خطر التشكيك في صحيح الإمام البخاري

  • 6/7/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الإمام محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله تعالى من أجل علماء الإسلام وأعمقهم حفظًا وفهمًا وأصدقهم أمانة ونقلاً، وأحرصهم وأشدهم بالدين تمسكًا، جاب المشرق والمغرب لجمع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحفظ مئات الآلاف من الأحاديث النبوية ما بين صحيح وحسن وضعيف، وكان ذا فطنة وذكاء، عُرف بين أئمة الإسلام في عصره ومن جاء بعده بأنه «لا مثيل له»، وقد هم رحمه الله تعالى بجمع ما كان صحيحًا من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مما سمعه العدول الثقات عمن فوقهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتخب من ستمائة ألف حديث ما يقارب سبعة آلاف حديث، ليجعلها جامعًا صحيحًا، مرجعًا للأمة قاطبة، وكان -كما قال عن نفسه- لا يضع حديثًا فيه إلا وتطهر وصلى لله ركعتين، فجعله حجة بينه وبين الله تعالى، وهكذا تبعه الإمام مسلم في جمع ما صح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنفع الله بهما أهل الإسلام، فكان كتاباهما أصح الكتابين بعد كتاب الله تعالى وأجمعت الأمة الإسلامية بعلمائها على قبولهما من دون نزاع أو خلاف أو تشكيك فيهما أو في أمانة هؤلاء الذين سخرهم الله تعالى لحفظ دينه، (ولا تجتمع أمة محمد صلى الله عليه وسلم على ضلالة)، وهذا من حفظ الله تعالى لدينه القائل: «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون»، وحفظ الذّكر يشمل لفظه ومعناه، وتفصيل القرآن وتفسير كثير من أحكامه ومعانيه نصت عليه السنة النبوية المتمثلة بصحيح البخاري ومسلم ونحوهما من كتب السنة الصحيحة المسندة، والسُّنة وحي من عند الله تعالى كما قال: «إن هو إلا وحي يوحى»، وقال صلى الله عليه وسلم: «ألا إني أوتيتُ القرآن ومثله معه». ومما يجب أن يُعلم أنه ظهرت فئات من الناس -ممن أقحموا أنفسهم في تأويل النصوص الشرعية وتفسيرها وتصدروا للفتيا من دون علم- يشككون في هذين الكتابين العظيمين (البخاري ومسلم) لتحقيق مآرب دنيوية ومقاصد فكرية منهجية تسعى لهدم معالم الإسلام وقيمه «ويأبى الله إلا أن يتم نوره»؛ لأن التشكيك في صحيحي البخاري ومسلم هو تشكيك بالقرآن الذي أمرنا أن نعود للسُّنة النبوية وأن نمتثل تعاليمها وأن نتحاكم إليها، وأخبر أن من خالف السُّنة فقد وقع في خطر الفتنة والعذاب الأليم، قال تعالى: «فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم»، فمن يشكك في حديث النبي صلى الله عليه وسلم فهو شاك في كتاب ربه -وإن زعم الأخذ به- وشاك في صحة صلاته وصيامه وزكاته وكثير من مسائل عقيدته وعباداته ومعاملاته التي لم تبين وتفصل إلا في سُنة النبي صلى الله عليه وسلم. وإنني أوصِي ذلك المغرور المفتون الذي يشكك في الصحيحين ويخالف إجماع الأمة بأن يعود إلى رشده ويتوب إلى ربه من جرأته على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، قبل أن يحل عليه عقاب الله وسخطه.

مشاركة :