تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي في خطبة الجمعة اليوم عن عبادة الطاعة وسعادة الناس وفوزهم وفلاحهم في حياتهم التي لا تكون الإ بطاعة الله عز وجل. وقال: فلاح الإنسان وسعادته وفوزه في حياته وبعد مماته لا تكون إلا بالطاعة لرب العالمين فالطاعة لا تتحق إلا بامتثال أوامر الله تعالى مع ترك ما نهى الله عنه، والذين يقومون بأوامر الله سبحانه ويهجرون النواهي فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. وأضاف أن من عمل بالطاعة المأمور بها وركب المعصية فقد أطاع الله في حال وعصى الله في حال، والمعصية التي عصى بها الله عز وجل تضر الطاعة فتنقص ثوابها وقد تبطل ثواب الحسنة إذا كانت من المبطلات، فلا بد لمن أراد أن يكون طائعاً لله تعالى طاعة تامة أن يجمع بين فعل الطاعات واجتناب المحرمات، مستشهدا فضيلته بقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ}. وأردف أمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ، أن الله عز وجل قد منّ علينا بالمعونة والتوفيق للطاعات والقروبات في شهر الخيرات والبركات، وحفظنا فيه من الموبقات وكف عنا الشيطان الداعي إلى المحرمات والغوايات، وقد صفت لنا في رمضان الأوقات وطابت لنا فيه الساعات، وتلذذنا بتلاوة وسماع الآيات، وأن عدو الله الشيطان المذموم المدحور يريد أن يأخذ منا بثأره بعد فكاك أسره، فيجعل الأعمال هباء منثوراً، ويريد أن يجعل التقوى فجوراً والخيرات شروراً، ويغوي من استطاع ليكونوا معه في جهنم وساءت مصيراً، مستشهدا بقول الله تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}. وأوضح أن اتخاذ الشيطان عدواً يكون بالثبات على الطاعات وهجر المحرمات، فطوبى ثم طوبى لمن أتبع الحسنات الحسنات وسلاماً لمن أتبع السيئات الحسنات، قال تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ}، والمؤمن يحسن العمل ويسأل الله دائماً حسن الخاتمة فما دحر الشيطان إلا بسؤال حسن الخاتمة. وبيّن "الحذيفي" أن من أتبع السيئات السيئات وأعرض عن الهدى ولم يتذكر حتى ينزل به الموت له ويل شديد، وأن الله تعالى حذر بوعيد شديد وتخويف لمن أتبع الحسنات بالسيئات قال تعالى: {أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ . ثُمَّ جَاءَهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ . مَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يُمَتَّعُونَ}. وخلص إلى أن السعيد من اعتبر وعمل بالطاعة وأتبع الحسنات الحسنات وأعرض عن السيئات وجعل تجارته الطاعة وفوزه الطاعة وسعادته هي الطاعة.. فطاعة الله نافعة شافعة قال تعالى: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}.
مشاركة :