دبي:بنيمين زرزور بعد ثلاثة أسابيع من الأداء المحبط ارتدت مؤشرات الأسهم العالمية خلال الأسبوع الماضي لتحقق مكاسب لافتة بدفع من اللهجة الحمائمية للبنوك المركزية الكبرى في العالم ومن الرهان على اضطرار مجلس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي لخفض الفائدة من جديد بعد تقرير الوظائف لشهر مايو.طغى اللون الأخضر على المؤشرات منذ بداية الأسبوع الذي هدأت فيه تهديدات التجارة والرسوم الجمركية وانصبّ تركيز المستثمرين على البيانات الاقتصادية وطبيعة رد فعل السلطات المالية حيال تهديدات الركود في الاقتصاد العالمي. وقد ثبّت عدد من البنوك أسعار الفائدة على حالها دون تغيير (البنك المركزي الأوروبي)، بينما تكررت وعود أعضاء مجلس الاحتياطي الفدرالي الذين حضروا مؤتمر بنك شيكاغو السنوي، وبدءاً من يوم الثلاثاء، بضرورة التجاوب السريع مع بيانات الاقتصاد وخفض أسعار الفائدة إذا اقتضت الضرورة.وقد رجحت كفة قرار التخفيض يوم الجمعة بعد صدور تقرير الوظائف الأمريكي لشهر مايو /أيار الذي جاء أضعف بكثير من التوقعات كاشفاً عن 75 ألف وظيفة خارج القطاع الزراعي مقابل 180 ألف وظيفة متوقعة، وأحدث موجات ترددية في مختلف الأوساط انعكست في تحليلات ورهانات رفعت توقعات خفض الفائدة من 16.5% إلى 27.4%. وكانت ردة فعل الأسهم مباشرة حيث حلق مؤشر داو جونز في أداء أسبوعي هو الأفضل منذ نوفمبر حاصداً 4.71%.وكان لافتاً الهبوط المستمر في معدلات أسعار العائد على سندات الخزانة، وهو ما عزز مخاوف الركود بعد أن تراجع العائد على فئة السنوات العشر إلى 2.06% وهو الأدنى منذ عشرين شهراً. إلاّ أن تقرير الوظائف منح السندات فرصة للاستقرار يوم الجمعة، ما وفر للمستثمرين فرصة إعادة حساباتهم وسط شعور بالاطمئنان حيال تحرك وشيك للمجلس.وبلغت مكاسب مؤشرات «وول ستريت» 4.4%، تصدرها مؤشر داو جونز الصناعي الذي أغلق على 25983.94 نقطة مضيفا 4.71% إلى رصيده في أفضل أداء أسبوعي منذ سبعة أشهر، ومتصدراً قائمة الرابحين على صعيد المؤشرات الرئيسية العالمية. كما بلغت مكاسب مؤشر «إس أند بي500» 4.41% ليغلق على 2873.34 نقطة صامداً فوق حد التوازن الذي يتابعه المتداولون ويبعث الراحة في نفوسهم وهو 2800 نقطة. وكان أداء مؤشر ناسداك جيداً أيضاً لكن مكاسبه جاءت أدنى بقليل من سابقيه؛ حيث بلغت 3.88% وأغلق على 7742.10 نقطة.ولم تغب الأسهم الأوروبية عن مهرجان المكاسب مستفيدة من الشعور الإيجابي الذي بثه البنك المركزي بإبقاء أسعار الفائدة على حالها ومن الهدوء على جبهة النزاعات التجارية. وقد تمكن مؤشر داكس الألماني من التحليق بنسبة 2.72% متجاهلاً الاضطرابات السياسية الداخلية والاتهامات التي وجهها اتحاد الصناعات الألماني للمستشارة إنجيلا ميركل حول سوء إدارتها للسياسة الاقتصادية. كما استفاد مؤشر فاينانشل تايمز في لندن من بيانات إيجابية حول أداء الاقتصاد البريطاني ومن المعطيات العامة عالمياً وحقق مكاسب بلغت 2.38% ليغلق على 7331.94 نقطة.وفي آسيا تمكن مؤشر نيكي الياباني من استثمار زيارة ترامب والاتفاقات التجارية الثنائية بين البلدين لصالح تحقيق أداء إيجابي انعكس في رفع المؤشر بنسبة 1.38% لينهي عند 20884.71 نقطة. وانعكس التصعيد في لهجة الصين حيال واشنطن وتهديداتها برد انتقامي بدت أولى ملامحه في التلويح بوقف تصدير المعادن النادرة وإصدار قائمة سوداء للشركات الأمريكية، على أداء مؤشر شنغهاي المركب الذي تراجع وحيداً بنسبة 2.68% ليغلق عند 2827.80 نقطة.وسجل الذهب أفضل أداء أسبوعي له منذ ثلاث سنوات مضيفاً 3% لسعر الأونصة بدفع من تراجع الدولار بعد تقرير الوظائف وهو ما منحه 1% في تداولات يوم الجمعة فقط. كما استفاد من حالة عدم اليقين السائدة حول أداء الاقتصاد العالمي وتصاعد وتيرة التهديدات السياسية خاصة في الشرق الأوسط. وقد أنهت الأونصة على 1343 دولاراً بعد أن بلغ 1348 دولاراً خلال الأسبوع.
مشاركة :