رحلة «دودة الحشد» من أمريكا إلى الريف المصري: تقطع 100 كم في الليلة وتضع 1000 بيضة

  • 6/8/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

رغم نفيها لوجود «الحشرة الفتاكة» في الريف المصري منذ أكثر من شهر، أعلنت وزارة الزراعة، منذ 10 أيام تقريبا، دخول دودة الحشد الخريفية إلى مصر رسميًا، بعد أن هاجمت أكثر من 30 دولة إفريقية. وشهدت قرية العقبة بمركز كوم أمبو في أسوان أول هجمة للحشد الخريفية، إثر إجراء معهد بحوث أمراض النباتات بتحليل عينة من أحد حقول الذرة الشامية، وهو ما يعني تهديد كل من الخضروات، والأعشاب، والعشب التجاري بملاعب الجولف وكرة القدم، وأعشاب الحدائق العامة. وحسب ما أعلنت عنه منظمة الغذاء العالمي، «فاو»، تعود أصول دودة الحشد الخريفية إلى المناطق المدارية وشبه المدارية من الأمريكيتين، وتتسم بخطورتها الكبيرة وهي في طور اليرقة، فيمكن أن تسبب ضررًا كبيرًا للمحاصيل إن لم تُكافح بشكل جيد. وتصل سرعة طيران يرقاتها إلى قطع 100 كم في الليلة الواحدة، كما أنها قادرة على الهجرة لمسافات طويلة، كما تتكاثر بشكل كبير، فتضع الواحدة منها خلال حياتها 1000 بيضة، وهو ما ساعدها على الانتشار في أفريقيا منذ 3 سنوات، بعد أن تحركت أعداد منها من الأمريكتين. تتغذى الدودة على أكثر من 80 محصولًا، من بينهم الأرز، والذرة الرفيعة، والدُخن، وقصب السكر، والخضروات، والقطن، وتموت خلال شهور الشتاء في معظم مناطق أمريكا الشمالية، لكن في معظم أنحاء إفريقيا تبقى متواجدة على مدار العام، لعدم انخفاض درجات الحرارة في مناطقها، مصيبة فيها ملايين من هكتارات الذرة، التي تعتبر محصولًا أساسيًا في القارة. تترك الدودة أثرًا مدمرًا، وتدفع المزيد من الأشخاص نحو الجوع حسب «فاو»، خاصةً وأنها تهدد الأمن الغذائي لأكثر من 300 مليون شخص في إفريقيا، وقد تتسبب في خسائر اقتصادية كبيرة تصل إلى 4.8 مليار دولار من إنتاج الذرة فقط. وفي سعيها لحماية الأراضي الزراعية، أصدرت «فاو» إرشادات للمزارعين لتجنب خطر دودة الحشد الخريفية، منها «زرع الذرة مع محاصيل أخرى مثل البطاطا، مع تجنب الزراعة المتأخرة، ومن ثم بالتقاط وقتل البيضات واليرقات الموجودة على أوراق نبات الذرة، ورشها المصاب منها بالمبيدات الحشرية، مع وضع الرماد أو التربة أو الرمال في قلب النبتة». ووصلت أنباء مواجهة مصر لهذا الخبر منذ أشهر، حينما ترددت أخبار عن وجود الدودة في الريف المصري، إلا أن وزارة الزراعة نفت في كل مرة، قبل أن تؤكد بنفسها الأمر مؤخرًا، وهو ما عبّر عنه نقيب الفلاحين حسين أبو صدام بقوله متأسفًا: «أسوأ خبر مرعب بالنسبة للفلاحين». ونصح «أبوصدام»، حسب المنشور بـ«المصري اليوم»، بتشجيع وجود العوامل البيولوجية الطبيعية لحماية النباتات من هذه الحشرة، مثل النمل وإبرة العجوز، والكائنات المسببة لمرض هذه الحشرة كالفيروسات والفطريات والبكتريا، مع توفير المبيدات اللازمة والتوعية للمزارعين باتخاذ التدابير والإجراءات.

مشاركة :