هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم أخرى على سلع صينية بقيمة 300 مليار دولار «على الأقل»، لكنه قال إنه يعتقد أن الصين والمكسيك تريدان إبرام اتفاق في نزاعهما التجاري مع الولايات المتحدة. وأبلغ ترامب الصحفيين أمس: «في محادثاتنا مع الصين، يحدث الكثير من الأمور المثيرة للاهتمام. سنرى ما سيحدث... قد أزيد 300 مليار دولار أخرى على الأقل، وسأفعل ذلك في الوقت المناسب»، دون أن يوضح السلع التي قد تتأثر بذلك. وأضاف ترامب، قبل أن يصعد طائرة الرئاسة الأميركية (اير فورس وان) في مطار شانون الأيرلندي متجها إلى فرنسا لإحياء ذكرى يوم الإنزال: «لكنني أعتقد أن الصين تريد إبرام اتفاق وأظن أن المكسيك ترغب في إبرام اتفاق بشدة». وانكمش العجز التجاري الأميركي على غير المتوقع في أبريل، مع انخفاض واردات السلع لأدنى مستوى في 15 شهراً مما طغى على أثر تراجع الصادرات بقيادة الطائرات. وقالت وزارة التجارة الأميركية، إن العجز التجاري انخفض 2.1% إلى 50.8 مليار دولار. وجرى تعديل بيانات مارس بالزيادة لتظهر ارتفاع العجز التجاري إلى 51.9 مليار دولار بدلاً من 50 مليار دولار في التقديرات السابقة. وعدلت الحكومة بيانات التجارة اعتباراً من 2014. كان اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم توقعوا اتساع العجز التجاري إلى 50.7 مليار دولار في أبريل. وزاد العجز في تجارة السلع مع الصين، وهو محور اهتمام الرئيس ترامب الذي يرفع شعار «أميركا أولا»، 29.7% إلى 26.9 مليار دولار. وفي أبريل، انخفضت الواردات السلعية 2.5 % إلى 208.7 مليار دولار وهو أدنى مستوى منذ يناير 2018. وتراجعت الواردات بصفة عامة في أبريل. وهبطت واردات السلع الاستهلاكية 1.1 مليار دولار، كما سجلت واردات السيارات والسلع الرأسمالية انخفاضاً. ويشير ضعف الواردات إلى ضعف الطلب المحلي. وانخفضت الصادرات السلعية 3.1% إلى 136.9 مليار دولار. وانخفاض الصادرات بالنسبة المئوية هو الأكبر منذ يناير 2015. وهوت صادرات الطائرات المدنية 2.3 مليار دولار. وعلقت بوينج في مارس تسليمات طائراتها 737 ماكس بعد وقف تحليق الطائرة لأجل غير مسمي عقب وقوع حادثين داميين في خمسة أشهر. وجرى خفض معدل إنتاج الطائرة التي تعاني من مشكلات. وانخفض عجز تجارة السلع المعدل في ضوء التضخم إلى 81.9 مليار دولار في أبريل من 83 مليار دولار في الشهر السابق. إلى ذلك، اقترب الين الياباني من أعلى مستوياته في خمسة أشهر أمس، بعدما تضررت الشهية للمخاطرة جراء عدم إحراز تقدم في محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والمكسيك مما دفع المستثمرين للإقبال على عملات الملاذ الآمن. وركز المستثمرون على اليورو، الذي صعد في الآونة الأخيرة بدعم من ضعف الدولار الناجم عن زيادة المراهنات على خفض أسعار الفائدة الأميركية. وتجتاح مخاوف الركود أنحاء العالم، وخفضت بنوك مركزية أسعار الفائدة في الآونة الأخيرة، فيما قد يكون مؤشراً على بداية دورة عالمية من التيسير النقدي. وكان الين الياباني أكبر المستفيدين من التحول صوب الأصول التي يعتبرها المستثمرون أكثر أمانا. وارتفعت العملة اليابانية 0.3% إلى 108.07 ين للدولار، مقتربة من أعلى مستوياتها منذ العاشر من يناير، بعد عدم ظهور بوادر تذكر على إحراز تقدم خلال مفاوضات أجريت في واشنطن أمس الأول بهدف تجنب فرض رسوم أميركية على السلع المكسيكية. وفي الأسبوع الماضي، طلب ترامب من المكسيك على نحو مفاجئ باتخاذ موقف أكثر صرامة بخصوص الحد من الهجرة غير الشرعية وإلا ستواجه رسوماً بنسبة خمسة بالمئة على جميع صادراتها إلى الولايات المتحدة. وتضرر البيزو المكسيكي، الذي عانى بالفعل من المخاوف التجارية، بعدما خفضت وكالة فيتش تصنيف الديون السيادية للبلاد أمس الأول درجة واحدة من BBB+ إلى BBB، بما يزيد درجتين فقط على التصنيف العالي المخاطر. إلى ذلك، قالت وكالة موديز للتصنيفات الائتمانية، إن النمو العالمي يواجه مخاطر من تنامي عدم التيقن في السياسة التجارية الأميركية، مضيفة أن التصعيد الأخير في التوترات الأميركية الصينية يلقي بظلاله على أفق الاقتصاد العالمي. وأضافت أن التهديد الأميركي الجديد بفرض رسوم على جميع الواردات القادمة من المكسيك هو تذكير بضبابية السياسة التجارية للولايات المتحدة. وتوقعت نمواً ضعيفاً في بريطانيا هذا العام وفي 2020 نتيجة لعدم التيقن بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي وتباطؤ الطلب الخارجي.
مشاركة :