ذكر رئيس الجمعية الفلكية بجدة، المهندس ماجد أبو زاهرة، أنه يرصد بسماء السعودية والوطن العربي وصول كوكب المشتري عملاق نظامنا الشمسي يوم الإثنين 10 يونيو 2019 إلى حالة التقابل ويكون قرصة مضاء بالكامل بنور الشمس، وفي قمة لمعانه، مقارنه بأي وقت آخر هذه السنة، وبعد يومين في 12 يونيو سيكون في أقرب نقطة من الأرض. وأوضح أن ظاهرة تقابل المشتري تحدث سنويا، وتمثل منتصف أفضل وقت لرؤية وتصوير المشتري وأقماره خلال العام، فعند استخدام المنظار الثنائي العينية مثبت على حامل يمكن رؤية قرص الكوكب و أقماره الأربعة الكبيرة حيث ستظهر كنقاط ضوئية على جانبي المشتري. وتحدث ظاهرة التقابل عندما يقابل المشتري الشمس في قبة السماء، وهي ظاهرة تحدث مره كل 13 شهراً وهي الفترة التي تستغرقها الكرة الارضية لتقوم بدورة كاملة حول الشمس بالنسبة لكوكب المشتري، وتكون النتيجة أن تقابل المشتري يحدث متأخراً بحوالي الشهر كل سنة، ففي العام الماضي 2018 حدث تقابل المشتري في 9 مايو وفي العام المقبل 2020 سيحدث في 14 يوليو . وبين رئيس فلكية جدة أنه في الوقت الحالي يمكن رؤية المشتري في أي وقت من الليل حيث يرصد كنقطة بيضاء ساطعة للعين المجردة بالأفق الجنوبي الشرقي بداية الليل وعند منتصف الليل يرصد باتجاه الأفق الجنوبي وفي الفجر يقع منخفضا باتجاه الأفق الغربي وهذه الحركة الظاهرية للكوكب في السماء نتيجة لدوران الأرض حول محورها من الغرب إلى الشرق. وفي هذا التقابل سيقع المشتري بالقرب من النجم الأحمر “قلب العقرب” أحد نجوم المرتبة الأولى إلا أن المشتري سيفوقه لمعانا بحوالي 30 مرة. وسيقع الكوكب على مسافة 4.284 وحدة فلكية (640,877,278 مليون كيلومتر)، من كوكبنا وسيبلغ قطر قرصه 46 ثانية قوسية ، ويبلغ لمعانه الظاهري -2.6. وعند رصد كوكب المشتري من خلال التلسكوب سيلاحظ أن غلافه الجوي ينقسم إلى عدة معالم واضحة تشمل أحزمة ملونه منتظمة بالتوازي مع خط استواء الكوكب، هذه الأحزمة تكونت من خلال الاختلافات في عتمة الغيوم نتيجة امتلاكها كميات متفاوتة من الأمونيا المتجمد فالأحزمة البراقة فيها تركيز أعلى من الأحزمة الداكنة ولذلك التركيز يحافظ على تلك الأحزمة منفصلة من خلال الرياح السريعة التي تصل سرعتها إلى ما يزيد على 650 كيلومتر بالساعة . ويعتبر أكثر الأشكال المميزة التي ترصد على المشتري هي العاصفة الضخمة والتي تسمى البقعة الحمراء العظيمة وهي كبيرة كفاية لتسقط بداخلها كوكب بحجم كوكبنا، وتظهر الصور الأخيرة بأن العاصفة تلك الضخمة والتي تعصف على المشتري على الاقل منذ 150 سنه يتقلص حجمها بشكل مستمر والسبب غير معروف. يذكر أن كوكب المشتري يطلق عليه في بعض الأحيان تسمية “النجم العاجز” لأنه يمتلك مكونات النجوم ولكن حتى تحدث فيه تفاعلات حرارية نووية يجب دمج 80 كوكب مثل المشتري على الأقل ليصبح ضخم كفاية ليشتعل مثل النجوم. لذلك بعد غروب الشمس خلال لليالي شهر يونيو يمكن أن نتخيل المشتري البراق كشمس صغيرة طوال الليل. وخلال الأسابيع بعد التقابل سيصل كوكب المشتري إلى أعلى نقطة في السماء مبكرا بأربع دقائق كل ليلة ، وسيبقى الكوكب مرئيا في سماء المساء لبضعة أشهر قادمة.
مشاركة :