تيريزا ماي تستقيل من رئاسة حزب المحافظين وتترك بريكست لخلفها

  • 6/8/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لندن – الوكالات: استقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمس رسميا من رئاسة الحزب المحافظ معلنةً بذلك بدء السباق لخلافتها الذي سيُحدّد من سينجح في المهمة الشاقة التي فشلت فيها وهي تنفيذ بريكست. وما يزيد مرارة هذا الرحيل تصاعد نفوذ حزب بريكست بزعامة نايجل فاراج. وتصدّر الحزب المشكك في جدوى الاتحاد الأوروبي، الذي تم تأسيسه قبل بضعة أشهر، نتائج الانتخابات الأوروبية في أواخر مايو بحصوله على 31.6% من الأصوات، إلا أنه فشل في الدخول إلى البرلمان البريطاني في الانتخابات التشريعية الفرعية التي أجريت يوم الخميس في بيتربورو شرق بريطانيا، مقابل حزب العمال الذي تمكن من الحفاظ على مقعده رغم إطار محلي غير مواتٍ للغاية. وجاء مرشح حزب بريكست مايك غرين مع قرابة 29% من الأصوات خلف مرشحة العمال ليزا فوربس (31%)، متقدما بفارق كبير على حزب المحافظين الذي حلّ في المرتبة الثالثة (21%). ورأى خبير استطلاعات الرأي جون كورتيس أن هذه النتيجة تُظهر أن المملكة المتحدة باتت «كوكبا سياسيا آخر». وقال لقناة «بي بي سي» إن حزب بريكست هو «قوة تشويش كبيرة». ومن أجل جذب الأصوات التي تنقصه أوضح نايجل فاراج أمس الجمعة في حديث لإذاعة «بي بي سي 4» أنه يعوّل على ظهور «صوت تكتيكي» من جانب الناخبين المحافظين الذين سينضمون إلى حزبه لتجنّب «أن ينتهي بهم الأمر مع كوربن (زعيم حزب العمال) في الحكومة». وبعد تقديم استقالتها من منصب رئاسة الحزب المحافظ، الذي لم ينظم أي مراسم لذلك أمس، ستبقى تيريزا ماي في مهامها إلى أن يعين الحزب خلفا لها بحلول أواخر يوليو. وفي المملكة المتحدة يتولى منصب رئاسة الوزراء رئيس الحزب الذي يملك أكثرية في البرلمان. وأوضح المتحدث باسم ماي يوم الخميس أنه خلال الأسابيع القادمة ستواصل ماي «العمل من أجل شعب هذا البلد. أما فيما يخصّ بريكست فقد أشارت ماي إلى أنه لن يترتب عليها هي الدفع بهذه الآلية إلى الأمام، لكن سيكون على خلفها القيام بذلك». وسيترتب على رئيس الحكومة البريطانية المقبل إعادة بريكست إلى مساره، سواء عبر إعادة التفاوض بشأن اتفاق جديد مع بروكسل أو عبر اختيار الخروج من دون اتفاق، وهما سيناريوهان مطروحان في خضمّ السباق لخلافتها. ومن بين المرشحين الـ11 لخلافة ماي يبدو الأوفر حظا النائب المحافظ بوريس جونسون الذي شغل منصب رئيس بلدية لندن ووزير الخارجية في السباق، وهو قائد معسكر مؤيدي بريكست. ويحظى جونسون البالغ 54 عاما بتقدير كبير من جانب الناشطين في قاعدة حزب المحافظين، وهو سياسي محنّك وجذاب يثير في المقابل ردود فعل أكثر تباينا من جهة النواب المحافظين الذين يُفترض أن يختاروا مرشحين اثنين ليقرر الناشطون بعدها من سيتولى منصب رئاسة الحزب. وتوجه مساء الثلاثاء الماضي إلى نواب في الحزب محذّرا من أن المحافظين مهددون بـ«الزوال» في حال لم يتم تنفيذ بريكست في 31 أكتوبر. وقد أسقطت محكمة عليا في بريطانيا أمس دعوى رُفعت على جونسون بتهمة سوء السلوك وتعمده الكذب أثناء حملة استفتاء بريكست في عام 2016.

مشاركة :