أطلقت جمعية كاليفورنية تعنى بمساعدة المصابين من قدامى الجيش الأميركي حملة تتمحور على ركوب الأمواج لمساعدتهم على تجاوز آثار الإصابة والصدمة مع لوح والكثير من التعاضد. ويوضح جوردان سيسكو لوكالة فرانس برس على شاطئ هانتينغتون بيتش الذي يعتبر ملتقى لعشاق ركوب الأمواج "نحن بحاجة لذلك. فلهذا النشاط أثر علاجي كبير. فأنا مثلا أسير ذهني على الدوام لكن المجيء إلى هنا أمر رائع إذ نركز على شيء واحد: الاستمتاع". وانخرط السرجنت سيسكو في صفوف الجيش العام 2008 وانفجر به لغم في أفغانستان العام 2014. وقد بترت رجلاه عند مستوى الركبة إلا أن بسمة عريضة ترتسم على محيا الرجل الشاب بعدما ركب الأمواج على عشرات الأمتار من دون أي مساعدة. وقد لبى نحو 25 من قدامى الجيش الأميركي مثله يعانون من إعاقات حرب أو أعراض ما بعد الصدمة نداء جمعية "أمايزينغ سورف ادفنتشرز" التي ينظم المتطوعون فيها طوال الأسبوع الحالي هذا التدريب المجاني بالكامل. و"عملية ركوب الأمواج" هي بالنسبة للبعض أول خروج لهم منذ دخولهم المستشفى وتشكل خطوة عملاقة نحو التعافي. ويوضح داني نيكولز راكب الأمواج المحترف السابق والمدرب في الجمعية "الكثير من العسكريين يدربون على عدم الاستسلام. لكن أول شيء يقال لهم هنا: استرخوا واستسلموا لعناصر الطبيعة ثقوا بمدربكم ونحن هنا لمساعدتكم". وبدأ اليوم الأول مع تدريب على الشاطئ وجلسات تمارين الإطالة وتلقين المشاركين قواعد السلامة وكيفية الوقوف لمواجهة الموج وتوجيه اللوح. ثم نزل الجميع إلى الماء وقد حمل بعضهم مبتوري الأعضاء على ظهورهم أو على كراسي نقالة مجهزة بدواليب كبيرة. وكل فرد أكان فقد رجلا أو رجلين أو لم يفقد أيا من أعضائه، يرافقه مدرب شخصي ومتطوع آخر يسهر على سلامته. وتستخدم الدراجات المائية التابعة للمنقذين البحريين المحليين لجر المتدربين إلى ما وراء الأمواج العالية إلا أن جميهم يركبون الموج بعد ذلك بمفردهم. ويوضح داني نيكولز "الأمر الرائع هو أن بإمكاننا أن نركب الموج وقوفا أو جلوسا وحتى ونحن ممدون فما من طريقة صحيحة أو غير صحيحة لممارسة هذا النشاط. تواجه الموجة والذي يكسب هو الشخص الذي يستمتع أكثر من غيره بوقته". يحتاج إريك إيليس وهو شاب طويل القامة متين البنية فقد رجله إثر إصابة، إلى أن ينسى عكازيه. ويقول وهو يقفز على رجل واحدة باتجاه المحيط وهو سعيد "أنا هنا لأهرب من حياتي هذا فعلا ما أشعر به. أفرغ ذهني لأرتاح. وهذا النشاط يفعل ذلك". وقد تمكن نحو 500 عسكري من قدامى وحاليين من استعادة بعض السلام والهدوء بفضل هذه التدريبات على ركوب الأمواج منذ إطلاقها العام 2009. وقد اعتمدت البحرية الأميركية كذلك برامج تتضمن "علاجا بركوب الأمواج" يستفيد منها بعض الجنود الجرحى أو الذين يعانون من أعراض ما بعد الصدمة والاكتئاب، وهم يمارسون هذه الرياضة ثلاث إلى أربع ساعات يوميا على مدى ستة أسابيع. وقد أطلقت أيضا دراسة كلفتها مليون دولار لتقييم منافع هذا النشاط. وتفيد الطبيبة كريستن والتر عالمة النفس في مركز الأبحاث حول الصحة في البحرية في سان دييغو في جنوب كاليفورنيا أن دراسة سابقة أشارت إلى أن "العلاج بركوب الأمواج له منافع فورية على الصحة العقلية" وقد يكون "مكملا للعلاجات الكلاسيكية".
مشاركة :