باريس - اتخذ الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ("كاف") الأربعاء قرارا مثيرا للجدل بإعادة مباراة الإياب للدور النهائي لمسابقة دوري الأبطال بين الترجي التونسي والوداد البيضاوي المغربي، وإقامتها على أرض محايدة، في خطوة اعتبرها رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد "مهزلة". وشهدت المباراة التي أقيمت الجمعة الماضي على أرض الترجي في الملعب الأولمبي في رادس، احتجاجات من الفريق المغربي على تقنية المساعدة بالفيديو ("في ايه آر")، قبل أن ينسحب لاعبوه من أرض الملعب، ويطلق الحكم الغامبي باكاري غاساما صافرته معلنا تتويج الترجي بلقبه الثاني تواليا. وكان الفريق التونسي متقدما 1-صفر في المباراة لدى توقفها، علما بأن مباراة الذهاب في الرباط انتهت 1-1. وبعد اجتماع طارئ للجنة التنفيذية للاتحاد القاري دعا إليه رئيسه أحمد أحمد بعد مباراة الأسبوع الماضي، وشهد مناقشات امتدت ليومين، أكد مستشار رئيس الكاف الجزائري هادي هامل أن "شروط اللعب والأمن لم تكن متوفرة خلال مباراة إياب الدور النهائي لدوري الأبطال، ما حال دون اكتمال المباراة. بالتالي، ستعاد المباراة على أرض خارج تونس". الترجي لن يقف "مكتوف اليدين" وقال هامل بعد الاجتماع الثاني للجنة التنفيذية للاتحاد والذي استغرق خمس ساعات ونصف في أحد فنادق باريس، "يتعين على الترجي الرياضي إعادة الكأس الى الأمانة العامة للاتحاد مع الميداليات الموزعة على اللاعبين ما أن يتسلم تبليغا رسميا بمضمون القرار الحالي". وأشار الى أن موعد المباراة سيكون بعد نهاية كأس الأمم الإفريقية التي تستضيفهاوانتقد رئيس الحكومة التونسية بدوره القرار، لاسيما الملاحظات القارية على الأمن التونسي. وكتب يوسف الشاهد عبر "تويتر"، "إثر مهزلة الكاف، تحية لقواتنا الأمنية مثال يحتذى به في العالم ومن يشكك في أمن تونس يتحمل مسؤوليته"، مضيفا "تحية لجمهور الترجي على انضباطه في المباراة الأخيرة". أضاف "لن نسلم في حق الترجي وفي حق أي جمعية تونسية (نادٍ تونسي)". في المقابل، اعتبر مشجعو الوداد عبر مواقع التواصل أن القرار ينصف فريقهم الذي أبدى اعتراضا واسعا على التحكيم في مباراة الذهاب أيضا، انتهى بإيقاف حكمها المصري جهاد جريشة ستة أشهر. وأتى القرار في يوم حسم فيه الوداد لقب الدوري المغربي بفوزه على ضيفه أولمبيك خريبكة 4-1 في مباراة مؤجلة من المرحلة 27، وخسارة مطارده الرجاء البيضاء أمام المغرب التطواني 1-3 في المرحلة 29 ما قبل الأخيرة. وبذلك، بات الفارق بين الوداد والرجاء ست نقاط مع تبقي مباراة واحدة على نهاية الموسم. وكان الحكم غاساما قد أطلق صافرته في المباراة على ملعب رادس بعد نحو ساعة ونصف من توقف اللقاء اثر احتجاج لاعبي الوداد على عدم توافر تقنية الفيديو. وكما كان التحكيم محور جدل في مباراة الذهاب، شكل في الإياب مدار جدل واسع أفضى الى انسحاب الضيوف. وتوقفت المباراة قرابة الدقيقة 60 اثر احتجاج الوداد على إلغاء هدف عادل به تقدم الترجي في الشوط الأول عبر الجزائري يوسف البلايلي، ومطالبة لاعبيه بالرجوع لتقنية الفيديو التي تبين أنها غير مهيأة. وامتد التوقف نحو 90 دقيقة، شهدت احتكاكا وجيزا بين اللاعبين، ورشقا لأرض الملعب بقوارير المياه من المشجعين، ونزول رئيس الاتحاد القاري وعلى رغم أن الكاف أقر احتساب الترجي فائزا في المباراة وتاليا منحه الميداليات الذهبية والكأس، يشكل قراره اليوم ضربة لكرة القدم القارية قبل أسبوعين من انطلاق كأس الأمم، ويطرح علامات استفهام بشأنه. وتنص قوانين الاتحاد الإفريقي على أنه إذا انسحب فريق من إياب النهائي، يتوج الفريق الآخر باللقب. كما تنص القوانين على أن كل مباريات دوري الأبطال يجب "أن تقام قبل شهر تموز/يوليو من السنة التي تلي انطلاق المنافسات"، بينما لن تنتهي كأس الأمم قبل 19 تموز/يوليو. والسؤال الآخر هو من اللاعبون الذين سيخوض بهم كل فريق المباراة على أبواب فترة الانتقالات الصيفية؟ وفي أي بلد؟ وألمج رئيس الاتحاد الدولي (فيفا) السويسري جاني إنفانتينو الذي أعيد انتخابه الأربعاء لولاية جديدة من أربعة أعوام، الى الاستفسارات حول المسألة، في تصريحات أدلى بها قبل صدور القرار المثير للجدل. وقال "رأيت أن بعض المشكلات قد حصلت. الأمر مؤسف (...) إنها مسألة صدقية بالنسبة الى إفريقيا بالكامل".أحمد أحمد للتشاور مع مسؤولي الناديين، قبل اتخاذ قرار إنهاء المباراة. مصر من 21 حزيران/يونيو الى 19 تموز/يوليو. وأثار القرار اعتراض الترجي الذي أكد في بيان عزمه "الطعن في هذا القرار لدى الجهات الدولية المختصة واتخاذ كل الاجراءات الضرورية للدفاع عن حق الفريق بكل الطرق القانونية". وأفاد مصدر في النادي رفض كشف اسمه وكالة فرانس برس أن إدارة الفريق المتوج ثلاث مرات في المسابقة قبل 2019، ستعقد اجتماعا طارئا لبحث الخطوات المقبلة، مؤكدا أن الفريق سيمضي "حتى النهاية في الاجراءات" بما قد يشمل استئنافه أمام محكمة التحكيم الرياضي ("كاس"). أضاف "لن نقف مكتوفي اليدين، إنه قرار عبثي، وسابقة خطرة تفتح الباب على احتجاجات أخرى لاسيما خلال كأس الأمم".
مشاركة :