برغم حملات التشويه الموجهة ضد نظام «أبشر»، إلا أن جهود وزارة الداخلية مستمرة لإضافة خدمات نوعية للمنصة الرقمية الأكثر ارتباطا باحتياجات المواطنين والمقيمين، والتي أحدثت تحولا تقنيا في آلية تقديم الخدمات الحكومية. نجاح منصة «أبشر» وتمكنها من خلق نظام رقمي شامل للخدمات الحكومية، والقضاء على الكثير من السلبيات الخدمية والتحديات الأمنية جعلها هدفا لأعداء الداخل قبل الخارج. لم يتمكن أعداء الوطن، والنجاح من إحباط القائمين على البرنامج، بل ربما ساهموا في تحفيزهم للإبداع وتعزيز خدماته النوعية، والرد بمنافعه الخدمية والإنسانية على المشككين بأهداف النظام الرقمي الذي صنعه السعوديون وتولوا أمر تشغيله وتطويره وحماية قاعدته البيانية من المارقين. خدمة «فرجت» من الخدمات المهمة التي أطلقتها منصة «أبشر» بالتعاون مع المديرية العامة للسجون ووزارة العدل، وهي خدمة تتيح لمستخدمي المنصة مساعدة السجناء المعسرين، وسداد ديونهم المثبته شرعا، ومن ثم الإفراج عنهم. خدمة تقنية آمنة تفعل دور المجتمع، وتفتح الباب أمام المحسنين للتبرع بمساهماتهم المالية إلكترونيا وفق إجراءات الدفع الإلكتروني التي تشرف عليها مؤسسة النقد العربي السعودي. كشفت خدمة «فرجت» عن الجانب الإنساني قبل الخدمي، لنظام «أبشر»؛ الذي يقدم أكثر من 160 خدمة إلكترونية يستفيد منها أكثر من 12 مليون مستخدم؛ إضافة إلى حرص وزارة الداخلية على التوسع في الخدمات التقنية التي يمكن تقديمها من خلاله؛ خدمةً للمجتمع وتحقيقا لمتطلبات التحول الرقمي الذي يعتبر من ركائز أهداف رؤية 2030، وتعزيزا للجوانب الإنسانية والشراكة المجتمعية، حيث نجحت الخدمة الجديدة في الإفراج عما يقرب من 250 من السجناء المعسرين، في غضون أربعة أيام ومشاركة أهاليهم فرحة العيد السعيد. وتحوطا من ظهور بعض السلبيات، قدمت المديرية العامة للسجون رابطا إلكترونيا للتحقق من دقة البيانات وصحة المطالبات المعلنة، وهو أمر يعزز النزاهة والشفافية، ويمنع المحتالين من استخدام الخدمة الإنسانية للتكسب المالي. أتاحت خدمة «فرجت» الفرصة للبنوك السعودية من أجل المساهمة في تفريج كُرَب المعسرين، وإطلاق سراحهم، وهي مبادرة لم تكن لتحدث لولا إطلاق الخدمة الإلكترونية الجديدة التي سهلت عملية التحقق من المديونيات، والسداد نيابة عنهم بطريقة إلكترونية آمنة وسريعة، ومن ثم تنفيذ إجراءات الإفراج فورية. أرجو أن تكون مساهمة بعض البنوك في سداد مديونية سجناء والإفراج عنهم، بداية عمل خيري مستدام يجعل القطاع المصرفي أكثر تحملا لمسؤولياته، ومساهمة في خدمة المجتمع. أختم بتقديم الشكر لكل من ساهم في إضافة خدمة «فرجت» لمنصة أبشر الرائدة، وأسأل الله أن يُفَرِّج عنهم كُرب الدنيا والآخرة.
مشاركة :