محمد دحام لـ الجريدة•: الدراما أداة للعلاج النفسي

  • 6/8/2019
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

يؤثر المخرج محمد دحام الشمري الصمت، ويترك لأعمال مهمة الحديث نيابة عنه، يحملها أفكاره وطروحاته ورسائله ويفسح لها المجال لتمر إلى الجمهور عبر نافذة الشاشة الصغيرة، صريح ومتصالح مع نفسه، إذا تحدث يتكلم من مقعد الناقد ويتقبل الرأي الآخر برحابة صدر، الشمري استطاع أن يترك بصمة مهمة ليس في دراما رمضان لهذا العام فقط بل وفي مكتبة الدراما الخليجية، من خلال مسلسل "لا موسيقى في الأحمدي" الذي وثق تعاونه الثاني مع الكاتبة منى الشمري، ويرى أن الدراما أداة للعلاج النفسي، "الجريدة" كان لها معه هذا اللقاء: * مقل في ظهورك الإعلامي؟ - لأني على قناعة بأن كثرة الظهور والحديث عن الأعمال خصوصا في الفترة التي تسبق عرض المسلسل تؤثر سلبيا عليه، وأحرص على الظهور الإعلامي إذا كان لدي جديد أتحدث عنه. * "لا موسيقى في الأحمدي" من الأعمال التي تركت انطباعا إيجابيا لدى الجمهور خلال رمضان لنتحدث عنه؟ - كان من المفترض أن يظهر العمل للنور منذ عام، ولكن لتأخر إجازة النص من الرقابة والروتين تأجل تصوير المسلسل للعام الحالي، لاسيما ان إجازة النص جاءت قبل شهر رمضان بشهرين تقريبا، وكان من الصعوبة إنجاز المسلسل في هذه الفترة، ولله الحمد جاء قرار التأجيل لصالحنا، حيث صورنا العمل بأريحية، وانتهيت منه قبل رمضان بيوم ثم دخلنا مرحلة المونتاج. * تلك التجربة الثانية مع الكاتبة منى الشمري كيف وجدتها؟ - هناك تناغم وانسجام بيننا، أنا كمخرج ابحث عن كاتب لديه موضوع نطرحه، اشتغلت الكثير من الأعمال المتشابهة كما ان هناك أعواما سابقة شهدت مناقشة قضية واحدة في العديد من الاعمال ويرجع ذلك لتوارد الخواطر، لذلك أحرص على البحث عن الجديد. وخلال لقاء مصادفة مع منى الشمري قالت لي ان لديها نصا وهو "كحل أسود"، وعندما قرأته وجدت به عمقا، وهذا الشيء يستفزني، وبالفعل كانت التجربة الأولى، ثم عندما قررنا تكرار التجربة كان السؤال ماذا سنقدم؟ فكانت فكرة منى في "لا موسيقى في الأحمدي" ان نناقش العادات والتقاليد من خلال شخصية عضيبان الذي يتعامل بازدواجية. الروايات الأدبية * لماذا تستفزك الأعمال المستندة إلى روايات أدبية؟ - الدراما العربية لن تتقدم إذا لم تستند إلى الرواية، لأن كاتب الرواية لديه عمق وموضوع يطرحه على الناس على عكس بعض المسلسلات احداثها "قص ولزق"، تجد العمل يحتوي على خطين دراميين رئيسيين وغيرهما مجرد حشو لا أكثر، ولا استثني نفسي أيضا من تقديم مثل هذه التجارب. * الأعمال التراثية أو الحقبوية ليست جديدة عليك؟ - بالفعل سبق أن قدمت العديد من الاعمال التي تدور احداثها في فترات زمنية سابقة، مثل ثلاثية ساهر الليل والهدامة والتنديل وكحل اسود قلب ابيض وتعاونت مع نخبة من الكتاب والممثلين. * لكن هذا العام شاهدنا عددا كبيرا من هذه الأعمال؟ - ربما أكون انا احد أسباب هذا التوجه، في السابق كان المنتج يخشى من المسلسلات التي تقع أحداثها في فترات زمنية سابقة لأسباب عدة، أبرزها أنها مكلفة وتفاصيلها كثيرة ودقيقة وتحتاج إلى فريق فني وتقني على درجة كبيرة من الاحترافية لاسيما المكياج، لذلك فإن نجاح الاعمال التي قدمتها حفز المنتجين لخوض التجربة. كما ان الاعمال التراثية كانت تصور في السابق في لوكيشنات يتم تشييدها خصيصا لهذا الغرض، بينما في مسلسل "كحل أسود" حرصت على استغلال البيوت التراثية الموجودة في الكويت والتابعة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، مما شجع المنتجين على خوض التجربة هذا العام، وساهم في ظهور العديد من الاعمال. شغف التراث * تتحدث عن الأعمال التراثية بشغف كبير؟ - لأن الدراما المعاصرة لم تعد تسحرني، عندما تريد أن تتحدث عن القيم والحب وامور مجتمعية عدة في زمن مادي سريع من الصعب ان تصل للجمهور، ولذلك نعود الى حقب سابقة لنقدم للمشاهد ملامح من الحياة بجميع تفاصيلها، ونستعرض كيف كان الناس يحبون بعضهم البعض ويخافون على بعض، ولنناقش قضية مثل العنصرية وقبول الآخر كان يجب ان اعود بالناس الى جذورهم، لذلك أرى ان الدراما هي أداة للعلاج النفسي نعود للوراء لنعالج المشكلة من جذورها. * أخطاء الراكور مشكلة تؤرق صناع الدراما التراثية، ما تعليقك؟ - نعم هناك أخطاء ونحن بالنهاية بشر وجل من لا يسهو، في "لا موسيقى في الأحمدي" هناك خطأ او اثنان، وهناك من لاحظهما، والبعض لم ينتبه، ولكن لا أجدهما مشكلة، أعظم وأكبر الأفلام العالمية بها أخطاء في الراكور، ولكن ذلك لا ينتقص من قيمة وأهمية المشروع الفني. * في ظل التطور الكبير الذي تشهده التقنية ما الذي يميز مخرج عن آخر؟ - التقنية موجودة ومتاحة للعالم كله، والفيصل هنا كيف يستخدمها المخرج ويوظفها في عمله، وان يكون لمشاريعه الفنية خصوصية وتنوع، هذا العام قدمت "غصون في الوحل"، ثم "لا موسيقى في الأحمدي"، وهناك اختلاف جذري بينهما من حيث الفكرة والطرح والشكل والإضاءة والازياء ومواقع التصوير والروح وطريقة التمثيل والموسيقى وما إلى ذلك. «لا موسيقى في الأحمدي» يعود العمل إلى حقبة الأربعينيات والخمسينيات وصولا إلى السبعينيات من القرن الماضي، في الكويت والسعودية وعمان، حيث يرصد المسلسل حياة عدة أسر في ذلك الزمن مضيئا على شخصية "عضيبان"، وهو رجل كويتي تعود أصوله للقصيم في السعودية، وهو صاحب مكانة كبيرة في المجتمع، ولديه ابن وحيد هو "حمد" الذي يعمل في حقول النفط بالأحمدي، ويتزوج مرتين: الأول زواج تقليدي من حصة، والثاني من الجليلة، وهي ابنة المهندس العراقي الذي يعمل معه. كل ذلك في موازاة حكايات متشابكة من ذلك الزمان، تحمل الكثير من التشويق. والمسلسل كتابة منى الشمري وإخراج محمد دحام الشمري، وبطولة جاسم النبهان، نور، عبدالمحسن النمر، فهد العبدالمحسن، علي كاكولي، عبدالله السيف، فوز الشطي، شيماء، إيمان الحسيني، وآخرين.

مشاركة :