الحريري قرر كسر الصمت حيال حملة "التيار الحر" من دون الدخول في "مشكلة مفتوحة"

  • 6/7/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

قال مصدر قيادي في "تيار المستقبل" إن رئيس الحكومة سعد الحريري قرر كسر الصمت الذي كان يقابل به الحملات التي يتعرض لها وفريقه من قبل "التيار الوطني الحر" وأطراف آخرين، من باب تجنيب البلاد السجالات السياسية في وقت ينتظر اللبنانيون من قياداتهم العمل على إخراجهم من دوامة الأزمة الاقتصادية والمالية التي تمر فيها البلاد، والتي وعدت الحكومة بالتصدي لها. وذكر المصدر ل"الحياة" أن المواقف الأخيرة لرئيس "التيار الحر" جبران باسيل ولوزير الدفاع الياس بوصعب ولبعض القياديين في "التيار" تخطت الحدود، بحيث لم يعد باستطاعة الحريري الاكتفاء بمعالجة المواقف المتشنجة بالحوار، خصوصا أن هناك من يبني حساباته الخاطئة على أن الحريري ضعيف ومجرد من الدعم السياسي، وأن هدفه فقط البقاء في رئاسة الحكومة وبالتالي مستعد لتقديم التنازل تلو الآخر. ويعتبر المصدر إياه أنه على رغم أن الحريري لم يدخل شخصيا ومباشرة في السجال الذي دار خلال الأسبوعين الماضيين مع "التيار الحر" ومع ما قاله الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله عن موقف الحكومة في القمة العربية، فإن الردود على الوزيرين باسيل وبوصعب لم تكن بعيدة عنه، من جهة، وهو اتبع أسلوبا يتوخى عدم الذهاب بالسجل إلى درجة كسر التسوية التي بينه وبين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من جهة أخرى. ويلخص المصدر الموقف بالقول ل"الحياة": الحريري كسر الصمت لكنه لا يريد مشكلة مفتوحة وهو بالتالي لن يكتفي بتمرير ما يتعرض له من ضغوط من شركائه في الحكم تفاديا لإغراق البلد في سجالات سياسية لا طائل منها سوى توتير الأجواء، وسيقول لهم إن هناك أمورا يستحيل عليه القبول بها من الآن فصاعدا. ويشير المصدر في "المستقبل" إلى أن مواقفه عكستها ردود فعل مختلفة على الحملة ضد فريقه وصلاحياته، فضلا عن أن التوازن في التعاطي مع التأزم الذي يحصل عبرت عنه مقدمة النشرة الإخبارية لتلفزيون "المستقبل" في الأيام الماضية، والتي تناولت موقف الوزير بوصعب، وجاء فيها يوم الثلثاء تعقيبا على ما أحاط عملية طرابلس الإرهابية: "انبرت اصوات من لون برتقالي ، توجه الاتهامات يميناً ويساراً وتسحب من أدراج الشر كلاماً طواه الزمن عن بيئات حاضنة للارهاب ، وعن الضغوط السياسية التي مورست لاطلاق الموقوفين الاسلاميين". واعتبر "المستقبل" أن الوزير الياس ابو صعب ، إنضم على طريقته لهذه الجوقة... وقرر ان يتحدث عن قوى الامن الداخلي باعتبارها محمية حريرية ، وقد فاته ان الرئيس الحريري رئيس للوزراء مسؤول عن كافة القوى العسكرية والامنية ، وان محمية الوطن عنده تتقدم على كل المحميات الطائفية والحزبية". وختمت مقدمة "المستقبل": لبنان القوي لا يعني لبنان الرؤوس الحامية . قليلاً من التواضع والحكمة والتروي. نحن جميعاً في حمى جيش واحد وقوى امنية واحده ... نحن في حمى الدولة ، ونقطة على السطر (بلا مزايدة)". وجاء في مقدمة "المستقبل" أمس: لا الرئيس سعد الحريري ولا تيار المستقبل من خلفه، هواة سجال ومناكفات ومزايدات كلامية. ولطالما كان الرئيس الحريري في مقدمة الداعين لمعالجة الخلافات السياسية بالحوار والتواصل وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية والخاصة، ولطالما لجأ الى الصمت للتعبير عن تذمره تجاه هذا الاداء السياسي او ذاك، وهو من القائلين ان القاعدة الاساس للاستقرار السياسي، لا بد ان ترتكز على التفاهم المستمر بين رؤوس السلطة التنفيذية والتشريعية، وخلاف ذلك يعني جر البلاد الى المجهول من جديد، وهذا ما يجعل من السلطة ساحة للتحارب على المكاسب والصلاحيات". أضافت: "المواقف التي استجدت في الايام الأخيرة، ولغة التحدي التي استسهل البعض استخدامها، اشتغلت دون ان تدري على خط تعكير العلاقة بين السلطات، لكنها ادت في المقابل الى كسر معادلة الصمت، لا من باب ردة الفعل على الخلل المتمادي في مقاربة بعض الامور فحسب، انما من باب التأكيد على وجوب اعادة الامور الى نصابها، وحماية الاستقرار السياسي واجواء المصالحة الوطنية". ولفت قول تلفزيون "المستقبل" إنه "لم يكن هناك من مصلحة في العودة الى الخطاب السياسي الذي سبق التسوية الرئاسية وشكل عاملا من عوامل الاحتقان الطائفي"، وهو تكرار لقول عدد من قياديي التيار الأزرق، حسب قول بعضهم ل"الحياة"، إن قرار رئيسه انتخاب العماد عون ومجيء الأخير إلى الرئاسة "يتم التعاطي معه كأن عون لم يأت رئيسا للجمهورية بعد وأن البلاد ما زالت في مرحلة ما قبل إنهاء الفراغ الرئاسي". واعتبر تلفزيون "المستقبل" أن "الجريمة الارهابية التي استهدفت الجيش والقوى الامنية في طرابلس، اصابت كل اللبنانيين بدون استثناء، والذين تداعوا لفتح الدفاتر القديمة والايحاء بوجود تحقيقات امنية غير صحيحة، يريدون استهداف شعبة المعلومات وتحقيقاتها بالدرجة الاولى، بمثل ما يريدون اقامة شرخ بين الاجهزة الامنية". واعتبر تلفزيون "المستقبل" أن "الهدف كان واضحا من التدخلات التي رافقت حكم المحكمة العسكرية بقضية الحاج - غبش، الى الذئاب الاعلامية والسياسية التي رأت ان هناك فرصة سانحة للنهش بهيبة قوى الامن الداخلي وشعبة المعلومات، واطلاق الدعوات للتحقيق في سلامة التحقيقات التي جرت مع الارهابي عبد الرحمن مبسوط".

مشاركة :