بعد نحو ستة أسابيع على القرار الأميركي “تصفير” عائدات إيران النفطية، أقر وزير النفط الإيراني بيجان زنقنة، بتأثير العقوبات الأميركية وقسوتها، مؤكداً أن “بلاده ستستخدم طرقاً غير تقليدية للالتفاف على العقوبات لبيع النفط، الذي يشكل المصدر الرئيس للعملات الصعبة”. “تصفير” عائدات إيران النفطية وقال زنقنة لوكالة “شانا” الإخبارية الإيرانية، في مقابلة نُشرت أمس السبت 8 يونيو (حزيران) 2019، “لدينا مبيعات غير رسمية أو غير تقليدية، كلها سرية، لأن الولايات المتحدة ستوقفها إن علمت بها”، لكنه امتنع عن إعطاء مزيد من التفاصيل بشأن الصادرات النفطية الإيرانية. وأكد أنه “لن يكشف عن أي أرقام إلى أن تُرفع العقوبات”. وأضاف زنقنة “الولايات المتحدة تشدد الخناق على الاقتصاد الإيراني بواسطة عقوبات ذكية”، معتبراً أن “أقسى العقوبات في التاريخ تُفرض على إيران”. وكانت الولايات المتحدة انسحبت في مايو (أيار) من العام 2018، من الاتفاق النووي الذي أُبرم في العام 2015 بين الدول الكبرى وإيران، والذي أسهم في رفع العقوبات عن طهران مقابل الحد من برنامجها النووي. وأعادت الولايات المتحدة في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام 2018 فرض عقوبات نفطية على إيران، لكنّها أعفت منها بادئ الأمر، ولمدة ستة أشهر، ثماني دول من بينها الصين. وتراجعت الصادرات النفطية الإيرانية من مليون و500 ألف برميل يومياً في أكتوبر (تشرين الأول) إلى 750 ألف برميل يومياً في أبريل (نسيان)، وفق أرقام وكالة “بلومبرغ”. وفي مايو 2019، ألغى البيت الأبيض الإعفاءات الممنوحة في الملف النفطي، في إطار تشديد حملة “الضغط الأقصى” على طهران. “الضغط الأقصى” قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي من جهته إن “فرض الولايات المتحدة عقوبات إضافية ،على إيران يُظهر أن العرض الذي قدمته واشنطن لإجراء محادثات، غير حقيقي”، مشيراً في بيان إلى أنه “كان من الضروري الانتظار لأسبوع واحد فحسب، حتى يتبين أن مزاعم الرئيس الأميركي بشأن المحادثات مع إيران مجرد كلام أجوف. السياسة الأميركية بممارسة الحد الأقصى من الضغط، هي سياسة مهزومة”. الولايات المتحدة كانت فرضت عقوبات على أكبر شركة إيرانية قابضة للبتروكيماويات، لدعمها غير المباشر للحرس الثوري الإيراني في خطوة قالت إنها تهدف لتجفيف إيرادات الحرس الثوري الإيراني، لكن محللين وصفوها بأنها “رمزية” إلى حد كبير. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قال في وقت سابق من الشهر الحالي إنه “يرغب في إجراء محادثات مع إيران”. وتصاعدت حدة التوتر بين إيران والولايات المتحدة في الأسابيع القليلة الماضية، بعدما أرسلت واشنطن المزيد من القوات إلى الشرق الأوسط ومنها حاملة طائرات وقاذفات بي-52 وصواريخ باتريوت، في استعراض للقوة، ضد ما وصفه مسؤولون أميركيون بأنه “تهديد إيراني للقوات والمصالح الأميركية في المنطقة”. الضغط العسكري الأميركي وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء ذكرت بدورها أن وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي، أشار السبت 8 يونيو إلى “وجود السفن الحربية الأميركية في المنطقة”، قائلاً إن “أعداء إيران يخشون الحرب بسبب القوة الهجومية والدفاعية المتطورة لديها”. وصرّح الوزير أنهم “خائفون من أي نوع من الحرب أو النزاع المحتمل مع إيران”، معتبراً أن “العروض الأميركية بشأن المحادثات من دون شروط مسبقة، غير جادة”. وكانت الولايات المتحدة قالت إنها “تسعى لتكثيف الضغط الاقتصادي والعسكري على إيران بسبب برنامجها النووي وبرنامجها للصواريخ الباليستية، إلى جانب دعم جماعات تحارب بالوكالة في سوريا والعراق ولبنان واليمن.
مشاركة :