قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الأمر الإلهي بالتوبة ورد في مواضع كثيرة بآيات القرآن الكريم.وأوضح «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في إجابته عن سؤال: «ما أهمية التوبة ؟ »، أن ربنا سبحانه وتعالى أمر بها : «وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ»، إذًا أهمية التوبة أن نكون من المفلحين لأنه يقول لي «لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ»، وقال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ» أولا، وقال تعالى: «وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ» ثانيا، وثالثا قوله تعالى: « يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ».وتابع: ورابعًا الغفران، فقال تعالى: «وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»، إذًا هذه فوائد التوبة ، كما قال عز وجل: «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ» إذًا التوبة تؤدي إلى أن الله يحبني وهذا ما نريده أن يحبنا الله تعالى .وأضاف أن سيدنا النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «التائب من الذنب كمن لا ذنب له» نظرية الصفحة البيضاء عندنا يعني صفحتي بيضاء من الذنوب عندي طهر عندي عفاف، ولذلك ورد في حديث صحيح عن سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «إن الكتبة يتأخرون ست ساعات فإذا رأوا العبد قد تاب لا يكتبون» فإذا وقعت في الذنب تب فورا "الحسنات يُذهبن السيئات" قم توضأ ، استغفر ربنا، تصدق، فإن «الصدقة تطفئ الخطيئة كما يُطفئ الماء النار» وهكذا. واستطرد: ولذلك سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان كثير الاستغفار تعبدًا لله قال: «إنه ليُغان على قلبي حتى أستغفر الله في اليوم والليلة سبعين مرة». سيدنا أبو الحسن الشاذلي أُشكل عليه هذا الحديث قال : كيف يُغان على قلبه ؟ الغين والغيم -بمعنى واحد- سحابة ، كيف يغان على قلب سيد المرسلين -صلى الله عليه وسلم- ؟«إنه ليُغان على قلبي حتى أستغفر الله في اليوم والليلة سبعين مرة» قال: فشاهدت في المنام سيدنا -صلى الله عليه وسلم- -جاء يعلمه- وقال له : يا عليّ غين أنوار لا غين أغيار. وأشار إلى أن هذا يعني سحاب من النور يُغلق بابًا بين القلب وبين الخلق ؛ لا بين القلب وبين الخالق سبحانه، فالباب الذي كان يُغلق وهو باب الخلق لا باب الحق يستوجب الاستغفار، ما معنى هذا الكلام ؟ القلب له بابين : باب بينه وبين ربنا، وباب ثاني مفتوح على الناس؛ فهو مكلف من عند الله بالتبليغ، فيجب أن يكون باب الخلق مفتوح، ولكن أحيانا يمل من الخلق فيقفل الباب فيستغفر ربنا سبعين مرة لأن الباب اغلق غصب عنه من غين الأنوار وليس من غين الأغيار وهي الغفلة -حاشاه-، سيدنا -صلى الله عليه وسلم- لم يكن غافل، سيدنا -صلى الله عليه وسلم- وهو يصلي مرة سها لكي يعلم الأمة ماذا نفعل عندما نسهو في الصلاة ، فسيدنا النبي -صلى الله عليه وسلم- غاب سره عن كل شيء، اشتغل بالله فنسي حتى الصلاة.
مشاركة :