الطفولة في العراق.. أحلام تباع على أرصفة الشوارع

  • 6/8/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

مروة حسن الجبوري يجلسون على الأرصفة ويجتاحون الطرقات والازقة، يبيعون أشياء لا قيمة لها، يقضون طفولتهم في الشوارع، وأيديهم ممدودة بأسلوب التوسل وطلب الشراء لعلك تساعدهم بشراء ما يبيعون... تراهم كل يوم في طريقك ... يتسابقون فيما بينهم، منهم من يعمل لأجل توفير لقمة عيش لعائلته، ويشكر الله على نعمته، ومنهم من يعمل تحت سلطة أقوى منه فيجمع لهم المال خوفاً من عقاب ينتظره. الهدف الذي جمعهم هو مساعدة الأكبر منهم، الأب العليل، او لضيق الحال وصعوبة المعيشة، هذا هو حال العديد من الباعة الأطفال الذين نراهم قرب الارصفة وفي تقاطعات الطرق، او في الاسواق، وقد نشتري منهم لمساعدتهم ولمنعهم من الاحراج.. من يسمع كلام هؤلاء الاطفال؟؟ من الذي دفعهم للشارع في برودة الشتاء وحرارة الشمس صيفاً؟؟ من يتابع سلوكهم وتصرفاتهم في الشارع؟ هل دخلوا المدرسة يوماً وهذا اقل حقوقهم؟؟.. أجريت تحقيق صحفيا عن هذه الظاهرة، وقد تعرفنا على بعض الباعة..على احد الارصفة وجدنا طفلة سمراء ذات شعر أسود، في جو حار ومشمس، تبيع العلكة، طلبا لعطف المارة، تحدثنا وهي تخفي دموعها خوفا من سقوطها على لعبة العلكة، اسمي حنان أبلغ من العمر 9 سنوات، والدي مريض، ونحن 4 افراد في العائلة، كلنا إناث وأمي منفصلة عن أبي منذ سنوات، انا وأختي نعمل انا ابيع العلكة، وأختي تبيع المناديل الورقية على الشارع العام، اختي أصغر مني، كل يوم نأتي هنا حتى في الشتاء.. كل ما نجمعه من الأموال ندفعه لأبي، نعيش في منزل مؤلف من غرفة وحمام ومطبخ. أطفال فقدوا الحاضر والمستقبلوقف بجانبي طفل يحمل بيده أكياس نايلون اسمه (علي) ملحا عليَّ بالشراء منه.. قلت شكرا لا أحتاجها، مسك بيدي وقال يجب أن تشتري مني أنا لم أبع شيئا اليوم، لا أنام في البيت وأخي يضربني اذا رجعت ولم أجمع له 25 الف واسلمها إليه، فهو أكبر مني. لم تنتهي جولتنا بعد.. مازلنا نلتقي مع الأطفال.. هاهو طفل آخر ...اسمه (حسن)، يعمل تسع ساعات على الطرقات، حاملاُ بيده الحرمل.. يمدها باتجاهك ويقول لك "قل أعوذ برب الفلق)... من عين الجن والإنس... يحفظ بعض التعويذات ويقرأها على مسامع المارة ويجول بها على المحلات... حسن ليس كمثل بقية الاطفال فهو يعيل أمه المبتورة الساق وأخواته.. الكل يعرفه بحسن خلقه وطيبة قلبه. ريم هي الأخرى تقف في الشارع العام وتبيع المناديل الورقية، إنها أحلام تباع على أرصفة طرقات المدينة، سعياً من هؤلاء الأطفال لتأمين لقمة العيش، انهم يتركون دراستهم والعابهم، ويأخذون أدوارا أكبر منهم، يا ترى من يساعد هؤلاء الاطفال؟؟. أي مستقبل سيُكتَب لأطفال يقضون عمرهم في الشوارع؟؟.استمرار هذه الظاهرة بدون مراقبة من قبل ذوي الخبرة في الطرق، قد تجعل الأطفال عرضة للإجرام والتحرش نتيجة لمكوثهم في الشوارع ومخالطتهم لكل الفئات العمرية، فمنهم يعمل أي شيء من أجل المال. يقول الدكتور ناصر الزيدي حول هذه الظاهرة: (ان غالبية الباعة هم من الأطفال الذين يفقدون احد الابوين ويعيشون الفقر المدقع، وغالبا تكون نسبة الذكور أكبر من الإناث في البيع، والسبب الرئيسي ان آباءهم لا يعملون، على الحكومة أن تقدم لهم الحماية او الرقابة، وعلى مؤسسات المجتمع المدني أن ترعاهم، وتساعدهم .. وتسعى للحفاظ على حقوقهم الطفولية المسلوبة). أسباب وراء قتل الطفولةوأضاف الدكتور الزيدي في السياق ذاته: )هنالك عوامل كثيرة تدفعهم إلى هذه الطريقة الخاطئة من البيع منها: - العوامل الاقتصادية.. وهي تتمثل بالأطفال النازحين. - الضياع الأسري. - التشجيع من قبل الاهل (كالعادات التي كانت من قبل تشغيل أطفالهم). - الهروب من الدراسة. تساءل (موقع الحدث الاخباري ) عن مستقبل أطفال الشوارع؟. فأجابت (الناشطة هاجر الجبوري) وهي من مؤسسة الطفولة البيضاء (نعم انهم معرضون لكل أنواع الانحراف - مثل الادمان على السجائر والكحول والمخدرات، فضلا عن الاخلاق السيئة، إذ يبيتون في الشوارع، كما أنهم معرضون للتحرش، واستغلال أجسادهم، والجانب الأكثر خطورة هو استغلالهم لأعمال العنف والإجرام، ومن المؤسف انه لا توجد لدينا رعاية لمستقبل الطفولة، فلابد من اجراء دراسات وملاحقة الأطفال الباعة ومنعهم من البيع، والتحقيق مع أولياء أمورهم، والتنسيق والعمل معا لضمان سلامتهم وسلامة المجتمع).هناك قصص مدوّية كشفتها الحقائق التي لم يعد بالامكان إخفائها، حيث يلوح الجوع خلف وجوههم، والعطش، وفقدان الأمان.. لا ينتهي الوجع هنا.. فهناك عشرات بل مئات الاطفال يعيشون هذه المعاناة؟.هل قدمنا لهم المساعدة أو وجدنا لهم حلاً مناسبا؟، النداء موجّه لكل انسان غيور يحب الخير ويعمل به، قادر على مساعدة الغير، (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره)، إعمل خيرا تجد نتائجه أمامك، كذلك مطلوب من الجهات الحكومية بذلك ما يكفي من الجهود لمعالجة اوضاع هؤلاء الأطفال، بالاضافة الى المؤسسات الخيرية والأهلية المعنية بالطفولة .

مشاركة :