أوضح إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم أن حركة الليل والنهار تؤكِّد تقارب الزمان وتسارعه حيث تمر الأوقات فيه مر السحاب حتى أن أحدنا يرى من سرعة انقضائها أن الشهر كالأسبوع والأسبوع كاليوم والسنة كالشهر، وإن مما نعلمه من ديننا أن ذلكم التسارع إنما هو من أشراط الساعة كما صحَّ بذلكم الخبر عن الصادق المصدوق -صلوات الله وسلامه عليه-. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بالمسجد الحرام: إن هذا كله يُعدُّ فرصةً عظمى لإيقاظ ذوي الفطن وأصحاب الحجى؛ لفعل الخير، والتوبة النصوح، وإسداء المعروف، وترك ما يشين وأبان فضيلته أن المرء الموفق هو من لا ينفك عن طاعة الله في جميع أوقاته، يعبد الله قائمًا وماشيًا وقاعدًا وعلى جنبه، يعرف خالقه في كل حين في رمضان وشوال وغيرهما من شهور السنة التي هي أزمنة العام وأوقاته والتي سيسأل عنها المرء جميعًا دون تفريق بينها، فما شهور السنة كلها إلا وقت من عمر الإنسان يمضي وهو مسؤول عن عمره هذا دون شك. وأضاف: المرء الموفق هو من لا يحصر العبادة في شهر دون غيره، لعلمه بأن رب رمضان هو رب شوال وبقية الشهور، وهذا المرء الموفق يدرك في الوقت نفسه أن مواسم العبادة تتفاضل وتتواصل لكنها لا تتفاصل، وأنه من الجهل المطبق ظن الأغرار من الناس أن شهر رمضان شهر استثنائي فاصل بين المعصية قبل رمضان والمعصية بعده وهذا -لعمري- جهل وزيغ وقلة بصيرة. وأوضح إمام وخطيب المسجد الحرام، أن المرء الموفق أيضًا يعلم أن فرحه بالعيد المشروع عبادة كما أن صومه المشروع عبادة، وإذا كان شهر رمضان قد اختص باجتماع جملة من العبادات في شهر واحد ليجمع فيه المرء بين التخلية والتحلية فإن تلك الطاعات المجتمعة سيجدها متفرقة أمامه في بقية الشهور، فما الذي يحجزه عن الصوم في شوال الاثنين والخميس، وأيام البيض الثلاثة، وما الذي يحجزه عن الصدقة والذكر وقراءة القرآن، وقولوا مثل ذلكم في بقية شهور السنة. وفي المدينة المنورة تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي في خطبة الجمعة عن عبادة الطاعة وأن سعادة الناس وفوزهم وفلاحهم في حياتهم لا تكون الإ بطاعة الله عزوجل، وقال: إن فلاح الإنسان وسعادته وفوزه في حياته وبعد مماته لا تكون إلا بالطاعة لرب العالمين فالطاعة لا تتحق إلا بإمتثال أوامر الله تعالى مع ترك ما نهى عنه والذين يقومون بأوامر الله سبحانه ويهجرون النواهي فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. وأضاف أمام وخطيب المسجد النبوي: إن الله عزوجل قد منَّ علينا بالمعونة والتوفيق للطاعات والقربات في شهر الخيرات والبركات وحفظنا فيه من الموبقات وكف عنا الشيطان الداعي إلى المحرمات والغوايات.
مشاركة :