«وطن على خشبة المسرح».. توثيق لأحداث الأزمة الفلسطينية

  • 6/10/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لا يأتى المسرح فى أى مكان إلا معبرا عن قضايا وهموم الشعب، والفترة الذى بدأ فيها التعرف على المسرح كفن حتى على المستوى العربى هى فترة زمنية قديمة، وكذلك الأعمال المسرحية الفلسطينية المنتقاه قد تضاهى الآمال العربية، والمسرح عقب 1948 أدى إلى انهيار المجتمع الفلسطيني، إضافة إلى انهيار الثقافة والمؤسسات، «الحكواتي» كان حقبة ذهبية فى تاريخ المسرح الفلسطيني، وخاضت الفرق المسرحية مجموعة من التجارب الحقيقية العميقة من خلال واقع متميز فى تلك المنطقة لزمن يستحق المتابعة، وتغذت الفرق المسرحية من الفكر والوضع الثورى بها، وهذا ما ينقص المسرح الفلسطينى فى الوقت الراهن.بثت هيئة الإذاعة والتليفزيون الفلسطينية، فيلما وثائقيا بعنوان «وطن على خشبة المسرح» للمخرج غصوب علاء الدين، ومدته تصل إلى تسعين دقيقة، يرصد فيها الفيلم مراحل تأسيس المسرح الفلسطينى خارج الأرض المحتلة خلال القرن الماضى وما حالت إليه فى الوقت الراهن، وقال المخرج المسرحى فتحى عبدالرحمن، إن الفلسطينيين فى الشرق الأوسط عرفوا أشكال الفرجة الشعبية البدائية وهى «الراوي»، «الحكواتي»، «صندوق العجب»، «خيال الظل»، و«المساخر» لكل المناسبات المختلفة، أول عروض مسرحية قدمت فى 1880 فى بعض الكنائس بمدينة الناصرة، والقدس، وكان يشاهدها الجمهور الفلسطينى جيدا من خلال الإرساليات ومدارسها، ونتج عن بداية الصراع الصهيونى حول اغتصاب الأرض وبيعها، نهضة سياسية ومقاومته والتعبير عنه من خلال الشعر، والغناء، وأشكال مختلفة، وقدم البعض من خلال المسرح عن الشهداء، واغتصاب الأرض والتعبير عنها من خلال الهموم الفلسطينية فى فترة الثلاثينيات والأربعينيات بشكل قومي، وكانت من أبرز الفرق فى القدس هى «نصرى الجوزي» وقدمت مجموعة من المسرحيات التى تحث على الأخلاق، والعرف، والقيم، والتقاليد وبعض المواضيع الوطنية، فنحن ننتج ونتجول بالعروض المسرحية.وأضاف الكاتب المسرحي، محمود شقير، أن هناك بعضا من المثقفين أمثال نصر الجوزي، خليل السكاكيني، إسعاف النشاشيبي، نجاة صدقى وآخرين، كل هؤلاء لهم إسهاماتهم فى القصة، والرواية، وأيضا فى المسرح، ومن هنا بدأت مجموعة من الأنشطة المسرحية فى فلسطين قبل النكبة، بدأت بالكتابة المسرحية للكاتب جميل البحيرى عن أول نص بعنوان «قتل أبي» ونشر فى مجلة «الزهرة»، وكان النشاط المسرحى ينقسم إلى ثلاث اتجاهات، الأول المسرح المدرسى وهو الاتجاه الأكثر انتشارا، والثانى كان من نصيب فرق الكشافة وهى أسست بعض الفرق المسرحية وقدمت بعض الأعمال ومعظمها كان من التاريخ، إضافة إلى المسرح العالمى مثل عرض «هاملت» الذى قدمته فرقة الكارمل، وغيره، ما أدى إلى الاتجاه الثالث فى تأسيس الفرقة الخاصة بالتمثيل المسرحي.وأكد الكاتب والناقد وليد أبوبكر، أن الفترة التى بدأ فيها التعرف على المسرح كفن حتى على المستوى العربى هى فترة زمنية قديمة، وقد تأخرت فى فلسطين عن الدول العربية الأخرى، والمسرحيون المصريون فى ذلك الوقت وخاصة فى العقدين الأولين من القرن العشرين، كان لهم تأثير كبير من المشهورين فى المسرح المصري، إلى جانب مجموعة من الأعمال المترجمة وقد تمت الاستفاده منها من خلال الأعمال المسرحية.وأوضح المخرج المسرحى حسين الأسمر، أن هناك علاقة بين السلطة والمسرح، سواء فى قضايا غزة أو الضفة الغربية، فهى بمثابة علاقة ضعيفة ما أضعف الحركة المسرحية ووضعت المسرحيين فى دوائر مغلقة نتيجة الإحباط الشديد الذى أدى إلى انحصار النشاط المسرحى، فكان المسرح الفلسطينى فى أزهى حالات نشاطه عكس الفترة الحالية لما يلاحقه الآن، مع التطور التكنولوجى للمسرح إلا أن الظروف غير مهيئة فى الوقت الراهن لما تمر به البلاد الآن، والمسرح والثقافة دائما فى حالة من التأرجح فى كل العالم.

مشاركة :