شاب صغير السن، كبير العقل، فاقت قدرته الفنية أعمار البالغين الذين لا يبحثون فى ذواتهم عما يكنونه من مواهب، ولكن محمد عادل منذ بلوغه الـ٧ أعوام، بدأ يحب الإنشاد الدينى دون أن يعلم عنه أى شيء، ومن حسن حظه منحه الله والدين أكثر وعيًا لابنهما، ولاحظا مدى اهتمامه بالإنشاد.التسجيلات الإذاعية وكبار المشايخ أمثال النقشبندى ومحمد عمران هى أول من صادف الطفل محمد فى المدرسة التى شكلها له الوالدان بالبيت إلى أن ألحقاه بمدرسة الإنشاد الدينى التى يديرها الشيخ محمود التهامى وهو فى عمر الأربعة عشر عاما.يقول محمد إن من نعم الله عليه أنه وجد أن جزءا من دراسته هو الإنشاد الديني، فلم تكن دراسته تقتصر على تلاوة القرآن فقط، وإنما تشعبت اهتماماته ونمت موهبته وعلا شأنه وهو فى سن صغيرة، ما جعله يضع نصب عينيه أن يكون مستقبله لامعًا مثل أحبائه وأساتذته الذين تعلق بهم من أمثال الشيخين محمود التهامي، وعبدالقادر أبوسريع.وعن سبب حبه للإنشاد الديني، قال إنه فن روحى أكثر منه دينيًا، وأنه يخاطب القلب والعقل معًا، بل يمنحه شعور الانطلاق بلا عنان، وكأنه شخص آخر، تغمره راحته النفسية.ويضيف: «لما بحس نفسى متضايق ومخنوق بلجأ من غير ما أحس لسماع الأناشيد الدينية، وأغنيها، بلاقينى سبحانك ربى ارتحت بعدها تلقائيا»، هكذا اتخذ ذلك الطريق كشفاء لقلبه وروحه عما يعانيه من الآلام الوجدانية.ويختتم «محمد» حديثه بتوجيه رسالتين، أولاهما أنه يجب على الآباء والأمهات متابعة أبنائهم منذ الصغر، والبحث فى دواخلهم؛ كى يتم تنميتها حتى الكبر وتعود عليه بالخير، أما الرسالة الثانية فإلى أقرانه يحثهم فيها على ضرورة البحث فى الذات، فمهما كانت موهبتك صغيرة، بالاجتهاد تتألق وتصبح أكثر إبداعًا.
مشاركة :