قال الرئيس المكسيكي، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، إنه تحدث هاتفيا مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب وعرض عليه إقامة علاقات ودية والتزاما بالحوار. وتحدث الرئيس المكسيكي بعد يوم من التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة حال دون فرض رسوم جمركية على السلع المكسيكية كان ترامب هدد بها ما لم تتصد المكسيك للهجرة غير الشرعية. ومن المقرر أن يتحدث لوبيز أوبرادور في وقت لاحق اليوم، الأحد، أمام تجمع حاشد في مدينة تيخوانا الحدودية إلى الجنوب مباشرة من مدينة سان دييجو الأمريكية. وقال الرئيس المكسيكي، على تويتر، “أبلغت (ترامب) بأنني لن أمد في تيخوانا يدا مغلقة، بل مفتوحة”. والسبت توقع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن تطبق المكسيك بشكل قوي اتفاقا جديدا وافقت بموجبه على توسيع برنامج مثير للجدل بشأن اللجوء وتعزيز الأمن على حدودها الجنوبية لمنع المهاجرين من أمريكا الوسطى من محاولة الوصول إلى الولايات المتحدة. وأُعلن الاتفاق يوم الجمعة بعد مفاوضات استمرت 3 أيام في واشنطن وأدى إلى تفادي فرض إدارة ترامب تعريفات جمركية بنسبة خمسة في المئة على الواردات من السلع المكسيكية جميعها ابتداء من يوم الاثنين. وقال ترامب، على تويتر صباح السبت، إن “المكسيك ستحاول بكل جد (تنفيذ الاتفاق) وإذا فعلت ذلك سيكون اتفاقا ناجحا بين الولايات المتحدة والمكسيك”. وقال وزير الخزانة الأمريكي، ستيفن منوتشين، السبت، في مقابلة مع رويترز على هامش اجتماع لوزراء مالية مجموعة العشرين في فوكوكا باليابان، إن إدارة ترامب ترى أن الاتفاق “سيحل قضية الهجرة”. لكنه حذر من أن ترامب يحتفظ بسلطة فرض الرسوم إذا تقاعست المكسيك عن فرض تطبيق الاتفاق الجديد. وقال ترامب أيضا على تويتر، إن المكسيك ستبدأ على الفور شراء “كميات كبيرة” من السلع الزراعية من المزارعين الأمريكيين الذين تضرروا بشدة من الحرب التجارية مع الصين وكانوا سيتلقون ضربة جديدة نتيجة الرد المكسيكي لو كان ترامب فرض رسوما. ورد زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر بسخرية على الاتفاق في وقت متأخر يوم الجمعة وكتب على تويتر “هذه ليلة تاريخية!.. وبما أن المشكلة قد حُلت فإني على يقين بأننا لن نسمع شيئا عنها في المستقبل”. ووافقت المكسيك بموجب الاتفاق الجديد على التوسيع الفوري لبرنامج تعيد بمقتضاه الولايات المتحدة للمكسيك المهاجرين الساعين للجوء في انتظار فصل القضاء في حالاتهم على أن يسري على الحدود بأكملها، ويطبق هذا البرنامج منذ يناير/ كانون الثاني في مدن تيخوانا ومكسيكالي وسيوداد خواريز الحدودية. ورفع الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية وغيره من الجماعات الحقوقية دعوى قضائية ضد البرنامج الذي أعاد إلى المكسيك أكثر من 10390 شخصا معظمهم من أمريكا الوسطى. ووافقت المكسيك أيضا على اتخاذ إجراءات أقوى لوقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى الولايات المتحدة بما ذلك نشر قوات حرس الحدود المسلحة على حدودها الجنوبية ابتداء من يوم الاثنين. واعتقل ضباط الحدود الأمريكيون أكثر من 132 ألف شخص لدى عبورهم من المكسيك في مايو/ أيار، وهو أعلى معدل شهري منذ 2006. وهدد ترامب بمواصلة زيادة رسوم الجمركية على الواردات المكسيكية إلى 25% ما لم تتحرك المكسيك لوقف ما وصفه “بالغزو”. وحذرت جماعات أعمال أمريكية وبعض من حلفاء ترامب الجمهوريين من أن حربا تجارية مع المكسيك ستضر بالاقتصاد الأمريكي وضغطوا على الإدارة كي تتراجع عن موقفها. ولم يشمل الاتفاق الذي أعلن يوم الجمعة مطلبا أمريكيا بقبول المكسيك تصنيف “دولة ثالثة آمنة” الذي كان سيجبرها على أن تسمح بشكل دائم بدخول معظم طالبي اللجوء من أمريكا الوسطى. ويعتمد الاقتصاد المكسيكي بدرجة كبيرة على الصادرات للولايات المتحدة، وتعرض للانكماش في الربع الأول وكان سيتلقى ضربة قوية إذا تم فرض الرسوم الجمركية الأمريكية الإضافية.
مشاركة :