السودان: المحتجون يرفضون الحوار ويطالبون بحكومة مدنية

  • 6/8/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بات السودان مهددا بالانزلاق في منعرج العنف والفوضى بعد الأحداث الدامية التي عاشها السودانيون في الأيام الأخيرة في الخرطوم من قبل المتطرفين والتحريضيين الذين لا يريدون استقرار الوضع في البلاد. ونفى المجلس العسكري ضلوع القوة في أي أفعال غير قانونية، وقال إنها تواجه حملة إعلامية سلبية من "جهات مغرضة". وأضاف أن المداهمة استهدفت "متفلتين" فروا من موقع الاعتصام وأحدثوا فوضى. ووعد المجلس بفتح تحقيق في الواقعة. وأفاد الفريق شمس الدين كباشي المتحدث باسم المجلس العسكري الانتقالي أن المجلس ما زال ملتزما بالمحادثات مع المحتجين ومستعد لعقد اجتماع قريبا. وقال الفريق شمس الدين كباشي إن القوات السودانية لم تفض الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالقوة. وأفاد المتحدث باسم المجلس العسكري أن المعتصمين يستطيعون العودة الى مكان الاعتصام. وذكرت وكالة السودان للأنباء أن لجنة التحقيق التي شكلها النائب العام للنظر في الأحداث التي وقعت بساحة الاعتصام بدأت أعمالها واستجوبت عددا من الشهود وتواصل تحقيقاتها "ليلا ونهارا للانتهاء من مهمتها في زمن وجيز وبأعجل ما تيسر". وفي حصيلة رسميّة، أكّدت وزارة الصحة السودانية في تصريحات صحفية أنّ "عدد القتلى" منذ الاثنين ارتفع إلى 61، وكانت أوردت في وقت سابق عبر وكالة الأنباء الرسمية أنّ حصيلة عمليّة فضّ الاعتصام أمام القيادة العامة للقوات المسلحة بالخرطوم لم تتجاوز 46 قتيلاً، نافية بذلك حصيلة القتلى التي نشرتها حركة الاحتجاج وبلغت 108. وأعلنت لجنة أطبّاء السودان المركزيّة المشاركة في تحالف "إعلان قوى الحرّية والتغيير" الذي يقود التظاهرات منذ ديسمبر، الأربعاء أنّ الحصيلة بلغت 108 قتلى على الأقلّ وأكثر من 500 جريح خلال ثلاثة أيّام. وقالت لجنة أطباء السودان إنّ الحصيلة مرشّحة للارتفاع، ودعت العديد من الدول العربية والغربية إلى التسريع في تسليم السلطة للمدنيين لتجنيب البلاد سيناريو الفوضى والعنف. وعلق الاتّحاد الإفريقي الخميس بمفعول فوري عضويّة السودان في المنظمة القارّية إلى حين إقامة سُلطة انتقاليّة مدنيّة في البلاد. وقالت متحدّثة باسم الاتّحاد الأوروبي في بيان إنّ الاتّحاد أيّد قرار تعليق العضويّة هذا وكذلك الدّعوة التي وجّهها الاتّحاد الإفريقي لإنهاء العنف. كما وجّه الاتّحاد الأوروبي دعوةً إلى استئناف المفاوضات بين السُلطات والمعارضة. بدورها، طالبت وزارة الخارجيّة الفرنسيّة في بيان بـ"تحقيق مستقلّ"، ومعبّرةً عن الأمل في محاكمة مرتكبي أعمال العنف من المتطرفين والتحريضيين الذين لا يريدون استقرار الوضع في السودان. كما دعت فرنسا إلى "استئناف الحوار" بين المجلس العسكري الانتقالي والمعارضة. وفتحت الشوارع الرئيسة في العاصمة الخميس، مع انتشار كثيف لقوّات الدعم السّريع. وقالت حسنى عمر التي تسكن منطقة جبرة جنوب الخرطوم لفرانس برس "نعيش في حالة رعب بسبب إطلاق النار الذي يحدث من وقت لآخر، ولكنّ الأوضاع صباح اليوم أفضل". وأضافت "أشعر بالخوف على أطفالي عندما يخرجون إلى الشارع". وبدت حركة المرور في الخرطوم أفضل من الأيّام الماضية، وشوهد عدد قليل من السيّارات والحافلات والحافلات الصغيرة على الطرق. وفَتح مزيد من المتاجر أبوابه في اليوم الثاني من عيد الفطر. وعلى غرار اليومين الماضيين، أُلغِي العديد من الرحلات الجوّية إلى الخرطوم.ويشهد السودان منذ ديسمبر انتفاضةً شعبيّة لم يعرف لها البلد مثيلاً أشعلتها زيادة أسعار الخبز وأدّت إلى إطاحة الرئيس عمر البشير في 11 أبريل على يد الجيش. لكنّ التعبئة استمرّت، وواصل المتظاهرون الاعتصام أمام مقرّ القيادة العامّة للجيش للمطالبة بنقل السُلطة إلى المدنيّين. وفي توضيح للحصيلة الأولى التي أدلت بها السلطات، قال وكيل وزارة الصحّة سليمان عبد الجبار "عدد القتلى في الأحداث التي شهدتها البلاد حتّى اليوم 61 قتيلاً، تفاصيلها كالآتي: 52 بالخرطوم بينهم 49 مدنيّاً أصيبوا بطلق ناري وثلاثة بزي قوات الدعم السريع طعنوا بآلة حادة". وأضاف أنّه "تمّ انتشال جثّتين من النيل، إضافة الى مقتل أربعة أشخاص في ولاية النيل الأبيض وأربعة في ولاية غرب دارفور وواحد بالقضارف". وقالت لجنة الأطبّاء إنه تمّ العثور على أربعين جثّة في النيل استنادًا إلى شهادات أطبّاء في المكان. لكنّها لم تُدل بتفاصيل إضافية. ويواصل تجمّع المهنيّين السودانيّين تحركاته الاحتجاجية مؤكدا أن "الثورة مستمرّة وشعبنا منتصر رغم إرهاب وعنف الميليشيات". ودعا التجمّع إلى "الإضراب المفتوح والعصيان المدني"، مع التحذير من الدّعوات إلى العنف، مؤكّداً أنّ "تمسّكنا بالسلميّة أقوى وأنجع في هذا الظرف بالذات". ويُعدّ إغلاق الطرق السّلاح "السلمي" المفضل بالنسبة إلى المحتجّين الذين أقاموا حواجز موقّتة مصنوعة من الطوب والحجارة والإطارات المحترقة بهدف تجسيد "العصيان المدني". وتسمح لهم هذه الحواجز بحماية أنفسهم من قوّات الدعم السريع المنتشرة في شوارع الخرطوم بكثافة منذ ثلاثة أيام. في حيّ بحري في شمال الخرطوم، فتح الشارعان الرئيسيان، لكنّ المتظاهرين قطعوا الطرق الصغيرة التي تربطهما بالأحياء المجاورة. وأكّد قائد قوّات الدّعم السريع محمد حمدان دقلو الملقّب حميدتي والذي يشغل أيضًا منصب نائب رئيس المجلس العسكري، أنّه يقف إلى جانب "الثوّار"، مؤكدا أنّه لن يسمح بأن ينزلق البلد إلى الفوضى

مشاركة :