأمور فتعاقدت مع المدرب الوطني أحمد جان، ويبدو أن معنويات اللاعبين تراجعت كثيرا ولم ينهض فريق النويدرات من سقوطه، إذ لم يتمكن من التعويض في بطولة كأس خليفة بن سلمان بخروجه من الدور الأول، وأيضا احتل المركز الرابع في الدوري الفضي بعد أن كان بطلاً للمسابقة في الموسم قبل الماضي. عودة عقيل ميلاد رفض مجلس إدارة نادي النويدرات خوض أي مغامرة جديدة مع مدرب أجنبي، وفضل عدم المجازفة مع مدرب وطني لم يسبق له تدريب الفريق، ونجحت في ابرام صفقة ممتازة بالتعاقد مع المدرب الوطني القدير عقيل ميلاد صاحب الخبرة الكبيرة والقادم من نادي المنامة بعد ان حقق الكثير من الانجازات مع الفريق. يذكر أن عقيل ميلاد سبق له العمل في نادي النويدرات إذ درب الفريق في ثلاثة مواسم متتالية كان آخرها موسم 2015-2016، والجدير بالذكر أن عقيل ميلاد درب في عديد من الأندية المحلية أبرزها الأهلي والاتحاد ومدينة عيسى. وتعد عودة عقيل ميلاد إلى تدريب فريق النويدرات في هذا الموسم مكسبا كبيرا للنادي وللاعبين، إذ يمتلك المدرب امكانيات فنية كبيرة ولديه خبرة بالدوري والفرق المشاركة، ومن ثمَّ يستطيع توظيف خبرته وإمكانيات اللاعبين في استعادة فريق النويدرات شخصيته التي فقدها في الموسم الماضي، وخصوصا أن اللاعبين يحبون عقيل ميلاد ويعرفون طريقة لعبه. الخامات متوافرة والقاعدة قوية يميز فريق النويدرات الاعتماد على اللاعبين أبناء قرية النويدرات، ولدى النادي الكثير من الخامات المميزة من اللاعبين الذين يلعبون مع الفريق الأول حاليا، كما يمتلك نادي النويدرات قاعدة قوية من اللاعبين في الفئات السنية، إذ نجد فرقه العمرية دائما منافسة في بطولات الفئات السنية. من جانب آخر أصبحت الأمور أسهل لممارسة لعبة كرة السلة اللعبة الوحيدة التي يشارك فيها النادي، وخصوصا بعد بناء الصالة الجديدة التي بسببها أصبح الاقبال أكبر على الانضمام إلى فرق النادي المختلفة. وتولي إدارة النادي اهتماما كبيرا للقاعدة عبر التعاقد مع مدربين مختصين وأصحاب خبرة، وهذا الاهتمام منذ عدة مواسم كانت ثمرته المستويات والنتائج التي وصل إليها الفريق الأول في المواسم الأخيرة باستثناء الموسم الماضي الذي يعد كبوة بالنسبة إلى الفريق. اللعبة الواحدة تبدو الأمور المالية جيدة في نادي النويدرات رغم تقليل الميزانية من قبل وزارة شؤون الشباب والرياضة، إذ لدى نادي النويدرات بعض الاستثمارات البسيطة من ايجار عدد من المحلات ويعود دخلها إلى النادي، ولذلك لا يعاني نادي النويدرات من أزمة مالية أو مشاكل الديون المتراكمة من تأخر سداد رواتب المدربين واللاعبين، إذ تعمل إدارة النادي على توزيع الميزانية ومدخول الاستثمار على فرق النادي المختلفة في كرة السلة. يذكر أن نادي النويدرات يشارك في لعبة واحدة فقط هي كرة السلة، أي انه ينضوي تحت مظلة الاتحاد البحريني لكرة السلة فقط، ولذلك لا يعاني نادي النويدرات من مشاكل مالية مثلما تعاني باقي الأندية التي تشارك في عدة ألعاب جماعية، كما أن التركيز يكون كله نحو كرة السلة. وكانت تجربة نادي النويدرات ناجحة خلال المواسم الماضية، إذ اعتمد على اللاعبين أبناء النادي ووفر لهم كل الدعم والاهتمام، كما جلب لهم أفضل المدربين والمحترفين، ولذلك حقق الفريق نتائج مميزة. ومن المتوقع أن ينطلق إعداد الفريق في منتصف الشهر الحالي، وتأمل إدارة النادي أن يصل اللاعبون إلى أتم الجاهزية لخوض غمار بطولة الدوري، حتى يحقق النتائج المرجوة في انطلاق المسابقة من أجل ألا يتكرر ما حدث في الموسم الماضي من بداية مهزوزة أثرت على حظوظ الفريق وأبعدته عن المنافسة على التأهل للدورة السداسية. ومن المؤكد ان فريق النويدرات بقيادة المدرب الوطني القدير عقيل ميلاد سيستعيد شخصيته في الموسم القادم ويقدم مستويات أفضل، وربما يعود إلى المنافسة ويكون طرفا مع الستة الكبار، ويمتلك فريق النويدرات امكانيات جيدة من اللاعبين، وإذا ما تعاقد مع محترف جيد فسيحقق هدفه.