أدانت فصائل فلسطينية، مساء اليوم السبت، تصريحات ديفيد فريدمان السفير الأمريكي في إسرائيل، حول ضم أجزاء من الضفة الغربية إلى دولة الاحتلال. وتساءلت حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” في بيان أصدرته مفوضية الإعلام والثقافة، السبت، إذا ما كانت هذه المواقف تمثل الموقف الأمريكي الرسمي أم موقف غلاة المستوطنين في إسرائيل؟، مشيرة إلى أن السياسة التقليدية للولايات المتحدة تعتبر الأراضي الفلسطينية أرض محتلة حسب القانون الدولي، وأنها هي من وضع مرجعيات مؤتمر مدريد للسلام انطلاقا من قراري مجلس الأمن 242 و 338 ومبدأ الأرض مقابل السلام، والتي هي ذاتها مرجعيات اتفاقيات أوسلو وكانت واشنطن ترعى لعقود عملية السلام على أساسها. وحول حديث فريدمان عن “عدم الحاجة لإنشاء دولة فاشلة”، قالت “فتح” إن هذا تخل مفضوح عن مبدأ حل الدولتين الذي يجمع بشأنه المجتمع الدولي، وفيه انحياز وتبن كامل لمواقف اليمين الإسرائيلي المتطرف والعنصري الذي ينكر وجود الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية المشروعة المستندة للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، مشيرة إلى أن الإجماع الدولي من أهلية الشعب الفلسطيني ومؤسساته الوطنية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، بالمقابل لم نسمع كلمة من فريدمان عن فساد رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو. وحذرت “فتح” في بيانها من مخاطر مثل هذه التصريحات على أمن واستقرار المنطقة، فهي نسف كامل لعملية السلام وللجهود التي بذلها واستثمر بها العالم بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية. بدورها، قالت حركة حماس:” إن تصريحات سفير الولايات المتحدة لدى الاحتلال، تعبيرا عن عمق المشاركة الأمريكية في العدوان على شعبنا، واستهدافها لمكونات القضية الفلسطينية. وأكد المتحدث باسم حماس حازم قاسم أن تصريحات السفير الأمريكي هي تساوق كامل مع رؤية اليمين الإسرائيلي الأكثر تطرفاً، واستهتار من الإدارة الأمريكية بكل المواقف العربية. من جهتها، قالت حركة الجهاد الإسلامي :” إن زمن التوسع الاستعماري قد ولّى وانتهى وأن أطماعكم مصيرها الفناء، فالشعب الفلسطيني لن يفنى وأشجار الزيتون التي غرسها أجدادنا أطول عمرا منكم”. وقال داود شهاب القيادي في حركة الجهاد الاسلامي :” إن ديفيد فريدمان” مستوطن متطرف ينفذ السياسات الاستعمارية والاستيطانية لمرؤوسيه. والصفة التي يحملها “سفير!!” مجردة من كل معنى ، سوى أنها غطاء لتحركاته والمهام الموكلة إليه”. وفي ذات السياق، وصفت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، تصريحات فريدمان، بالعدائية، وتتطابق مع تصريحات المستوطنين”. وقالت الشعبية إن “تصريحات فريدمان تأكيدٌ إضافي على السياسة الأمريكية الشريكة لهذا الكيان في احتلاله لأرضنا، ودعمه بإقامة المزيد من المستوطنات عليها، وفي تشجيعه بالتنكر وعدم الاستجابة لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بحقوق الشعب الفلسطيني”. يذكر أن فريدمان، قال في مقابلة مع صحيفة “نيويورك تايمز” إنه “من حق إسرائيل ضم أجزاء من مناطق الضفة الغربية”، مستدركا : “لكنه ليس من حقها ضم المناطق كافة”.
مشاركة :