«الجماعات الأدبية».. ضرورة ثقافية أم ترف اجتماعي؟!

  • 6/9/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تعتبر الأندية الأدبية الثقافية رافداً كبيراً لتزويد المجتمع بالكثير من الأدبيات والثقافات المتنوعة لترتقي بالإنسان، إلا أن الجماعات الثقافية المنبثقة من الأندية تعتبر من الروافد الحقيقة في إثراء المجتمع بالثقافة والأدب والفنون.. صحيفة «الرياض» استعرضت أثر هذه الجماعات مع عدد من الأدباء والأديبات والمثقفين والمثقفات في هذا التحقيق الصحفي فإلى تفاصيله الخاصة.. الزهراني: حركتْ هدوء النوادي وسكونها «صيت ذائع» أوضح الشاعر أحمد الحربي رئيس نادي جازان الأدبي سابقاً أنها تظل الأندية الأدبية أحد الروافد الثقافية في المملكة، فمنذ تأسيسها في العام 1395هـ وهي تقدم برامجها لمختلف الأطياف الأدبية والثقافية وترعى شريحة كبيرة من المجتمع بل إنها تتشارك معه في كثير من برامجها الموجهة للعامة، فضلاً عما تقدمه من دعم مباشر وغير مباشر لناشئة الأدب المبدعين من الشباب والشابات وتعطي لهم فرصة للانخراط في ورش العمل الأدبية التي تقدمها الأندية على هيئة جماعات إبداعية تقام كل أسبوع أو كل نصف شهر أو كل شهر بحسب البرامج المعدة في الموسم الثقافي، ونجاحها يعتمد على رئيس الجماعة فهو من يراهن عليه بنشاطه وإخلاصه الأدبي واختياره الموفق للعاملين معه في الجماعة فهذا هو العامل الرئيس لنجاح الجماعة، وكل الأندية لديها مثل هذا المشروع بعضها نجح وذاع صيته وفشل آخرون. وأبان أنه من الجماعات التي ذاع صيتها في الأندية الأدبية جماعة عبقر في جدة واثنينية أدبي جازان وجماعة فرقد في الطائف، وتلك الجماعات أو اللجان الثقافية تقدم برامجها بعيداً عن برنامج النادي المنبرية وموازية له، وقد يتفوق برنامج الجماعة الأدبية على برنامج النادي المنبري الذي يقدمه في كل موسم ثقافي، وما شهرة تلك الجماعات التي ذكرتها إلا دليل على نجاحها وتفوقها في برامجها. الحارثي: نوعٌ من التجديد والمنافسة «سياج منيع» وقالت الدكتورة خلود الحارثي: إن هذه الجماعات ليست ضرورة ثقافية، ولكنها أدت دوراً مميزاً وفاعلا ً، وصنعت نوعاً من التجديد والمنافسة والتنوع والنشاط مشيرةً إلى أن الجماعات الإبداعية فكرة موجودة منذ زمن بعيد وليست هبة، والموهبة والإبداع حولهما سياج منيع لا يستطيع اختراقه ذوو القربى أو الخاصة، هذه الجماعات الإبداعية تشكل وجدان الثقافة وتعطي امتداداً للعمل الإبداعي تاريخياً، حيث يتوثق باسمها ويكون في سجل إنجازاتها. «جيل واعٍ» وأشارت الكاتبة والقاصة مريم خضر الزهراني إلى هذه الجماعات الإبداعية الأدبية تشكل في أي نادٍ أدبي حراكاً ثقافياً مختلفاً عن غيره من النشاطات التي تقدمها الأندية طوال العام، لتميزها بالدقة في اختيار الضيف والمادة المراد عرضها ومراعاة الوقت والزمن لحضور الضيوف، كما أنها تعمل طوال العام ببرنامج دقيق ومنظم من مجموعات شبابية مهتمة بالأدب وأنواعه، تبحث عن كل ما هو جديد ومشوق لتقديم الأجمل للمجتمع، كما يشرف عليها نخبة من المثقفين والأدباء الذين لديهم الخبرة العالية في المجال الأدبي والثقافي، فهذه المجموعات أعطت الثقة لفئة من الشباب والشابات لإثبات قدرتهم على العطاء وانتقاء الإبداعات من كل بساتينها الأدبية، وهذا ما يطمئننا أن هناك جيلاً قادماً واعاً مُلماً بكل ما يهم الثقافة وأهلها بطرق حديثة تستميل طموحاتهم ورغباتهم، ولا مانع عن الاستعانة بأصحاب الخبرة من كبار المثقفين في المشورة والأخذ بالرأي، وهذه الجماعات بثت روح الحماسة والتغيير والتنافس في النشاطات الأدبية والتي عادت بمردود مميز على أنشطة الأندية العامة التي كان يسكنها الهدوء من فترة إلى أخرى. «سد ثغرة» ومن جانبه يقول الدكتور عبدالله غريب، نائب رئيس النادي الأدبي بالباحة: إن وجود هذه الجماعات قد تكون له فوائد كثيرة، فقد تباطأ بعض الأندية في مشروعاتها الثقافية والأدبية لأسباب كثيرة مادية أو نقص الأعضاء ومع هذا فبعض الأندية تصارع وتحاول سد الثغرة بنشاطات قد لا ترقى إلى تطلعات القائمين عليها ولكن من باب إبقاء شعرة الثقافة بين الأندية وجمهورها دون القطع، فهناك خلل كبير وتفاوت بين الأندية من حيث المشروعات للبنى التحتية من جهة ومشروعاتها الثقافية من جهة أخرى، فيما هناك أندية لديها أرصدة مادية وليس لديها مشروعات ثقافية عدا أمسيات بين الفينة والأخرى ولم تبن مقرات لها ولعل هذه الجماعات الموجودة تسد رمق المثقفين الذين تعودوا ارتياد الأندية الأدبية بشكل أسبوعي، وأعتبرها كجماعات النشاط اللاصيفي في المدارس مع فارق المكان والتوقيت. إذ بدأت الأندية تنوع نشاطاتها في شتى الفنون غير الأمسيات الأدبية والفكرية لاستمالة عشاق الفنون الأخرى التشكيلية والرسم والتصوير والمسرح مما اختلط الحابل بالنابل بينها وبين جمعيات الثقافة والفنون ولم يعد بينهما ذاك الفرق. ونوه إلى أنه لاشك أن هذه الجماعات كغيرها قد لا تخلو من تكرار الأسماء ودعوة المعارف سواء في حفلاتها أو في مطبوعاتها ونشاطاتها شأنها شأن مثيلاتها في جهات عدة وليس بالضرورة أن يكونوا من الأقارب ولكن بالتأكيد سيكونون من الوسط الثقافي والأدبي من المهتمين بالشأن مبدعين أو كتاب أو نقاد أو إعلاميين، ولأن البعض لا يريد أن يشارك، فهم يقعون في حرج مع الوقت وضرورة إيجاد البديل وبهذا يلجأ المسؤول عن هذه الجماعات لاستضافة من تمت استضافته ويظل رصيف المجاملات واسعاً. وهنا أرى وأؤكد على ضرورة تحديث البيانات للمدعوين والتأكد من وجود المدعوين على قيد الحياة، وهذا يقع على عاتق المسؤول وليس السكرتارية. غريب: تنقذ مشروعات الأندية الفارغة

مشاركة :