صناعة السلاح تشهد تحولات عميقة

  • 6/6/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

سليمة لبال – تشهد صناعة السلاح في العالم تحولات عميقة بسبب اختفاء المتعاملين الصغار واندماج الشركات المتوسطة الحجم، وبروز شركات عملاقة في الصين وروسيا. ووفق تقرير نشرته المجلة الاقتصادية «إيكونومي ماتان»، فإن الشركات الأوروبية تتقدم لكنها لا تزال بعيدة عن المنافسة. فعلى الرغم مما حققته أيرباص على سبيل المثال، والصفقة الضخمة التي وقّعتها مع الصين التي طلبت شراء 300 طائرة مقابل 30 مليار يورو، فإن الصين لا تزال تسيطر وتسحق أي منافس لها في مجال صناعة البوارج البحرية. وأورد التقرير اسماء العديد من العربات والاسلحة التي كانت تنتجها شركات أوروبية، كانت رائدة في صناعة الاسلحة التي تستخدمها القوات البرية والبحرية والجوية، لكنها اختفت، مثل العربة المصفحة السويدية ستريدسفاغن، والعربة المصفحة النمساوية أي كي 105 كاراسييه التي تقاعدت في 1998، علاوة على عربة القتال البلجيكية YPR-765 التي توقف انتاجها في مطلع عام 2000. وفيما توجهت الشركات الصغرى الى الاسواق المحلية، حفرت شركات أخرى قبرها بنفسها بسبب شراسة المنافسة. وراهنت شركات أخرى على ورقة التعاون وتوج بعضها بالنجاح، فكونسورتيوم يوروفايتر على سبيل المثال، وهو تحالف بريطاني ألماني إيطالي أسباني، تمكن من بيع نحو 600 طائرة مقاتلة منذ 2004 بفضل طلبيات من المملكة العربية السعودية والكويت وقطر. وفي ما يتعلّق بصناعة الصواريخ، فالشركة الاوروبية MBDA التي تصنع صواريخ اباتشي، فهي ثمرة شراكة بين أيرباص والشركة الإنكليزية BAE للانظمة والإيطالية ليوناردو. وعلى مستوى المدرعات التي تستخدمها القوات في النقل، فقد اندمج الألمان والهولنديون داخل شركة Artec لانتاج انظمة بوكسر. صناعة السفن الحربية وتعد صناعة السفن الأوروبية متأخرة، حيث توالت محاولات إنعاشها بالفشل، سواء في شمال القارة من خلال Kockums/TKMS أو في الجنوب من خلال المجموعة البحرية نافانتينا. وأما في ما يخص الفاعلين في قطاع السفن البحرية الحربية، فنادرا ما نجح التعاون، وعلى سبيل المثال يقترح الكونسورتيوم الإيطالي الفرنسي يوروتورب موديل ام يو 90 امباكت الخفيف. ويجري في الوقت الراهن تقارب بين عدة شركات اوروبية مثل الشركة الفرنسية نافال غروب والإيطالية فينكانتيري، ويتعلّق الامر بالنسبة للشركتين الرائدتين في بناء السفن البحرية في أوروبا، بضرورة استراتيجية وصناعية، وعليه ينتظر وفق مجلة ايكونومي ماتان ان يجري التقارب بين الشركتين لمواجهة منافسة الروس والأميركيين والصينيين. وفي أكتوبر الماضي، وعلى هامش التوقيع على اتفاق بين نافال غروب وفينكانتيري، شدد الرئيس المدير العام الإيطالي غيسيبي بونو على البعد الأوروبي للمشروع، كما تحدث بوضوح عن التهديدات التي تواجه صناعة الاسلحة والعتاد الحربي في اوروبا. واضاف «نحن نرسل اشارة قوية لأوروبا، تقارب شركتين بحجم شركتينا يحتم على السياسين اتباعنا، لان هذا التقارب يمثل فرصة حقيقية وكبرى للنمو، خصوصاً ان اتفقت الدول الاوروبية مستقبلا على سياسة دفاعية مشتركة.. تبذل فرنسا وايطاليا جهودا كبيرة، والارقام تؤكد ذلك، لكن مع اخذ المنافسة الصينية والأميركية والروسية». وتشير الارقام إلى ان الشركة الصينية الحكومية لبناء السفن اصبحت الرائدة عالميا في مجال صناعة السفن الحربية متبوعة بالشركة الأميركية جنرال ديناميكس التي تنشط في مجالات عدة.

مشاركة :